عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
اتحدث عن شخصية اردنية مميزة وأجاهر بمحبتها وتقديرها .. انه شخصية ناصر اللوزي “ابو احمد” الذي اخذ من الرسول صفة فما تلقاه الا هاشاً باشاً، وقد كان الرسول عليه السلام هاشا باشا لا تلقاه الا مبتسما .. على عظم مسؤولياته وضخامة همه وثقل حمل الرسالة على كاهله.. اذ لم يكن “لا فاحشا ولا متفحشا “،هذه من الصفات القليلة وخاصة في مجتمعنا الاردني الذي رسمت له صورة نمطية عن تكشير الاردنيين وعدم ابتسامتهم..
ناصر اللوزي واخرون حالة استثنائية فهو يسمع حين تتكلم ويتفاعل حتى تريد رأيا او اجابة، وهو يتضامن في وقت الحاجة الى التضامن، ويمد يد المساعدة ما استطاع ليرسم مجددا حالة امل وسكينة على وجه ملهوف او محتاج.. كان هذا ديدانه حيث كان رئيسا للديوان الملكي وحين كان في العديد من مواقع المسؤولية المتعددة .
ورث عن والده حالة احترام الاخرين والسعي اليهم والسؤال عنهم ،وظل حريصا على الاحتفاظ باصدقائه والابتعاد عن الصراعات التي تجلبها المواقع الوظيفية التي تخلق العداوة والبغضاء، فقد كان يدخل الى الوظيفة نظيفا ويخرج منها نظيفا ايضا..
كان زاهدا لا يحب البهرجة وكان يؤمن بجوهر الاشياء وطبيعتها الاصلية.. لا اريد ان اتكلم عن هذه الشخصية من حيث سيرتها المنشورة على الورق او قبيل استلام المنصب أوبعده ، فهناك كلام كثير يقال في هذا ويتمسك به الكثيرون، لكنني اردت ان اترك انطباعات احس فيها الكثيرون ممن عرفوا معالي ناصر اللوزي او اقتربوا منه او تعاملوا معه..
وهذه الانطباعات صادقة وتبقى في النفس كما تبقى في حالة مقارنة مع الاخرين..
مما يميز ناصر اللوزي خلقه ومحبته للناس ودماثته وكونه يلقى الجميع هاشا باشا، وكأن الامر لديه او وصل لديه، وكان المشتكي قد وصل وحلت مشكلته، فالرجل لا يماطل ولا يؤجل لكنه يقدم الرأي ولا يعد الا بما يعتقد انه يستطيع ان يعمل، وهذا ما يميزه عن مجموعة كبيرة ممن اخذوا مواقع او عملوا فيها ممن يغرقون الطالبين بوعود هي كغيم الصيف..
الرجل وفيّ لاهله واقاربه واهل بيته ولا يحابي احد على حساب الاخرين، لم يعرف عنه انه انحاز لموقف غير موضوعي او قبل امتيازات ليست من حقه او سعى لشيء يأخذه ليس له..
ناصر اللوزي شخصية منفردة عن اصدقائه عرفوه ولم يتغير في كل المواقف، وهم يحرصون على ان يظل هكذا ويمتعهم باللقاء وابتسامته وحسن الاستقبال..