عروبة الإخباري – أصدر مركز الدراسات الشرقية التابع لجامعة القاهرة ترجمة وتقديما للرواية الفلسطينية المكتوبة باللغة العبرية ” العودة إلى يافا ” من تأليف الروائي والناقد الأدبي ايمن سكسك وهو من فلسطينيي 48 .
وولد الروائي سكسك لأسرة مسلمة في مدينة يافا عام 1984 وتعد روايته “العودة إلى يافا” باكورة أعماله الأدبية، حيث صدرت عن دار نشر “يديعوت سفاريم” الإسرائيلية عام 2010 ، وهو يدرس في مرحلة الدكتوراة في الجامعة العبرية في القدس بتخصص الأدب الإنجليزي.
وقام بترجمة الرواية من العبرية إلى العربية الدكتور محمد بن ابراهيم الغبان استاذ اللغة العبرية الحديثة في كلية اللغات والترجمة- جامعة الملك سعود- السعودية، ليوفر للقارىء اليهودي اطلالة على الجوانب الخفية من حياة العربي ” الآخر ” في اسرائيل، وقدمها وراجعها الأستاذ الدكتور مدير مركز الدراسات الشرقية واستاذ اللغة العبرية وآدابها جمال الشاذلي.
وفي تعليقه على رواية ” العودة إلى يافا ” يقول الدكتور الغبان: إن رواية “العودة إلى يافا” المكتوبة بالعبرية، هي باكورة الأعمال الأدبية للكاتب الشاب أيمن سكسك(26 عاما) وتعتبر من روائع الإنتاج الأدبي الفلسطيني لفلسطينيي 48 الذين يعيشون في وطنهم لا في دولتهم. فهي أشبة بسيرة ذاتية مكونة من عدة أبواب مترابطة تكشف في طياتها عن العديد من القضايا الاجتماعية، ومنها سعي الاحتلال الإسرائيلي إلى إخفاء معالم الهوية الفلسطينية لدى فلسطينيي 48 واستبدالها بالهوية الثقافية العبرية المزدوجة.
ويضيف الغبان: ان مؤلف الرواية يتطرق أيضا إلى مشكلة بناء الهوية الثقافية المتناقضة لفلسطينيي 48 بفعل الاحتلال الإسرائيلي وابرازها داخليا أمام القارئ العبري أولا، ثم خارجيا أمام القارئ العربي والأجنبي.
كل ذلك يستعرضه الكاتب من خلال قصة حياة شاب فلسطيني عربي مسلم مولود في يافا، ظل يبحث عن الهوية المفقودة بين طيات الماضي والحاضر. فأحيانا يتحدث بلسان الفلسطيني صاحب الأرض والثقافة المعارض للاحتلال، وأحيانا يتحدث بلسان صاحب الهوية المزدوجة الذي قبل بالعبرية وثقافتها كجزء من المكون الأساسي لحياته اليومية، ويحاول اقناع نفسه بأنه يعيش في جو من المساواة مع الطرف الآخر (اليهودي)، تلك المساوة المفروضة عليه؛ لكن واقع الحياة اليومية وما فيه من تناقضات يجعله دائما يعيش في صراع هوية داخلي بين الثقافة المفقودة والثقافة المسيطرة.
فالكاتب، وهو الرواي والبطل في الرواية في نفس الوقت، يحاكي تجربة فئة عمرية كبيرة من أبناء فلسطينيي 48 داخل اسرائيل، تلك التجربة التي لا تحاكي فقط واقع الاضطرابات على المستوى العام للاحداث الجارية ولكن ايضا تتحدى واقع الاحتلال اليومي في عقر داره عبر تسليط الضوء على قضايا اجتماعية جوهرية لأقلية تمثل ثلث سكان اسرائيل.
وفيما يتعلق بعملية ترجمة رواية ” العودة إلى يافا “، يقول الدكتور الغبان: من ناحية نظرية، ان ترجمة هذا النوع من الأدب الفلسطيني المكتوب بالعبرية إلى اللغة العربية، هي ليست من سبيل الإعجاب بالأدب الإسرائيلي ولا ترمي إلى التقارب الفكري أو التطبيع الثقافي مع الدولة العبرية؛ بل على العكس تماماً، فأهمية ترجمة رواية “العودة إلى يافا” ترجع لسببين أساسيين.
الأول، أنها تفتح نافذة أمام القارىء العربي ليسمع من خلالها الصوت الصادق لمعاناة اشقائنا الفلسطينيين اللذين يعيشون تحت حكم دولة الاحتلال وما يلاقونه من تمييز عنصري يومي؛ وهي أيضا دليل قاطع على صمودهم أمام محاولات اقصائهم عن وطنهم العربي وثقافتهم الفلسطينية.
وثانيا، أنه يأمل من خلال ترجمته لرواية “العودة إلى يافا” إلى العربية تسجيل اضافة جيدة في مجال البحث العلمي والنقد الأدبي للطلاب والمتخصصين من الأدباء والنقاد والباحثين الاجتماعيين العرب.