عروبة الإخباري –
قمة العشرين الأخيرة التي استضافها الهند شكلت مناسبة مهمة لمناقشة وتعزيز التعاون الاقتصادي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية وتسهيل حركة التجارة، للمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة. فالعلاقات الاقتصادية بين الدول تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التنمية والتعاون الدولي. في هذا السياق، يبرز الممر الاقتصادي الذي يمتد من الهند إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط كأحد أبرز الممرات التجارية في العالم والذي كان أحد أبرز الملفات التي تناولتها قمة مجموعة العشرين الأخيرة في الهند.
يعتبر هذا الممر الاقتصادي فرصة لدول الشرق الأوسط لتعزيز التعاون مع دول الهند وأوروبا وتعزيز الاستثمارات والتجارة عبر هذا الطريق الحيوي. حيث توفر هذه العلاقات الفرص لتعزيز التبادل التجاري وتعزيز التعاون في مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية.
الاستثمار في مشاريع تطوير البنية التحتية واللوجستيات على طول هذا الممر يمكن أن يشجع على تسهيل التجارة وزيادة حجمها. وتسهم هذه الجهود في تحسين اقتصاد الدول المتعاملة وتعزيز فرص التوظيف والنمو الاقتصادي.
أهمية هذا الطرح تتأتى من الحضور الكبير لدول مجموعة العشرين اقتصادياً خاصة بعد دخول الاتحاد الافريقي (يمثل 55 دولة) الى عضوية هذه المجموعة بالاضافة لعضوية الاتحاد الاوربي، فحجم دول مجموعة العشرين (G20) من الناتج الإجمالي وحجم التجارة. يُشير إلى الأهمية الاقتصادية والتجارية الكبيرة لهذه الدول حيث بلغ الناتج الإجمالي في عام 2021 لدول مجموعة العشرين نحو 85 تريليون دولار أميركي، وحسب إحصائيات منظمة التجارة العالمية، بلغ حجم التجارة الإجمالي بين دول مجموعة العشرين في عام 2021 نحو 20 تريليون دولار أميركي. وفيما يتعلق بالاستثمارات تشير بيانات الاستثمارات المباشرة الأجنبية إلى أن الهند استقبلت في السنوات الأخيرة استثمارات مهمة من الشركات الأوروبية في مجموعة متنوعة من القطاعات، كما تمتلك دول الشرق الأوسط بنية تحتية مطورة تدعم حركة التجارة والنقل، بما في ذلك موانئ بحرية حديثة وشبكات طرق وسكك حديدية متقدمة.
بالاعتماد على هذا الممر الاقتصادي، يمكن توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري وتحفيز التنمية الشاملة في المنطقة وتحقيق فوائد اقتصادية مشتركة للجميع. إن التوجه نحو تعزيز هذه العلاقات وتطوير البنية التحتية اللازمة سيساعد في تعزيز التبادل التجاري وتعزيز النمو الاقتصادي في جميع أنحاء الممر الاقتصادي ويسهم في بناء عالم أكثر ازدهارًا واستدامة. بالتأكيد هذا الممر الاقتصادي اذا ما أصبح واقعاً من خلال سكك الحديد وربط الموانىء، سيقلل من تكاليف النقل والشحن واستخدام الوقود، وسيزيد من تدفق صادرات المنطقه لأوروبا.
يمكن أن يكون هذا الممر الاقتصادي عاملًا محوريًا في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار في الهند ودول الشرق الأوسط وأوروبا. من خلال الاستثمار المستدام والتعاون الوثيق الاقتصادي الوثيق بين تلك الدول.