عروبة الإخباري –
طالب ممثل الشرق الأوسط في الجمعية العالمية للأطباء النفسيين مستشار أول الطب النفسي الدكتور وليد سرحان محطات الأخبار والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والأشخاص بإعادة النظر بطريقة تناقلهم للأخبار المتعلقة بالكوارث الطبيعية.
وأضاف في تصريح الى «الرأي» ان الكوارث الطبيعية سواء كانت الهزات الأرضية أو الفيضانات أو البراكين وغيرها، تحدث عبر التاريخ بأي مكان في العالم، لكن كمية تسليط الضوء على ما يجري عند حدوثها بأي بلد بالعالم، يفوق كثيرا الموقف الذي يحتاج الدعم وإرسال المساعدات ممن يستطيع، وليس تناقل صور وفيديوهات الضحايا والناجين ودمار المنازل وغيرها.
ولفت سرحان إلى أن المبالغة في نشر تفاصيل الكوارث والحديث عنها، سواء في المدارس أو الجامعات أو العمل أو الشارع، أو عبر مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية ونشرات الأخبار، من شأنه أن يولد حالة من القلق النفسي المستمر والقلق والرعب عند بعض الأشخاص خصوصا الأطفال، مما ينعكس سلبا على حالتهم النفسية، ويعيق ممارستهم لأنشطتهم الحياتية المعتادة، وإصابتهم بالأرق وعدم النوم.
وتساءل، هل تناقل صور الضحايا والفيديوهات والدمار سيساعد الضحايا؟، أم فقط يتم تناقلها كنوع من التنافس على الحصول على أكبر عدد ممكن من الإعجابات والمشاهدات والتعليقات؟، مناديا بعدم تناقلها كونها تثير الرعب بالناس، وتشعرهم بالخوف والقلق الدائم، معتبرا ان ذلك غير مبرر وهو نوع من أنواع العبث الذي يجب أن يتوقف.
وبخصوص تناقل الأشخاص لمعلومات خاطئة حول الكوارث خصوصا الهزات الأرضية، أو توقعات البعض لحدوثها، أشار سرحان الى انه لا يوجد هناك عالم متخصص بالعالم، لديه القدرة على معرفة وترقب مواعيد الزلازل، أو أماكن حدوثها، وبالتالي نشر مثل هذه الأخبار او حتى متابعتها لا مبرر لها، وكلما ابتعد الشخص عنها قل لديه القلق النفسي والخوف.
ونوه الى ان الجهات المعنية بالمملكة تقوم بالواجب اللازم بما يتعلق بنشر التوعية بخصوص الكوارث الطبيعية، داعيا الجميع إلى الاستماع للأخبار من مصادرها الاساسية فقط، خاصة الخبر الرئيسي وليس التفاصيل، فتفاصيل الكارثة لا أحد معني بها إلا أصحاب الاختصاص.
واعتبر أن استقبال الناس لموضوع الكوارث يختلف من شخص لآخر، فالجميع يتأثر دون استثناء، لكن هناك بعض الأشخاص يصابون بالذعر والخوف المستمر منهم الأطفال، حتى أن البعض منهم أصبحوا لا يرغبون بالذهاب للمدرسة، خوفا من حدوث هزة أرضية وهم بعيدين عن عائلاتهم، منبها الأهالي بعدم الاستمرار بالحديث عن الموضوع بشكل مبالغ به، أو الاستماع للأخبار ومشاهدة الصور والفيديوهات أمامهم.
ودعا سرحان لإعادة النظر في ردود افعال المجتمع بالكوارث الطبيعية، حيث ان أكثر ما يمكن التعلم منه هو تجربة جائحة كورونا، وتدارك الأخطاء التي حدثت جراء تناقل المعلومات المغلوطة، والمبالغة في تضخيم الأمور، والعمل على نشر التوعية اللازمة في هذا الشأن.