عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
إعجابي باداء مستشفى الكندي يتزايد منذ قيامه ليسد فراغاً واسعاً ويتصدر مستشفيات القطاع الخاص في جودة الخدمة، وتنافس الكلف.. ففيه (150) سريراً وهو مكون من عشرة طوابق فيهما 27 قسماً و (6) مراكز ويعالج فيه مرضى من (73) دولة.
كنتُ أجلس في مقعد على الطائرة وقد استأذنت المضيفة لتناولني كتاباً كنت اقرأ فيه قبل أن اضعه على الرف فجلس الى جواري شخص عربي، بدأ يدقق في عنوان الكتاب، قبل أن يسالني عنه.. وأدركت ان ذلك بداية مفاتحة للحديث، كان الكتاب رواية لمؤلف مغربي بعنوان “الخبز الحافي” للروائي محمد شكري، ترجم لعدة لغات.
الجالس بجواري عرف عن نفسه أنه استاذ جامعي، فرحبت به، وقال أحضر الى عمان لمراجعة أحد المستشفيات المتخصصة في علاج أمراض السمنة… فقلت له يوجد أفضل المستشفيات لذلك، واستمهلني للتذكير. وأخرج من جيبه ورقة مكتوب عليها اسم الدكتور محمد خريس ورقم تلفون المستشفى. وقال نسيت اسم المستشفى، فقلت له “الكندي” فقال هل تعرفه، قلت نعم. قال: اذن هل تنصح بالتوجه اليه، قلت له هو الأفضل. وأنت أصلا تحمل إسمه من خلال رئيس هيئة المديرين المالك الأساسي ذو الخبرات الطويلة في الخارج والداخل.
صمت الرجل وقال هل استطيع أن أتوجه من المطار للمستشفى وكان الوقت يقارب الظهر. قلت نعم… اخذك بسيارتي..فانا قريب من المستشفى، وستجد من يستقبلك ويهتم، وهذا رقمي إن أحتجت شيئاً.
وقلت له هل أنت المعني بالعلاج، فقال لا.. أنا وزني لا يتجاوز السبعين كيلو غرام. قلت إذن من، قال زوجتي وقد سبقتني وهي الآن بالفندق بانتظاري وهي تنتظر العملية لمعالجتها وهي حائرة في اختيار نوع العملية، قلت أنا لست طبيباً وإنما صحفي، وهناك في المستشفى من يقررون نوع العملية بعد أن يشرحوا لك وتقتنع.
قام الرجل من مقعده بعد أن أرخى الحزام وتناول شنطة صغيرة من الرف فوق رأسه وأخرج ربطة عنق وقال هذه هدية لك، فاعتذرت لأنني لم أقدم له أي خدمة فأصر، وقال لقد طمأنتني وقدمت أحسن مشورة وخدمة… فأعطيته اسمي ورقم تلفوني.
كان المستشفى الكندي ذو السمعة الطيبة والمتخصص في أمراض السمنة وغيرها، حيث الدكتور محمد خريس ذو الشهرة العالمية، قد أجرى الآف العمليات، وقد ذكر أنها تخطت الخمسين الفاً داخل الأردن وخارجه أجراها الدكتور خريس أو أشرف عليها. وقد احتفل بالرقم قبل أكثر من سنة.
والكندي مستشفى جراحي فيه كل التخصصات والمراجعون له أو الذين أقاموا فيه كمرضى من الجنسيات العربية والاجنبية زادت جنسياتهم في عام واحد من الأجانب عن 50 ألف مراجع، وقد ذكر لي أحد المهتمين أنه في أحد المرات وصلت طائرة خليجية أكثر ركابها ممن توجهوا الى مستشفى الكندي لمراجعة أمراض السمنة بما في ذلك الجراحة تحديداً.
يقول ضابط التأشيرات والإقامة في مطار الملكة علياء، سجلت أكثر من (28) رجل وامرأة على متن رحلة واحدة قالوا أنهم يقصدون مستشفى الكندي للعلاج ولفت ذلك انتباهه وقال وهو يتحدث في مناسبة كنتُ حاضراً فيها، إنه طلب منهم أن يتاكدوا من اسم المستشفى فذكروا له ذلك مقترناً بالأماكن من فنادق وشقق نزلوا فيها.
حين قابلت الدكتور محمد خريس رئيس مجلس إدارة المستشفى، سألته، ما الذي يأتي بهذه الأفواج اليكم؟ ولماذا هناك من يحسدكم من الأطباء، إلا تشعر بذلك يا دكتور؟ فابتسم بهدوء وقال “التوفيق من الله والحمد لله” وأدركت أن الرجل الذي ذكر امامي اسمه قبل أن أتعرف عليه عنده لله الكثير من المساعدة لذوي المرضى وغيرهم. فقال يكمل حديثه “نحن نعمل وبشكل مستمر لتحقيق معايير الرعاية الصحية بالطريقة المثلى لنكون أفضل مستشفى في الأردن ضمن أعلى معايير الجودة للوصول الى التميز في الخدمة الطبية ولنسعى دائماً لتقديم الأفضل لجميع المرضى دون تمييز.
حيث يتم تقديم الرعاية الطبية من خلال جميع العاملين في مستشفى الكندي وملتزمين بتحقيق أهداف الرعاية الصحية بما يفوق توقعاتهم.
في السجل الذي اطلعت عليه، اسماء شيوخ وأمراء واميرات من دول الخليج قصدوا المستشفى وقصدوا الدكتور محمد خريس، تحديداً، وبعضهم أجريت له عمليات في الخارج في عاصمة أوروبية حيث يثق هؤلاء بالدكتور خريس أكثر من غيره من الأطباء في مستشفيات لندن وباريس وغيرها. ولذا فإن حقيبة السفر في مكتب الدكتور خريس جاهزة وفيها جواز سفره، ليلبي نداء من يحتاجونه ويثقون به.. الشهرة تجلب الحسد، ولكن عين الله تحفظ وتحمي والذين يحسدون لا يتوقفون عن ذكر اسم الدكتور والمستشفى وهذا ما يزيده شهرة لقول الشاعر “وإذا أراد الـلـه نشــر فـضـيلـة طـُويـت أتـاح لهـا لسـان حسـود”
هنيئاً لكم في المستشفى الكندي إدارة وأطباء وطواقم طبية وموظفين، وأنتم تعبرون العام 2024 وتجددون الإنطلاقة
مستشفى الكندي… الأول
28