عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
لا أملّ من الكتابة عن الفوسفات لأن الذين شمتوا في الشركة ذات يوم ونعوها وحاولوا اهالة التراب عليها لم يكن يدركون انه سيأتي يوم تنهض فيه من الرماد كما العنقاء، وان جذورها اقوى من ظنهم، وارادة بعض ابناء الوطن ممن انقذوها اقوى من كيدهم الذي ارتد الى نحورهم..
نحن في زمن سجلت فيه شركة الفوسفات أعلى ارقام المبيعات والارباح وكميات التصدير، فقد حطّمت الارقام القياسية، والذين ما زالوا يناكفون لأوا سرّ النجاح الى متغيرات السوق والطلب على هذه المادة ومشتقاتها وقد يكون ذلك صحيحا الى حد ما، ولكن الاصح هو ان الادارة الجادة والمثابرة والمخلصة التي توفرت كثير، هي التي حمت وصانت وحفظت واوقفت الخسائر والنزف وسوء التدبير، فقد مضت سنوات كانت فيها قربة الفوسفات مخزوقة واموالها شبه مبددة، وظل نعيها هو سيد المواقف وهو هويتها التي ظل الترويج لها، وظل البعض يختبئ وراء سوء الطالع وتبرير الخسائر.
جاء اليوم وها نحن نرى الحصاد الوفير ونرى الفوسفات ومنذ عدة سنوات تستوي على سوقها وتثمر وتعلو اغصانها وتطرح ثمرا طيباً يدخل الى لغة المليارات وتتخطى الاصفار الستة وتأخذ مكانتها بين الشركات الكبرى العتيدة بل انها تضع كرسيها الى جانب كرسي “البنك العربي” في السطر الاول وتنافس، ويحرص ربابنها على ان تستمر الرحلة في اعلى البحار، وان تصل بالتصدير الى ابعد الموانئ..
حين اطالع وسائل الاعلام في الصباح فأجد شيئا عن الفوسفات اشعر بالتفاؤل، لأن كثيرا من العائلات يتوفر خبزها ولأن الموازنة العامة للدولة تنعش ويجري اغلاق الكثير من الثقوب والفتحات..
الفوسفات ولاّدة .. ومن يقول غير ذلك لا يعرف وولادتها خصبة خاصة حين فطنت الادارة الى ضرورة تنويع مشتقات الانتاج، فلم يعد يمكننا استمرار تصدير التراب “الفوسفات” رخيص الثمن وصعب التصدير وانما كان لا بد من تخصيبه ليكون في مشتقات ابرزها السماد الذي عرف بجدوته وكثر طلبه، وتنوعت الشركات الشريكة فيه وخاصة الهندية منها..
الفوسفات الآن تحصد ارباحا عن الربع الاول من هذا العام 2023 وصلت الى اكثر من 103 مليون دينار وذلك بعد الضريبة.
ولأن رئيس مجلس الادارة الدكتور محمد الذنيبات رجل دولة من الطراز الرفيع، فهو يضع عينه على المبلغ والرقم الذي يريد ايراده للخزينة قبل الرقم المتبقي، ليعاد توزيعه على المساهمين او ضخّه في الشركة، وهذا الحرص راجع لادراكه اهمية الشركة ودورها الوطني وضرر غيابها او مرضها وتراجع ايراداتها ..
الشركة حققت مبيعات اكثر من الفوسفات المعدن والمصدر، اذ بلغت الكميات المباعة في هذه الفترة خلال الربع الاول من هذا العام 175 الف طن، ومجموع المباع عن السنة زاد عن 2.5 مليون طن وهو رقم قياسي غير مسبوق، وتبع ذلك زيادة مبيعات مادة حامض الفوسفوريك المنتج من الشركة الهندية الشريك الذي عدلت اتفاقيات الشراكة معه بما يخدم المصلحة الوطنية الاردنية ويحافظ عليها دون منازعات، بل بالتراضي وضغط المصالح.
فكان انتاج الشركة الهندية الاردنية للكيماويات وشركة جيفكو التي وصل انتاجها الى 211 الف طن عن الربع الاول من هذا العام.
وقد اولى رئيس مجلس الادارة هذه الشركة جلّ اهتمامه ايضا واعطاها وقتا كافيا من الدوام في اروقتها ومراجعة سجلاتها وحفز عملها..
ورغم انخفاض اسعار منتجات الشركة عالميا بنسبة 30% وزيادة كلفة المبيعات، فقد استطاعت الشركة وبتوفيق من الله وارادة من ادارتها ان تحقق عوائد مجدية على رأس المال بنسبة 125% خلال الربع الاول من هذا العام، اما حقوق الملكية فقد بلغت مع نهاية الربع الاول 1.588 مليار دينار وبنسبة تحسن تزيد عن 6% عن العام الذي سبقه.
اما موجودات الشركة فقد بلغت 2.14 مليار دينار مقارنة مع 2.07 مليار في نهاية العام الماضي..
ما زالت الادارة ترفع علامة الانتصار اصبعي السبابة والوسطى بشكل حرف (V) بالانجليزية.. والاخبار بان الفوسفات ما زالت شابّه وانها ما زالت تطرح ثماراً طيبة وسط رضى العاملين ونقاباتهم ولا يضيرها من تخلف او شكك او قال “تخرب بنا ولا تعمر بغيرنا”.
تستحق الفوسفات ادارة وعاملين التهنئة لانها عادت تمثل رمزية ونموذجاً لما يجب ان تكون عليه الشركات المساهمة والمختلطة التي جرى خنق الكثير منها وافلاسها او الانفراد بها وتركها تذوي..