عروبة الإخباري –
رفع البابا فرنسيس السبت 21 رجل دين من كل أنحاء العالم إلى رتبة كاردينال يتوقع أن يدلي معظمهم بأصواتهم يوما ما لانتخاب خلف له، وبينهم دبلوماسيون ومستشارون مقربون وإداريون.
ونُصب خلال الاحتفال، بطريرك المدينة المقدسة، بييرباتيستا بيتسابالا، كاردينالاً وعضواً في مجمع الكرادلة من قبل قداسة البابا فرانسيس في حاضرة الفاتيكان.
والأسقف الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا هو بطريرك القدس للاتين الأول الذي يعين كاردينالا.
ويمارس كاردينال المدينة المقدسة أعماله كممثل أعلى للبابا في فلسطين والأردن، من مقر البطريركية اللاتينية في القدس، وتتبع له مطرانية الأردن بكنائسها ومدارسها وكافة العمليات التابعة لها.
وشارك أمين عام وزارة الخارجية وشؤون المغتربين للشؤون الدبلوماسية والمغتربين السفير ماجد القطارنة، السبت، بمقر الفاتيكان في روما، في احتفال لتقليد الكاردينالات الجدد، وشهد الاحتفال مشاركة عددٍ من أعضاء مجلس النواب.
وقالت وزارة إن دعوة الأردن إلى هذا الاحتفال، تأكيدًا على أهمية الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
في الكنيسة الكاثوليكية التي تفكر مليا بمستقبلها، تعكس سيرة هذه الشخصيات الأولويات التي حددها خورخي برغوليو الذي يسعى لان تكون الكنيسة أكثر شمولا وعالمية متجاوزا حدود أوروبا ليختار رجال دين من إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
جرت صباح السبت تحت شمس ساطعة مراسم مجمع الكرادلة وهو التاسع منذ انتخاب البابا فرنسيس عام 2013، في ساحة القديس بطرس المهيبة في روما التي ملأ من حضروا لمتابعة المراسم نصفها.
وكما هو معتاد ركع الكرادلة الجدد بأثوابهم الحمر أمام البابا لتسلم قبعة أرجوانية رباعية الزوايا وخاتم.
قال البابا مبتسما لتشجيعهم “هيا!”، إلى الأمام!” وسط هتافات آلاف المؤمنين الذين لوح بعضهم بأعلام بلادهم.
وعقب الحفل، هنأ أفراد من الحضور الكرادلة الجدد في القصر الرسولي.
ومن بين الأساقفة الـ21 الذين تم اختيارهم لمساعدة البابا في إدارة شؤون الكنيسة، سيشارك 18 – وهم الذين تقل أعمارهم عن 80 عاما – في الاجتماع السري الذي سينتخب خلاله البابا المقبل.
أمام الكرادلة “من جميع أنحاء العالم”، شبه البابا فرنسيس مجمع الكرادلة بأنه “أوركسترا سيمفونية” حيث “التنوع ضروري” ولكن “على كل موسيقي أن يستمع إلى الآخرين”.
يسعى البابا المعني بالمناطق المهمشة ومجتمعات الأقليات، إلى ترقية رجال الدين في البلدان النامية إلى أعلى مراتب الكنيسة، بعيدا عن التمييز المنهجي لصالح رؤساء الأساقفة في الأبرشيات الكبيرة.
وصرح مراقب ملم بقضايا الفاتيكان لفرانس برس أن “الحبر الأعظم يبحث عن كرادلة يتماشون مع العصر. هؤلاء هم أشخاص اتخذوا جميعا خطوة بعيدا عن الكنيسة التقليدية ويرسمون خطا واضحا يفصلهم عن الماضي”.
وأضاف أن “البابا يحب الأساقفة الذين يتحركون ويعملون”.
وقائمة الكرادلة الجدد الموزعين على 15 جنسية تعكس المناطق التي تتوسع فيها الكنيسة مثل أميركا اللاتينية وافريقيا مع ترقية أساقفة من جوبا (جنوب السودان) والكاب (جنوب افريقيا) وتابورا (تنزانيا).
ويمثل آسيا التي شهد تمثيلها نموا خلال 10 سنوات، أسقف بينانغ (ماليزيا) وأسقف هونغ كونغ ستيفن تشاو ساو يان الذي ينظر إليه على أنه قادر على لعب دور مهم في تحسين العلاقات الصعبة بين الكنيسة وبكين.
ومن الوافدين الجدد فرنسيان مما يرفع عدد الناخبين من فرنسا إلى ستة: أسقف أجاكسيو المونسنيور فرنسوا بوستيلو، 54 عاما وهو فرنسيسكاني من أصل إسباني، وكريستوف بيير، 77 عاما، وهو السفير البابوي لدى الولايات المتحدة بعد مسيرة دبلوماسية حافلة.
واتى حوالي 800 من المؤمنين من كورسيكا لحضور هذه المراسم.
وقال المونسنيور بيير لفرانس برس “بصفتنا سفراء بابويين نحن وسطاء وخدم. ولا أعتقد أن هذا الامر سيتغير ككرادلة” مقرا بأنه يشعر “بمسؤولية أكبر على كاهله”.
مؤشر على اتجاه الكنيسة الكاثوليكية
أما أوروبا التي تراجع تمثيلها خلال عشر سنوات، فهي هذه المرة في وضع جيد مع ثمانية ممثلين بينهم البرتغالي أميريكو أغيار البالغ من العمر 49 عاما والأصغر سنا في القائمة.
وسمى البابا رؤساء أبرشيات مهمة مثل الإيطالي كلاوديو غوجيروتي الذي يشغل حاليا منصب عميد دائرة الكنائس الشرقية والأرجنتيني فيكتور مانويل فرنانديز الذي تم اختياره هذا الشهر لرئاسة دائرة “عقيدة الإيمان” والاميركي روبرت بريفوست.
تجري مراقبة خيارات البابا عن كثب لأنها تكون مؤشرا على اتجاه الكنيسة الكاثوليكية في المستقبل وأولوياتها بالنسبة للمؤمنين البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة.
خاصة وأن البابا البالغ من العمر 86 عاما والذي بات يتنقل في كرسي متحرك، ترك “الباب مفتوحا” للتنحي من منصبه مثل سلفه بنديكتوس السادس عشر إذا استدعت حالته الصحية المتدهورة ذلك.
بموجب المجمع الأخير للكرادلة أصبح عدد “الكرادلة الناخبين” 137 كاردينالا. ومع التعيينات الأخيرة يكون البابا فرنسيس انتقى نحو 75% منهم في حين انتقى بنديكتوس السادس عشر 22% ويوحنا بولس الثاني 6%.
ويؤثر هذا التوزيع على أغلبية الثلثين اللازمة لانتخاب البابا الجديد من خلال زيادة احتمال مشاركته أفكار الحبر الاعظم الحالي حتى وإن كان يصعب التنبؤ بنتيجة انتخاب البابا.