عروبة الإخباري –
أحيا المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالشراكة مع جمعية الكاريتاس الأردنيّة، السبت، أسبوع الوئام بين الأديان ويوم الأخوّة الإنسانيّة.
واقام المركز بهذه المناسبة ندوة بعنوان: “دور الوئام بين الأديان في السلام بين البلدان” بحضور سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة، ونواب وأعيان، وممثلين عن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، ودائرة الإفتاء ودائرة قاضي القضاة ومجلس رؤساء الكنائس، وسفير دولة الفاتيكان لدى المملكة المطران جيوفاني بيترو دال توزو.
وقال مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر، إن الندوة تأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها الانسانية والأمة العربية جراء العدوان الاسرائيلي على غزة وعموم فلسطين، مؤكدا أن الاديان تدعو إلى السلام والمحبّة، والوفاق والعدالة والمساواة، وترفض القتل الأعمى ومحاولات تهجير الآمنين وترويعهم.
واشاد بدر بالدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في عموم فلسطين وغزة، والدفع نحو وقف اطلاق النار، وادخال المساعدات الانسانية والاغاثية للأهل في قطاع غزة.
ورفع التهنئة لجلالة الملك بمناسبة مرور 25 سنة لجلوسه على عرش المملكة، مؤكدا ان الأردنيين يستذكرون بهذه المناسبة ربع قرن من العطاء والإنجاز في مختلف المجالات، وترسيخ المملكة انموذجا في الاخاء والوئام.
وأشار الى المبادرات الملكية لتعزيز معاني الوئام والاخاء من خلال اطلاق رسالة عمّان عام 2004، ومبادرة كلمة سواء 2007، وأسبوع الوئام بين الأديان 2010، واستقبال المملكة للمهجرين واللاجئين.
كما لفت الى مرور 30 عامًا على إنشاء العلاقات الدبلوماسيّة بين المملكة الأردنيّة الهاشميّة وحاضرة الفاتيكان، والتي توصف دائمًا بأنّها علاقات تعاون ومودّة وصداقة ممتدة.
بدوره، اشار السفير الإماراتي في عمان الشيخ خليفة بن محمد آل نهيان، إلى الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربيّة المتحدة، في ترسيخ قيم المحبة والتسامح والوئام بين الأديان على كافة المستويات الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة، ومن بينها إطلاق وثيقة الأخوّة الإنسانيّة التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيّب في أبوظبي، وغيرها من المبادرات في هذا المجال.
واشاد آل نهيان بالنموذج الأردني الرائد في العيش المشترك والانسجام والتناغم بين كافة المكوّنات.
من جهته، أوضح السفير البابوي في الأردن المطران جوفاني دال توزو، إلى أنّ السلام وقبل أن يكون حالة تشمل المجتمع بأكمله؛ فإنه يعكس تميّز العلاقات الفرديّة ويتقاسمها مع الآخرين، مشيرا الى جهود الاردن في السعي لتحقيق السلام.
وقال “نحن بحاجة إلى أناس يدعون بقوة الى السلام بين الأمم والدول بدلاً من إثارة التوتر والصراع والحرب”، مشيرا الى أن الكنيسة الكاثوليكيّة وكذلك الكرسي الرسولي بشكل عام، أكدا على الالتزام بتعزيز السلام على جميع المستويات، كما أكد البابا فرنسيس ضرورة اتباع الحوار سبيلا للسلام الدائم في المنطقة.
وأكد وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الأسبق الدكتور هايل الداود، أن لا خلاف بين الأديان لأنّ مصدرها واحد، مشيرا الى أن الأديان التي نزلت من عند الله ترفض سفك دماء الناس، بل جاءت لتحافظ على حياة الإنسان المقدّسة لأنّها من عند الله.
وأكد الدكتور ربيع العايدي أن قضية الوئام بين أتباع الأديان تقوم على أنّ الكرامة الإنسانيّة منبثقة من كينونة الإنسان والإيمان بالتنوّع، فيما بين النائب السابق نبيـل غيشان أنّ ما يجري في فلسطين هو حرب ضد انسانية الفلسطينيين،
ونفي للآخر وقتل وتهجير، وليس صراعًا دينيًا، رغم محاولات البعض توظيف الدين فيه.
وشدد غيشان على أن الحلول العسكريّة لن تحلّ الأزمة، وإنما من خلال الاعتراف بحقوق الإنسان، ومنها حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، مؤكدا ان الاعلام لو اصغى الى نداءات الملك على مدار السنوات بضرورة حلّ الدولتين لما دخلت المنطقة في دوامة الحرب والعنف وسفك الدماء.
وبينت تغريد عودة أن العالم اليوم منقسم بين نظرية صراع الحضارات ونظريّة تواصل الحضارات وتعاونها مع بعضها البعض، داعية إلى ضرورة قيام المؤسّسات الثقافيّة بإيجاد مبادرات فكريّة قادرة على مواجهة جميع الأفكار الداعيّة للتطرّف وإلغاء الآخر، وإبراز القواسم الإنسانيّة المشتركة التي تجمع أتباع الأديان.
ودار خلال الندوة نقاش بين الحضور والمتحدثين، حول سبل تعزيز قيم المحبة والاحترام المتبادل والوئام في مجتمعاتنا العربية.
الصور من صفحة أبونا: إعلام من أجل الانسان