عروبة الإخباري –
«قطعوا رؤوس الأطفال، اغتصبوا النساء، قتلوا الرهائن»، بهذه الكلمات يبث إعلام الاحتلال الإسرائيلي رسائله للعالم عقب «السابع من أكتوبر»، في محاولة لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية وشيطنتها، وهو ما تمكن فعلا من تثبيته في سرديته الإعلامية لأيام معدودات»، مستغلا بذلك «الإرث النفسي لدى الشعوب عن تنظيم داعش»، ولايزال الاحتلال يوظف في عدوانه المستمر على غزة علم النفس في الإعلام، لحشد الرأي العام عالميا او تعديل بعض الأفكار لديه، لتمرير سرديته المزيفة للمتلقي في الدول العربية والغربية.
وبحسب خبيرة علم النفس الإكلينيكي الدكتورة فداء أبو الخير في تصريح لـ”الرأي»، فإن: «هذا يسمى عملية غسل الدماغ للفئة المعنية، وجعلها ترفض فكرة ما، غير أن هذه العملية لا تحصد النتيجة المرجوّة بين ليلة وضحاها، بل من خلال مجهود عملي مكثف، وهو ما اشتغلت عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ سنوات».
وأكدت أبو الخير أن «هذا المجال يستخدم علم النفس حتى يبث بعض الأخبار المراد إيصالها بطريقة معينة كالحرب النفسية، والتي هي من أبرز أهدافه»، مبينة أن «استغلال مجال الإعلام النفسي يكون عن طريق شقين رئيسين: الأول متعلق بإبراز المعتدي على أنه الضحية؛ والثاني يكون عن طريق إظهار بعض الأمور التي توجد فيها رسائل مبطنة تذهب لطرف آخر حتى يقوم بتفسيرها والاستعداد لها بطريقة معينة».
وتابعت: «الاحتلال يظهر نفسه على انه دائما الجزء الأضعف والضحية من خلال عدة أمور يقوم بنشرها، كصورة أنه تعرض لهجوم مباغت من المقاومة، وأخرى كنشر إشاعة أن المقاومة قامت بقتل رهائن رغم عدم وجود دليل، بهدف غسل دماغ المتلقي وتوجيه الرأي العام كما يرغب».
وقالت: «أما بالنسبة للشق الثاني المتعلق بالرسائل المبطنة كالمنشورات التي يبثها الاحتلال لأهل قطاع غزة عبر عدة وسائل، فهناك نوع من الرسائل تتحدث عن الاجتياح البري المروّع والفظيع تعمل كأداة حرب نفسية هدفها تخويف السكان وإرهابهم»، منوّهة إلى ضرورة نشر الحقائق بلغات متعددة والعمل على إيصالها بشكل أسرع وأسهل لأنحاء العالم كافة، لمواجهة هذا التضليل.
من جهته قال الخبير والاستشاري الاجتماعي الدكتور فيصل غرايبة: إن «السياسة الخارجية للدولة إذا اقترنت أدواتها بالإعلام النفسي ستؤثر وتتأثر بالوسائل الأخرى لحشد الرأي، حيث تتفاعل إمكانيات الدولة العسكرية والاقتصادية والسياسية والخصائص السيكولوجية لحشد الرأي العام مع الوسيلة الدعائية فتؤثر وتتأثر بها»، لافتا إلى أن «الإعلام النفسي يجب أن يكون منظماً ومنسقاً لتحقيق أهدافه، ويجب أن يتصف بمصداقية عالية حتى يؤثر في المجالين الإقليمي والدولي».