عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
مرة اخرى وفي رحاب لقاء جمعية رجال الاعمال الاردنيين يصدع الدكتور محمد ذنيبات رئيس مجلس ادارة شركة الفوسفات الاردنية بما انجزت الشركة.. فالله لا يسمع من ساكت، وقد كان وجوبا ان يطلق ذنيبات هذا الكم من المعلومات والارقام والانجازات عن الشركة بلسان مبين ووسط ارتياح من الجمهور الذي جاء يسمع ويناقش..
لم يكن ذنيبات بحاجة الى “هارون” ليفقه الحاضرون قوله، فقد تحدث معهم بلغتهم وجلهم رجال اعمال سبق للكثير منهم ان واكبوا الشركة واطلعوا على مسيرتها ..
قبل قدوم ذنيبات شارفت الشركة على التصفية فقد منيت بخسائر كبيرة ولعل مهمة ذنيبات حين ارسل الى قيادة الفوسفات بعد ان كتب كثير من المتابعين وخاصة في مجلس النواب كتب رثاء وتأبين للشركة.. كانت تصفية الشركة وكان الرجل الذي لا يحب الموءودة ويرفض دفن الشركة التي طلب مهلة ثلاثه اشهر ليميز النبض الباقي فيها وان كان ممكنا احياؤه فكان له ذلك، وبالفعل عسكر ذنيبات في الشركة وربط نهاره بليله ولم يغادر وأمضى فترة كافية في التشخيص ليجد شيئا عجبا وخسائر زادت عن رأس مال الشركة، وكان عليه لو اختار الطريق الاسهل ان ينضم الى فريق المعزين وان يجيب على اسئلة الحكومة انذاك..
اشترى ذنيبات وقتا واجّل واخذ زمنا مقتطعا، وجد ان هناك عصى في دواليب الدوران في الشركة التي كانت تعاني الانفاق غير المدروس واستفحال تأثير المقاولين في الشركة من الذين وجد انهم يلزمون بالمشاريع ولا يحصلون عليها بمناقصات ، وانهم كانوا يربحون في حين كانت الشركة تخسر.. وان كلف التعدين عالية وغير مبررة وان الخوف يسيطر على العاملين والذين يرون شركتهم تتسرب من بين ايديهم وتتحول الى نص في الاشاعات يختبي وراءه غربان النعي..
لم يجهز ذنيبات خطاب عودة الحياة والوعي الى الفوسفات بل اجل ذلك الى ان تظهر نتائج العام الثاني من ولايته في مجلس الادارة، ليعلن ارباحا زادت عن المليار دولار بمئات الملايين، وعندها كان عليه ان يصدع ويصرخ وينشر الامل ويعيد موضعة الشركة ويجري بعض العمليات الجراحية لمقتضى الحال، وقد ادرك ان هناك اطراف تقاوم لأنها متضررة من التغيير ، وكان هناك من تقمص الحكمة بأثر الرجعي وقدم نصائح لا قيمة لها عن ضرورة عدم الدخول في معاناة التغيير او تحمل كلفه..
ما قاله الذنيبات في لقاء جمعية رجال الاعمال قاله لاكثر من وسيلة اعلام وكتبنا عنه، ولكن اصبح التكرار وجوبا لان النجاح يجب ان يدافع عنه بشراسة أقوى من نقد الفشل ومهاجمته..
الفوسفات اليوم رافعة قوية واساسية في الاقتصاد الوطني وفي موازنة الدولة والتوسع القائم فيها لم يسبق له مثيل، وكميات الانتاج تتعاظم والنوعية والجودة تزداد، والاسواق والشراكات تتسع، والاستثمارات في حقل الفوسفات ومكوناتها تأتي الى الاردن بدل استمرار ذهابها الى الخارج، والمستوردون اصبحوا ايضا مستثمرين في الاردن وجرى اعادة النظر حتى في المخزون الذي كان يصنف على انه فضلات مخزنة وغير مفيدة ، واذا بها كنز يمكن التعامل معه، ولعل نموذج ذلك في الرصيفة التي جرى استثمار رفع تلال الفوسفات واستبدالها بمناطق حيوية بك(30) مليون دينار لتكن نتائج تسويق الفوسفات المهمل ما يعادل ذلك..
ما زالت الفوسفات ترفع اعلام النجاح والتفوق، وما زالت تستقطب الخبرات وتدريب الشباب الاردني على مختلف المهن والصنائع المطلوبة، وما زالت تأخذ بمسؤولياتها الاجتماعية في اقتصاد الظل في الجنوب وتزرع للتنمية والاهتمام بالانسان والكثير من النبت والمشاريع التي اصبحت ملموسة ومرتبطة بالفوسفات..
الفوسفات جعلت من التعدين ابرز مكونات الاقتصاد الاردني، وجعلت من نتائج الشركة نموذجا لا بد ان يحتذى في كل الشركات العامة سيما وان اعادة موضعةالشركة في السنوات القليلة الماضية فرض عملا مؤسسيا بعيدا عن المزاج او التعطيل او نزعة التبرير والذرائعية التي اوصلت الشركة الى ما وصلت اليه قبل عودة الروح اليها>
الفوسفات.. دروس وعبر..
10
المقالة السابقة