عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – العلاقات العربية العربية .. متداخلة ومعومة وكذلك الخليجية الخليجية اذا اردنا ان ندخل الى الفرعي .. وهي مضطربة جميعها على مستوى الاقليم وحتى مع العالم ..
نحن بحاجة الى مثل هذا الرجل يوسف بن علوي الذي يتحدث في زمن لم يعد احد يعرب الجملة العربية او يلفظها كما يجب بعد سيادة منطق العنعنة والعجمة واللحن واللغو في الحياة العربية بشكل لم يسبق له مثيل ..
لكلام الوزير نكهة ولمضمونه مصداقية لان المسكوت عنه لم يعد وراء خطوط حمراء ، ولان المصالح الوطنية الحقيقية تستلزم احيانا تقليم الاغصان العشوائية والمتشابكة كما يحتاج الحقل احيانا الى التعشيب من النباتات الضارة التي تعيش على حساب النافعة ..
قرات ابن علوي في الحياة في حديث صريح وواضح وقيمته ايضا ان وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني مقل في احاديثه وتصريحاته بما ينسجم مع السياسة العمانية التي تاخذ بمنحنى العمل لا القول والتروي لا التسرع ..
ولا يذهب ابن علوي وهو يجسد السياسة العمانية الى هذا الطرف او ذلك ويجد لكثير من الاشياء المنتقدة او المسلم بها تبريرات او يحاول ان يفك اشتباك كثير من المفكرين والساسة العرب مع قضايا لا يجوز فيها الحسم وانما وجهة النظر حين يرى ان التورط الايراني في سوريا ليس بالشكل الذي يدعيه خصوم ايران ولذا يعيد رسم الصورة كما يفهمها وهو انه تدخل في ازمة وفي حرب تداخلت فيها اطراف عديدة بوجهات مختلفة ويسال لماذا يتدخل الشيشان في سوريا ولا يتدخل الايرانيون ..
ولعل التعبير الاجرأ والذي وضع نقطة على الحرف غير المقروء هو في تفسير الخلاف السعودي الايراني وارجاعه الى سياقه وعدم تحميله عبء المصالح وهو الخلاف الذي وصفه بانه تراكمي اي ليس ابن اللحظة وزاد في وصفه بانه شخصي لا علاقة له بالمصالح وهذا في حد ذاته مصيبة اذ انه لا يكون مبرراً بما يكفي . وهذا النوع من الخلافات اصاب كثيراً من العلاقات العربية وحكمها ولعل الخلاف القطري السوري له نفس الصفة حين بدأت الازمة السورية فالنظام العربي وتعبيراته مازالت تستفزه الخلافات الشخصية لاطرافه اكثر من القضايا الرئيسية والمصالح الوطنية العامة. وهناك مثال الخلاف الليبي مع سويسرا على خلفية ابن العقيد القذافي ومخالفته القانون فقد كفر القذافي حينها سويسرا وهناك امثلة عديدة شخصية وفردية تتغطى بالمصالح العامة ومنها اي هذه الخلافات ما تصنعه النساء المتنفذات في القرار السياسي حين يغضبن او تصيبهن الغيرة او تاخذهن العزة ..
مازالت عقلية القبيلة وسلوكيات العصر الجاهلي تبرز في كثير من الاحيان . لم يقل الوزير هذا ولكني استنتجته وهو يصف جوانب من العلاقات العربية العربية ..
الوزير الذي كنت قبل اسبوعين استمع اليه وهو يعلق على نفس القضايا التي نشرتها جريدة الحياة بوضوح يفصل ما بين ما تذهب اليه وسائل الاعلام وما يفكر فيه متخذوا القرار فمضيق هرمز لن يغلق وانما يرى التهديد بذلك سياسياً وقد كانت اجابة الوزير في هذه النقطة مقنعة فالسفن يمكنها ان ترفع اعلاما اخرى لتتجاوز المحظور ..
والوزير صريح وواضح حين يقول في الرد على سؤال يتعلق بقوات درع الجزيرة اننا لا نستيطع حماية انفسنا والمقصود دول الخليج وشعوبها مطالبا الشفافية في الحديث مع هذه الشعوب وعدم بيعها ” سمك في البحر ” والمنطقة مهمة عالميا ولذا فان اطراف عالمية معنية بها عناية اهلها في الاستقرار والبعد عن المخاطر قائلا : “رحم الله امرىء عرف قدر نفسه”
وللوزير ابن علوي تفسير لعدم استقبال السعودية لوزير الخارجية الايراني وهو ان كان يبرر ذلك يفسر الاسباب ويترك لذكاء القارىء ان كان الامر يرتب ذلك ام لا ..ولا يرى ضرورة الوساطة بين ايران والسعودية لعدم الحاجة لذلك ولعدم كفاية الاسباب حول جوهر الخلاف ولكنه يرى ان البديل هو في تقريب وجهات النظر اي ازالة الغمامة وكل من شانه ان يجعل الامور اكثر طبيعية ..
وبلغة دبلوماسية عميقة ودافئة يبقي الوزير ” الشرشف ” نظيفا فوق العلاقات العمانية – السعودية والعمانية – الاماراتية وعمان داخل مجلس التعاون لكنه يفسر ويوضح بنفس اللغة الدبلوماسية وهو يرى ان الخلاف في مجلس التعاون من حيث الاندماج وتفرعاته لا يجوز ان يفسد للود قضية فالعلاقات اعمق من ان يعكرها موقف او قرار متسرع وحتى الرطوبة الزائدة لن تؤثر !!..
الوزير يركز على بعد الدولة الوطنية التي وصف بها بلاده وهذه الدولة تستند الى بعدين الجذور الراسخة في التشكيل وتراكم الموروث والبعد الاخر هو الدولة المدنية التي يصف بها عمان ليميزها عن غيرها من دول تستنهض الطائفية والمذهبية والاثنية وغير ذلك ويرى ان العماني هو عماني بغض النظر عن مذهبه او طائفته وان الحرص العماني على ذلك ظل وراء هذا التماسك والتلاحم وحرية الافراد في المعتقد والتفكير ويدرج الوزير تعامل بلاده مع الاخوان بنفس الطريقة التي تعاملت بها بلاده مع الشيوعيين الذين استهدفوا بلدهم ذات يوم اي مع مواطنين يخالفون القانون وليس مع تنظيمات غير معترف بها ..
حديث الوزير مع الحياة غني وطويل وقد اكون تجاوزت بالحديث عنه وترك الانطباعات والتحليل له قد لا يكون الحديث الواضح بحاجة لذلك ولكني اردت ان اكتب عن قراءتي له ..