عروبة الإخباري –
علامات استفهام عديدة حول تساؤلات، يتداولها مراقبون بشأن حجم الأسلحة التي ضبطتها قوات حرس الحدود، وخطورتها في المواجهة المسلحة التي استمرت 14 ساعة على الحدود الشمالية فجر أول من أمس، وفق تقرير للزميل، موفق كمال، نشر في صحيفة الغد.
ومن أبرز ما شغل الرأي العام من تساؤلات حاليا، هو ماذا لو الاسلحة والمتفجرات التي حاولت مليشيات الموت، الزج بتهريبها عبر الحدود الشمالية، من قوات حرس الحدود، وأين سيكون مآلها؟
يرجح مراقبون بأن كميات الاسلحة ونوعيتها ومدى خطورتها، تدل على أن تهريبها الى الأردن، كان لسببين: الاول؛ حماية كميات المخدرات التي فشل المهربون باجتياز الحدود الشمالية بها، لهذا دخلوا في مواجهات مسلحة مع قوات حرس الحدود، اما الثاني، فكان لتسليم كميات السلاح الى ذيولهم من الشركاء في تجارة المخدرات بالأردن، بقصد رفع قدراتهم المسلحة في مواجهة حرس الحدود او الأجهزة الامنية، الذين يلاحقونهم ضمن كمائن ومداهمات مسلحة.
تحليلات عسكرية، أشارت الى ان هناك محاولة لتقوية شوكة تجار المخدرات في الأردن، برفع مستوى تسليحهم، وبالتالي الحد من سيطرة حرس الحدود او قوات الأمن عليهم، أو على أنشطتهم وتحركاتهم بترويج المخدرات محليا، او في حال تهريبها خارج البلاد، فيما تعيش هذه الميليشيات المقيمة جنوب سورية، على التمويل مما جنته من مليارات الدولارات عبر مصانع الكبتاجون وإنتاج المخدرات في سورية ولبنان، وتحتاج لأن تصل الى دول الاستهلاك، مرورا من الأردن، والعمل على تحويله ايضا لدولة مستهلكة لهذه الآفة، ورفع كميات إنتاجه بذلك، ما يرفع من الاموال المتدفقة لتلك الميليشيات.
قوات حرس الحدود، قبضت على 9 مسلحين ممن اشتبكوا معها على مدار 14 ساعة متواصلة، وضبط 4 صواريح من نوع “روكيت لانشر”، و4 صواريخ من نوع “آر بي جي”، و10 ألغام ضد الأفراد، وبندقية قنص نوع “جي3″، وبندقية نوع “m16” مجهزة بمنظار قنص، وتدمير سيارة محملة بمواد متفجرة، وضبط كميات كبيرة جدا وصلت الى 5 ملايين حبة كبتاجون و13 الف كف حشيش، وفق مصدر عسكري في بيان صادر عن مديرية الاعلام العسكري في القوات المسلحة.
الخبير العسكري اللواء المتقاعد عبدالله الحسنات، قال إن هناك احتمالين لاستعمال هذه الكميات من الاسلحة والمتفجرات، الاول لاستخدامها في مواجهة حرس الحدود، ذات القوة العالية، والتسليح النوعي والحديث، ومهارات رجالها الفائقة، وهنا تحاول ميليشيا التهريب، مضاهاة حرس الحدود، بالتسليح، لرفع وتيرة تهريبهم للمخدرات، وهو ما تفصح عنه كميات المخدرات المضبوطة، والتي تحتاج لمهربين متدربين وأسلحة نوعية لحماية أعمالهم الإجرامية، لمواجهة حرس الحدود المتفوقين عليهم بعقيدتهم القتالية الوطنية، وعدتهم وعتادهم ومهاراتهم وقوتهم، وهو ما أجهض مهمة المليشيات وأفشلها، في عمليات أول من امس.
وأيده مدير مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب العميد المتقاعد نايف الجالودي، برؤيته في أن الهدف من تهريب الاسلحة، يرتبط بانتماء المهربين لمليشيا تسعى لاجتياز الحدود وتهريب المخدرات والأسلحة.
وبين الجالودي، أن الحدود السورية مع الأردن، شهدت تطورا لافتا وتحولا نوعيا ونقلة خطرة، بتحولها من نقاط لتهريب المخدرات، إلى تهريب الأسلحة أيضا، كصواريخ آر بي جي، والروكوت لانشر والمتفجرات، وفق بيان الجيش.
وقال “كنا قد توقعنا في تصريح سابق، ارتفاع وتيرة عمليات تهريب المخدرات من سورية إلى الأردن في الشتاء، الذي يشكل فرصة مواتية للمهربين، لعبور مسالك صحراوية صعبة في الواجهة العسكرية الشرقية من المملكة، مشيرا الى أن هناك كثيرا من السيناريوهات لتفسير هذا التحول.
وبين أن من هذه السيناريوهات، ما اعتقدت شبكات التهريب الموجودة في سورية، بأنه تراخ في الإجراءات الأمنية الأردنية على الحدود، جراء انشغال الأردن بالحرب الصهيونية الوحشية على غزة، فذهبت لاستغلال الفرصة لزيادة نشاطها بتهريب المخدرات.
وأوضح أن ما استخدمته ميليشيات التهريب من نوعيات أسلحة، قد يكون لحماية عمليات تهريب المخدرات، الى جانب تجربة تهريب الأسلحة، بهدف زعزعة استقرار الأمن الداخلي في الأردن، خدمة لمخططات إقليمية في منطقة الشرق الأوسط.