عروبة الإخباري- رافق جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، السبت، قداسة البابا فرنسيس الاول في جولة إلى المغطس، موقع المعمودية على نهر الأردن، حيث زار قداسته موقع عماد السيد المسيح عليه السلام وصلى فيه، كما زار نهر الأردن وأدى صلاة على ضفته.
وفي كنيسة اللاتين في موقع المعمودية، التقى قداسته بحضور سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية المبعوث الشخصي لجلالته، رئيس بعثة الشرف المرافقة لقداسته، بأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبعض اللاجئين من سوريا والعراق، وصلى فيهم ومنحهم البركات باسم الله.
وفي الكنيسة اللاتينية في موقع المغطس، التقى قداسة البابا فرانسيس الاول، بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء، مجموعة من اللاجئين السوريين والعراقيين وعددا من ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة.
ومثل هؤلاء ممن التقاهم قداسته، الهيئة الخيرية الهاشمية ومؤسسة الأراضي المقدسة للصم، وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وجمعية رسل السلام، ومرسلات المحبة وجمعية إيمان نور، وجمعية الكاريتاس الأردنية التي ضمت لاجئين سوريين وعراقيين.
وألقى قداسته كلمة خلال اللقاء أثنى فيها على مشاركة الأطفال واللاجئين والمرضى، وحضورهم إلى هذا المكان المقدس، مؤكدا مشاركته لهم في معاناتهم.
وقال قداسته “لا ننسى في هذا المقام آلام أشقائنا في سوريا الذين يعانون من الحرب وويلاتها منذ ثلاث سنوات، وإنه لا بد أن تنتهي الحرب وينتهي تشرد الشعوب”.
وتساءل قداسة البابا: من يصنع السلاح ويبيعه لكي يقتل الإنسان أخاه الإنسان، فيما اعتبر أن من يبيع السلاح هم أهل الشر، وأن الدوافع لصنع السلاح هي الحقد على الآخر والطمع في المال الرخيص.
وتضرع قداسته في كلمته إلى الله أن يضع في قلوب من يصنعون السلاح ويبيعونه الرحمة والمحبة للآخرين.
وقدم شكره العميق للأردن ملكا وحكومة وشعبا على استقباله اللاجئين من سوريا والعراق وفلسطين، معتبرا أن الأردن بلد مضياف ويستقطب الآخر ويتقاسم شعبه مع اللاجئين كل شيء دون الالتفات إلى الدين أو العرق أو الطائفة.
ودعا قداسة البابا العالم إلى مساعدة الأردن وعدم تركه وحيدا في مواجهة تحديات موجات اللجوء التي يتعرض لها من الدول المجاورة.
وشكر البابا المؤسسات الكنسية في الأردن وعلى رأسها جمعية الكاريتاس.
وفيما يلي نص كلمة قداسته: “لقد أردت وبقوة أن التقيكم خلال حجي أنتم الذين، وبسبب النزاعات الدامية، فُرض عليكم ترك منازلكم ووطنكم لتجدوا ملجأ في أرض الأردن المضيافة؛ وفي الوقت عينه أردت أن التقيكم انتم أيها الشباب الأعزاء الذين تختبرون ثقل محدودية الجسد.
إن المكان الذي نتواجد فيه يذكرنا بمعمودية يسوع، بمجيئه إلى الأردن واعتماده على يد يوحنا، أظهر يسوع تواضعه ومشاركته للحالة البشرية، فقد أنحنى علينا وبحبه يعيد إلينا الكرامة ويعطينا الخلاص. يدهشنا دائما تواضع يسوع هذا، وانحناؤه على الجراح البشرية ليشفيها. وبدورنا تلمسنا في العمق مآسي وجراح زمننا، لاسيما تلك التي تسببها النزاعات التي ما تزال مستمرة في الشرق الأوسط. أفكر أولا بسوريا الممزقة بصراع أخوي يدوم منذ ثلاث سنوات وقد حصد العديد من الضحايا مجبرا ملايين الأشخاص على اللجوء والنزوح في بلدان أخرى.
اشكر السلطات والشعب الأردني على الاستقبال السخي للأعداد الكبيرة جدا من اللاجئين القادمين من سوريا والعراق كما يمتد شكري إلى جميع الذين يقدمون المساعدة والتضامن للاجئين، أفكر أيضا بعمل المحبة الذي تقوم به مؤسسات الكنيسة مثل ” كاريتاس” الاردن وغيرها، والتي من خلال مساعدة المحتاجين وبدون تمييز على أساس المعتقد الديني، والانتماء العرقي أو الأيديولوجي، تظهر بهاء الوجه المحب ليسوع الرحيم. ليبارككم جميعا الله القدير والرؤوف وليبارك كل جهد تقومون به لتخفيف الآم التي تخلفها الحرب.
أتوجه للمجتمع الدولي كي لا يترك الأردن وحده في مواجهة الأزمة الإنسانية الطارئة والناتجة عن وصول عدد مرتفع من اللاجئين إلى أراضيه، وإنما ليواصل ويضاعف عمله في الدعم والمساعدة. كما وأجدد ندائي المفعم بمشاعر القلق من أجل السلام في سوريا. ليتوقف العنف وليحترم القانون الإنساني من خلال تأمين العناية الضرورية للشعوب المتألمة. ليتخلى الجميع عن اللجوء إلى السلاح لحل المشاكل، وليعودوا إلى درب التفاوض. في الواقع، إن الحل، في الواقع، يمكن أن يأتي فقط من خلال الحوار والاعتدال والرأفة حيال المتألمين، ومن البحث عن حل سياسي ومن الشعور بالمسؤولية تجاه الأخوة.
أسألكم أيها الشباب أن تتحدوا معي بالصلاة من أجل السلام. يمكنكم ان تفعلوا ذلك أيضا من خلال تقديم أتعابكم اليومية لله فتصبح هكذا صلاتكم ثمينة وفعالة بشكل خاص. وأشجعكم كذلك على التعاون، من خلال التزامكم وحس المسؤولية في بناء مجتمع يحترم الأكثر ضعفا، والمرضى والأطفال والمسنين. كونوا علامة رجاء ! أنتم في قلب ألله وفي صلواتي، أشكركم على حضوركم الكثيف والحار! في ختام هذا اللقاء، أجدد الأمنية بأن يتغلب المنطق والاعتدال، وأن تجد سوريا مجددا طريق السلام بمساعدة المجتمع الدولي. ليهدي الله من يمارسون العنف ومن لديهم مشاريع حرب، وليقوي قلوب صانعي السلام وليكافئهم بكل بركة”.
وشهد الاحتفال قراءة الإنجيل المقدس، ومباركة الحضور بالماء المقدس من نهر الأردن، وكذلك ترنيمة لجمعية مار منصور وجوقة سيدة الجبل في عنجرة.
كما استمع قداسته إلى شهادات حية لمتألمين من مؤسسة الحسين للسرطان، وجمعية رسل السلام، ومركز سيدة السلام، وجمعية الكاريتاس، ومطرانية الروم الملكيين الكاثوليك.