عروبة الإخباري –
ردت المقاومة الفلسطينية على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وثلاثة آخرين بضربة نفّذتها مسيرة للاحتلال واستهدفت مكتباً تابعاً لحركة المقاومة الاسلامية “حماس” في الضاحية الجنوبية لبيروت، برشقات صاروخية استهدفت عمق الاحتلال في تل أبيب.
وفي الضربة الجوية للاحتلال والتي أصيب فيها كذلك عدد من الأشخاص وتضررت بعض الممتلكات في الضاحية اللبنانية، يحاول الاحتلال تعويض فشله في تحقيق أي من أهدافه في عدوانه المتواصل على غزة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر.
بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية فإن الانفجار طال مكتب “حماس” في منطقة المشرفية، وبحسب مصادر أمنية لبنانية، فقد أطلقت “مسيرة أكثر من صاروخ، فيما ذكرت أنباء أخرى أنها كانت ثلاث مسيرات”.
من جهتها ذكرت “القناة 13” الإسرائيلية أن القيادي الفلسطيني الذي تم اغتياله كان مقررا أن يلتقي أمين عام حزب الله حسن نصر الله (اليوم الاربعاء).
وقالت حركة “حماس” إن اغتيال الاحتلال لصالح العاروري واثنين من قادة كتائب القسام لن ينال من استمرار المقاومة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن عمليات الاغتيال لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، مضيفا أن الاغتيال يثبت فشل العدو في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية بقطاع غزَّة، واصفا العملية بـ”بالجبانة” ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني”.
وذكرت أنباء إن الانفجار خلّف أضرارا كبيرة بالمبنى المستهدف، وبدا أن طابقا قد نُسف بالكامل.
ومن المتوقع أن يؤدي اغتيال العاروري إلى تغيير الوضع في الجبهة اللبنانية مع الاحتلال، لاسيما وأن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله كان توعد في خطاب سابق بأن أي استهداف لأي مسؤول في المقاومة سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا سيغير المعادلة بالكامل في جنوب لبنان.
ويأتي الاغتيال في وقت يعتبر فيه محللون أن تنفيذ الاحتلال لتهديداته بملاحقة قادة حماس واغتيالهم أينما كانوا، داخل فلسطين المحتلة أو خارجها، في هذا الوقت بالذات يجري في ظل ما يعانيه جيشه من خسائر متلاحقة في حربه المستمرة على قطاع غزة، وفشله في تحقيق أي هدف استراتيجي أو عسكري من الأهداف التي أعلنها في بداية الحرب، والمتمثلة في القضاء على حماس، واستعادة الأسرى المحتجزين لدى القسام وغيرها من فصائل المقاومة في غزة.
ويرى محللون أن الاحتلال بتنفيذه هذه العملية يكون قد فتح الباب أمام توسيع رحى الحرب، التي لا تدور كما يشتهي في غزة، ما دفعه للبحث عن صورة نصر خارج أرض المعركة الحالية، والتي تتوالى انسحابات جيشه من محاورها منذ عدة أيام.
بدورها أعلنت حركة فتح في بيان مساء أمس إضرابا عاما في رام الله والبيرة ردا على اغتيال العاروري.
الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين من جانبها قالت أن “ارتقاء القائد الكبير صالح العاروري جريمة لن تمر دون عقاب، المقاومة الفلسطينيّة الباسلة سترد على هذه الجريمة بكل قوّة، مضيفة أن قيادات هذا الشعب العظيم يقدمون أرواحهم من أجل فلسطين”.
وقال مسؤول العلاقات الدولية بالجبهة ماهر الطاهر”نتقدّم بالتهنئة والتبريك لحركة حماس وكل فصائل المقاومة، ونؤكّد في هذه اللحظة المؤلمة أنّنا سنواصل كفاحنا حتى دحر الاحتلال، مضيفا سيعرف هذا العدو أنّه ارتكب خطأ سيدفع ثمنه غاليا”.
وأضاف “نقول لكل أحرار العالم أنّ الشعب الفلسطيني لن يستكين ولن يتراجع وسيواصل المقاومة حتى تحرير كامل ترابه”.
بدورها، قالت وكالة رويترز إنها وجهت أسئلة لجيش الاحتلال بشأن الحادث، لكنه رد بأنه “لا يعلق على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية”، الا أن مستشار رئيس وزراء الإحتلال قال لشبكة “إم إس إن بي سي” الأميركية إن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم بيروت، مشيرا إلى أن الهجوم لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله.
وقال مصدر من حماس إن العاروري تم اغتياله وهو في ذروة الاتصالات لوقف إطلاق النار.
من جهته أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن “هذا الانفجار جريمة جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى”.
وأضاف أن “هذا الانفجار هو حكماً توريط للبنان، ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان”.
يذكر أن العاروري ولد في بلدة “عارورة” قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية عام 1966، وحصل على درجة البكالوريوس في “الشريعة الإسلامية” من جامعة الخليل بالضفة الغربية.
والتحق الشهيد بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وقاد عام 1985 “العمل الطلابي الإسلامي” في جامعة الخليل.
وعقب تأسيس حركة “حماس” نهاية عام 1987 التحق العاروري بها، ليعتقله بعد ذلك جيش الاحتلال إداريا بين عامي (1990 ـ 1992)، على خلفية نشاطه في حركة “حماس”.
وفي عام 1992، أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس ” بالضفة، ثم أفرج عنه عام 2007، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة ثلاث سنوات (حتّى عام 2010)، حيث قررت محكمة الاحتلال “العليا” الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
ويعد الشهيد العاروري، من مؤسسي كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.