عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
أعباء كبيرة يتحملها من يحمل حقيبة الثقافة والرياضة والشباب، فهذه الأقانيم الثلاثة هامة جداً في عُمان، وكل واحدة منها تستحق حقيبة وزارية، ولكن السلطان هيثم بن طارق أرادها لولي العهد ذي يزن، لرهانه عليه وإداركه أنه يستطيع أن ينهض بذلك بحكم نشأته المحبة للثقافة والرياضة وكونه شاباً عمره (33) سنة وانتمائة العميق للشباب العُماني وقربه منهم.
ولي العهد، وهو أول ولي عهد في تاريخ السلطنة، خريج علوم سياسية من جامعة اكسفورد، وهو خريج سانت هيرتس المشهورة عسكرياً والتي تخرج منها السلطان الراحل قابوس وشخصيات عالمية معروفة.
ولي العهد العُماني أخذ من والده حبه للثقافة خاصة وأن السلطان هيثم من قبل كان وزيراً للتراث .والتراث العُماني،يعد رافعة أساسية من روافع الثقافة ومغذي أصيل لها، إذ حافظت عُمان دائماً على تراثها ورعته واهتمت به وما زالت.
وللرياضة والشباب في عُمان منزلة خاصة، فشعبها فتي، وقد أولت وزارة ولي العهد ذي يزن الرياضة على مختلف نشاطاتها وفروعها أهمية خاصة، ابتداء من رياضة الهجن ومروراً بالرياضات البدنية وكرة القدم والجامعات والأندية وتعزيز دورها ودعم موازناتها والانفتاح عليها، كون ولي العهد يراهن على الشباب باعتبارهم مستقبل عُمان التي تدخل مرحة أو إنطلاقة النهضة الثانية في ظل حكم السلطان هيثم الذي أعاد صيغة الكثير من النشاطات والمبادرات، وأكد على ضرورة إنفاذ رؤية (2040) التي ما زالت في التنفيذ باعتباره الشخصية المسؤولة الأولى وصاحب البصيرة التي وضعت هذه الخطة وأرادتها وسيلة لبناء المؤسسات في سلطنة عُمان.
كُنا نحتفل بالعيد الوطني قبل أيام قليلة وقد خلت الاحتفالات من مظاهر البهرجة تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الهمجي الاسرائيلي في غزة، فقد ظل الموقف العُماني من القضية الفلسطينية في الصدارة اذ كان الموقف السياسي العُماني قد سجل مواقف إيجابية بفضل توجيه السلطان ومن خلال كلمة المندوب العُماني في الأمم المتحدة، والتي عبرت عن التزام عروبي يترجم رؤية السلطان للشباب وشؤون المرأة، وكان موقفه في هذا أن المرأة العُمانية اثبتت باقتدار على مر الزمان أنها شريكة أساسية في مسيرة العطاء والازدهار، ومن هنا جاء دعم جمعيات المرأة العُمانية ومراكز التاهيل، وكانت توجهات السلطان لولي العهد تحديداً بتقديم الدعم المالي المناسب لها والاهتمام بهذه الجمعيات وتطويرها، فكان هناك (19) مبادرة تمكينية ترتكز على الحوكمة والقوانين والتشريعات ليكون العمل مؤسسياً بعيداً عن الارتجال .
يأتي العيد الثالث والخمسين والسلطنة توسع الخطى باتجاه الريادة، حيث يعمل ولي العهد بشكل دؤوب كيد يمنى للسلطان الذي يثق بقدراته وحسن خياراته.
السلطنة الآن تأخذ مكانتها بتوهج بين الأمم، بفضل مرحلة الانفتاح والعمل التي بدأت تنهض بشكل مثمر.