عروبة الإخباري –
قال محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة “أليانز”، إن صناع السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يخاطرون بكبح النشاط الاقتصادي بشدة عن طريق استجابتهم بقوة لكل نقطة بيانات تظهر، مضيفاً أنه ينبغي وضع رؤية طويلة الأمد للمنطقة التي تتجه إليها سياسة سعر الفائدة.
وأضاف العريان، وهو أيضاً كاتب عمود في قسم “رأي بلومبرغ”، لتلفزيون “بلومبرغ” أمس: “ليس بمقدروك قيادة السيارة دون فهم طبيعة الطريق أمامك، ولا يمكنك النظر فقط إلى مرآة الرؤية الخلفية ومحاولة التكيف مع كل منحنى يظهر أمامك فوراً”.
أضاف: “هذه طريقة غير ملائمة للتحكم في السياسة النقدية وبالتأكيد لا تعد الطريقة المناسبة للسياسة النقدية عندما يحتاج ظهور تأثيرها لوقت طويل. هذه أول إدارة لبنك الاحتياطي الفيدرالي أعرفها لم تدرك ذلك الأمر”.
تأتي تصريحات العريان بعد يوم من إلقاء رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطاباً أمام النادي الاقتصادي في نيويورك أمس الأول، أعقبه دردشة ودية مع ديفيد ويستن من “بلومبرغ”. أشار باول إلى أن البنك ينزع للحافظ على أسعار الفائدة ثابتة مرة ثانية خلال اجتماعه المزمع من 31 أكتوبر الجاري إلى الأول من نوفمبر مع ترك احتمال إقرار زيادة أخرى مفتوحاً في حالة ظهور بوادر أخرى على نمو اقتصادي قوي.
قال العريان إن مخاطر التشديد المفرط للسياسة النقدية بهدف تخفيض معدل التضخم الأميركي إلى 2% حقيقية، وإنه يأمل أن يحافظ “الفيدرالي” على سعر الفائدة القياسي دون تغيير بقية العام من أجل الاستقرار الاقتصادي.
تابع: “يوجد خطر من أننا إذا حاولنا بلوغ 2% بسرعة كبيرة، فسيحطم ذلك شيئاً ما في الاقتصاد. إنهم بحاجة إلى التحول من الاعتماد المفرط على البيانات الحالية، إلى الاعتماد على البيانات التي تشتمل على عنصر مستقبلي أكثر. كان يحدوني الأمل في حدوث ذلك الأسبوع الحالي وهو ما لم يحدث”.
اقتربت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام من 5% أمس الأول، في حين هبط عوائد سندات الخزانة أجل سنتين -أشد حساسية لتحركات “الفيدرالي” الوشيكة- بعد أن صرح باول بأن البنك سيواصل بحذر زيادة أسعار الفائدة واستشهد بأدلة على أن السياسة النقدية لا تعتبر متشددة للغاية. بدأت عائدات سندات الخزانة الأميركية تتراجع خلال التداولات في الولايات المتحدة أمس.
بين العريان: “يظهر لك ذلك فقط أنه يصعب للغاية في الوقت الراهن تحقيق التوازن السليم عن طريق الحديث عن السياسة النقدية. ومن الجيد أنهم سيلتزمون الهدوء لأن كثرة الحديث تشكل مصدراً لعدم الاستقرار.
يشير هنا إلى فترة الصمت في الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُمنع المسؤولون من الإدلاء بتصريحات عامة متعلقة بالاقتصاد أو توقعات خاصة بسعر الفائدة، والتي تسبق الاجتماع التالي.
بخلاف باول، ظهر متحدثون آخرون كثيرون من “الفيدرالي” في فعاليات مختلفة أمس.
وانتهى العريان بالقول: “لكن بشكل أساسي، نحتاج إليهم لتحقيق الاستقرار في سوق السندات التي تعتبر بالغة الأهمية للأسواق الأخرى ولسوق الإسكان وللاقتصاد، ولن نحصل على عوامل استقرار من الناحية التقنية ولا الناحية الاقتصادية، لذلك نحتاج بشدة لعوامل استقرار من ناحية السياسة النقدية”.