عروبة الإخباري – نجحت سلطنة عُمان في تفادي تعثر الانفتاح بين السعودية وإيران. وفق مصادر عربية مطلعة التي قالت إن السلطنة نجحت في تفادي أزمة بين البلدين “اللدودتين” بعد تصريحات نائب وزير الخارجية كبير المفاوضين الإيرانيين حول الملف النووي عباس عراقجي واتهامه السعودية بالسعي لعرقلة المحادثات حول الملف النووي مع واشنطن وتشكيل لوبي عربي صهيوني في واشنطن.
وتتهم مصادر إيرانية رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل بالعمل على تقويض أي اتفاق بين واشنطن وطهران وأنه يجري اتصالات بهذا الشأن مع رجالات الكونغرس الأمريكي.
وقالت المصادر إن تصريحات عراقجي أثارت استياء الرياض ما استدعى احتجاج السفير السعودي في طهران عبد الرحمن الشهري لدى الخارجية الإيرانية، وتدخلت سلطنة عُمان في الأزمة حيث أوضح لها الإيرانيون أن التصريحات لا تقصد المملكة ككل بل مجرد تيار من العائلة المالكة يسعى في واشنطن لعرقلة أي اتفاق نووي، وأن الأمير تركي الفيصل تردد على أعضاء من الكونغرس لهذا الهدف برفقة أعضاء مؤيدين لإسرائيل.
وأوضحت السعودية من جانبها أن الفيصل لا يمثل الحكومة السعودية وأنها سبق وأن انتقدت اتصالاته مع الإسرائيليين، وأبلغت الخارجية الإيرانية سلطنة عُمان أنها ستستدعي السفير السعودي وتؤكد على العلاقات المتنامية بين البلدين وبالفعل التقى وكيل وزارة الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان مع السفير وأكد أن طهران تتطلع إلى علاقات حسنة مع الرياض وأنها تستعد لتلبية الدعوة السعودية للوزير جواد ظريف لزيارة الرياض.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن سلطنة عُمان لعبت أدواراً كبيرة في التقريب بين إيران ودول الخليج، وكان آخرها محاولة يوسف بن علوى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية التوسط وتجسير العلاقات بين طهران والرياض بعد تدهورها على خلفية الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني.
ولعبت السلطة كذلك دورا سريا كبيرا للمقاربة بين إيران والولايات المتحدة، ففي الأشهر القليلة التي سبقت توقيع تسوية جنيف بين مجموعة 5+1 ومبعوثي الرئيس الإيراني حسن روحاني، لعبت سلطنة عُمان دور الوسيط السري والفعال بين واشنطن وطهران، ونجحت في التقريب بين “الشيطان الكبير” المتمثل في أمريكا، وبين قائدة محور الشر المتمثّل في إيران.
معالي وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي