لفت انتباهي أن توزع شركة البوتاس العربية أرباحاً على المساهمين بلغت 250% فقد ضجت القاعة بالتصفيق حين أعلن رئيس مجلس الادارة ذلك وقد شارك العمال والنقابيون التصفيق ايضاً حين كان انصاف الشركة لهم بأكثر مما توقعوا من زيادات وامتيازات حتى أن الكنديين وهم شركاء رئيسيون صفقوا أيضاً..
الدنيا ليست قمرة وربيع عند البوتاس وإن كانت الشركة ما زالت تحافظ على حيويتها فقد تراجعت المبيعات ب (100) مائة مليون دولار لأسباب جرى تعليلها أبرزها تراجع الأسواق العالمية عن الشراء كظاهرة للأزمة الاقتصادية في عديد من البلدان المستهلكة للسماد وحتى المشتقات الأخرى التي يكونها البوتاس وما تفرع عنه من صناعات كالمغنيسيوم وغيره وكثرة المتنافسين وزيادة الانتاج..
استوقفني سؤال أحد المساهمين الذي سأل رئيس مجلس الادارة لماذا يبلغ الانتاج الاسرائيلي المستخرج من البحر الميت ما يزيد عن (4) مليون طن من البوتاس في حين لا نصل في انتاجنا سوى 50% من هذا الحجم وما الذي يمنعنا أن نضاعف الانتاج؟..هل هي أسباب تقنية أم تسويقية أم ماذا؟ وزاد اعجاب التشبيه من نفس السائل حين قال أننا نأكل من نفس الصحن..هم يأكلون ملعقتين مقابل أننا نأخذ ملعقة وهذا غير منصف فاستمهل رئيس مجلس الادارة الجواب واحاله على أحد الخبراء الجالسين ليجيب..
البوتاس ولدت شركة عربية جسدت أفضل أشكال التعاون والشراكة بين الأقطار العربية على المستوى الرسمي والقطاع الخاص وهي تحتفل الآن بمرور (30) سنة على انطلاقتها التي كانت عام 1982 وما زالت تقدم النموذج الأمثل الذي نتمنى أن لا يكون عقيماً بعد أشكال من التراجع والنكوص التي سببتها السياسة العربية للاقتصاد التكاملي العربي..وحين تكرر سؤال لماذا تراجع الأرباح أو المبيعات عاد الجواب ليركز على ارتفاع كلفة الطاقة بنسبة 55%وزيادة الضريبة على التعدين والدخل وارتفاع اسعار الغاز المصري وغير ذلك..
ورغم الظروف الموضوعية الصعبة لاقتصاديات المنطقة والاقليم إلا أن الشركة ادركت أهمية دورها على المستوى الوطني والمجتمعات المحلية المحيطة بجغرافية الشركة فوسعت استثمارها في المسؤولية الاجتماعية لتقفز بها من حوالي مليون ونصف إلى عشرة ملايين جرى انفاقها على مشاريع عديدة ومتنوعة من خلال الجمعيات الخيرية التي بلغت أكثر من (600) جمعية وكذلك نواد ومراكز للتأهيل وأصحاب الحاجات والأطفال ومنح وتدريب وقد جرى نشرها في كراس مرافق لاظهار شفافية التوزيع التي شملت مختلف انحاء المملكة..
نفى رئيس المجلس أن تكون الرسوم على التعدين في البوتاس قليلة وبيّن أنها تصل إلى (31) ديناراً على الطن وأن ما يجري دفعه يصل إلى (120) مليون دينار كضرائب تقدمها الشركة..
ثمة محاولة لاعادة دفع الشركة خطوات متقدمة للأمام والى استثمارات أوسع في مجال المشتقات والمواد المصنعة أو الصناعات القائمة من نفس الخامات سواء في ميدان البرومين أو المغنيسيوم والتخلص من التعثر الذي واجهته بعض تلك الصناعات التي حملت البوتاس أعباءها..
ويبدو أن الرضى على الشركة يبلغ الآن أوجه فقد عبّر العمال من خلال نقابتهم عن رضاهم وشكرهم في كلمة رئيس نقابة العاملين في البوتاس كما عبّر المساهمون حين وعدوا باستلام 250%..
الجديد فيما وزع علينا أن الشركة تشغل الفي موظف ومستخدم أردني وانها اكلمت أربعة ملايين ساعة عمل دون اصابات منتهية بأيام عمل ضائعة وهذه مسألة تعكس الحرص على السلامة والالتزام بها وجعلها غاية وهذا وضع الشركة في أعلى السلم العالمي في مجال السلامة وأيضاً في مجال المزايا المقدمة للعاملين..
سألت عن عدد المنتفعين من خلال برنامج المسؤولية الاجتماعية المعزز بعشرة ملايين دينار فكان الجواب أن عدد النتفعين زاد عن ألفي مؤسسة وجمعية وحوالي مائة ألف مواطن وقد جرى ربط ذلك في الاجابة بأن الشركة تساهم في رفد الخزينة ب (115) مليون دينار عام 2012 وهذه مرشحة للزيادة في المستقبل..
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الحطاب/البوتاس 250 %
15
المقالة السابقة