عروبة الإخباري – طلال السكر –
يقول جبران خليل جبران، جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ، ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته فإن من يفتح يديه وقلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى من يتقبل عطاياه والاهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه، انتهى الاقتباس.
يمكن الجزم بأن السيدة الفاضلة، معالي خولة العرموطي، سيدة الخير او أم الخير، سمها ما شئت، لم تفاجأنا إطلاقاً وهي تسيّر شاحنات حملتها العاشرة إلى غزة، فهي أم الخير التي لم تصاب بالكلل او الملل وتلبي حاجة كل من تعرف أو يصل لها عن طريق معارفها الكثيرين في الأردن.
كان لافتاً بأن سيدة الخير، العرموطي، لم تقف وتكتفي بالإشراف على تسيّر حملتها العاشرة، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الهاشمية المتوجهة لأهلنا في غزة، بل كانت تساعد وترفع الطرود، بدون اي حرج لها وهي تفعل ذلك، دون ان ينتقص منها شيئاً، بل نالت الكثير من الإشادة والإطراء.
لعله من نافلة القول بان ديدن الفاضلة، خولة العرموطي، العطاء دون مقابل، وهو متأصل في عائلتها من قبل وهي على طريقهم لا شك في ذلك، وكان عطاؤهم عطاء الحبّ الذي لا ينتظرون معه أن يُقال لهم شكرًا على العطاء، فهم يمدّون أيديهم للناس بلا ثمن وبلا مناسبة ليقولوا لهم إنّ الخير في هذه الدنيا ما يزال موجودًا، أولئك الناس الذين ما زالوا يتقنون فن العطاء ويمدون أيديهم للناس بلا مقابل، هم الطيبون الذي قل وجودهم في هذه الدنيا.
الفاضلة العرموطي، في أساس شخصيتها، النجاح، بتحدي المواقف الصعبة وهي تتحدى ايضاً الطوفان، ولم ترضى لنفسها الخذلان ولا تكون راضية عن نفسها، لأنها لا شك تمتلك عقلاً عظيماً وقلباً كبيراً.
رسمت لنفسها مستقبلاً، لم ترضى بالفشل، وكتبت لنفسها النجاح بسطور من ذهب، لرغبتها القوية وقدرة على دعم وتطوير عملها، لخلق مستقبلها الناجح والمميز.
العطاء والإحسان مفهومان متلازمان لا ينفصلان، فلو كان الإنسان يفعل المعروف ثمّ يمنّ به فهذا لم ينل من معروفه شيئًا يذكر، ولكن من كمال العطاء أن يكون فيه إحسان، والإحسان لا يكون مع المنّة بالعطاء، لذلك فالوفي لا يندم على العطاء مهما كان الذي يلقاه من الناس من أذى أو أيّ شيء آخر قد يجعل الإنسان العادي يندم على ما فعله.