عروبة نيوز –
أظهرت وثيقة داخلية أن المجلس العسكري في النيجر أمر القوات المسلحة بالبقاء في حالة تأهب قصوى، مشيرا إلى تزايد التهديد بشن هجوم، وأكد مصدر أمني صحة الوثيقة التي أصدرها رئيس الأركان أمس الجمعة.
وجاء في الوثيقة التي تم تداولها على نطاق واسع عبر الإنترنت اليوم السبت، أن أمر البقاء في حالة تأهب قصوى سيسمح للقوات بالرد بشكل مناسب في حالة وقوع أي هجوم وأن “تتجنب أي مفاجأة بشكل عام”.
وأضافت أن “تهديدات العدوان على أراضي الوطن صارت محسوسة بشكل متزايد”.
واكنت وكالة “نوفوستي” الروسية ذكرت أن رئيس أركان القوات المسلحة النيجرية موسى سالاو بارمو، هو الي أصدر أمر التأهب، وأنه تم بثه عبر الإذاعة الوطنية.
وتحاول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التفاوض مع قادة انقلاب 26 يوليو (تموز)، لكنها قالت إنها مستعدة لنشر قوات لاستعادة النظام الدستوري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وخففت (إيكواس) أمس الجمعة من حدة التهديد وقالت إنها “عازمة على التروي لمنح فرصة للجهود الدبلوماسية”، ومع ذلك يظل التدخل أحد الخيارات المطروحة على الطاولة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن وزارة خارجية النيجر أبلغت الحكومة الأميركية بأن صور الرسائل المتداولة عبر الإنترنت والتي تدعو إلى مغادرة بعض الدبلوماسيين الأميركيين لم تصدرها الوزارة.
وأضاف المتحدث، بعد أن ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن النيجر أمهلت السفيرة الأميركية 48 ساعة لمغادرة الدولة الأفريقية “لم يتم تقديم مثل هذا الطلب إلى الحكومة الأميركية”.
وتبذل الولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة التي اندلعت في 26 يوليو (تموز) عندما استولى ضباط من جيش النيجر على السلطة، وأطاحوا الرئيس محمد بازوم ووضعوه قيد الإقامة الجبرية.
وكانت السفيرة الأميركية الجديدة إلى النيجر كاثلين فيتزغيبونس قد وصلت إلى العاصمة نيامي في وقت سابق هذا الشهر لتولي منصبها.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنها حذفت منشوراً ذكر أن المجلس العسكري الحاكم في النيجر أمهل السفير الألماني 48 ساعة لمغادرة البلاد، بعد أن أعلنت السلطات أنه استند إلى معلومات “غير صحيحة”.
وأضافت الوكالة أنها حذفت أيضاً منشوراً مماثلاً يتعلق بالسفيرة الأميركية.
وكان المجلس العسكري في النيجر قد أمر في وقت سابق السفير الفرنسي سيلفان إيته بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، مع تدهور العلاقات بين الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والقوة الاستعمارية السابقة.
من جانبها، رفضت فرنسا مساء الجمعة مطالبة السلطات العسكرية في النيجر بمغادرة سفيرها، معتبرة أن “الانقلابيين ليست لهم أهلية” لتقديم مثل هذا الطلب.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة الأنباء الفرنسية إن “فرنسا أُبلغت بطلب الانقلابيين”، مضيفة أنهم “لا يملكون أهلية لتقديم هذا الطلب، واعتماد السفير لا يأتي إلا من السلطات النيجرية الشرعية المنتخبة”.
واتهم المجلس العسكري فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في النيجر، بالرغبة في التدخل عسكرياً لإعادة بازوم إلى السلطة، ودفع الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” إلى فرض عقوبات على نيامي والتلويح باستخدام القوة ضدها لإعادة “النظام الدستوري” إلى البلاد.
ومنذ الانقلاب تعتبر فرنسا أن السلطة الشرعية الوحيدة في النيجر تظل للرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم المحتجز حالياً في القصر الرئاسي.
وسبق أن رفضت فرنسا في مطلع أغسطس (آب) الجاري إعلان الانقلابيين إلغاء الاتفاقيات العسكرية الثنائية.
وتنشر فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر كانت مهمتهم المعلنة مساعدة السلطات بقيادة بازوم في مواجهة نشاطات المتطرفين في بلاده ودول أخرى في منطقة الساحل الأفريقي.
وسط هذه الأجواء، أكدت مجموعة “إيكواس” ألا خطط لديها لغزو النيجر، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن خيار استخدام القوة ما زال مطروحاً، وشددت على أنها لا تستطيع قبول انقلاب آخر في المنطقة، وأضافت “حتى الآن لم يفت الأوان بعد لكي يعيد الجيش النظر في تصرفاته ويستمع إلى صوت العقل لأن زعماء المنطقة لن يتغاضوا عن الانقلاب. تشمل الأدوات استخدام القوة، لذا فإن هذا الأمر مطروح على الطاولة، وكذلك الإجراءات الأخرى التي نعمل عليها”.