إن ما يحدث في “إسرائيل” لا يشبه حالة الربيع العربي بل هو حالة إستثنائية وقد تصبح خريف كارثة على “إسرائيل” وحلفائهم في العالم
ومن الطبيعي بأن تعبر الإدارة الأمريكية عن القلق والتوتر بل والتخوف داخل ما يحدث لدى “إسرائيل ” حيث تشكل خط الدفاع الأول في دفاع عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط في فلسطين المحتلة ولكن في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تأتي هذه الأحداث المتصاعدة والإدارة الأمريكية منشغلة في العديد من القضايا الإستراتيجية حول العالم أولهم الحرب الروسية في أوكرانيا واستمراريتها وبدعم عسكري ومالي من قبل الولايات المتحدة وحلف الناتو، حيث لم تعد تضمن نتائج هذه الحرب التي كلفتها مليارات الدولارات من خزينتها ومن حلفاء الناتو مع صعوبة الحسم العسكري مع روسيا الاتحادية.
ومن جانب آخر تأتي التطورات الميدانية داخل كيان الإحتلال الإسرائيلي، بعد نجاح المبادرة الصينية في التواصل إلى إتفاق بين الرياض وطهران والخطوة الأولى في إرساء العلاقات الثنائية بين الجانبين، والذي سوف يتحول بشكل تدريجي إلى علاقات طبيعية بين دول الخليج وطهران ودول عربية أخرى بعد إزالة أسباب التوترات، ومن جانب آخر فإن التطورات في العلاقات بين روسيا والصين تسير بشكل متصاعد وخاصة في تصدير الغاز الروسي إلى الصين، حيث لم تأتي العقوبات الإقتصادي والحصار في إضعاف روسيا رغم نظام العقوبات غير المبرر، إضافة إلى نجاح التعاون العسكري بين الجانبين وهذا مما يدفع في الانتهاء من عصر القطب الأمريكي الوحيد الذي أستمر لي سنوات صاحب القرار على العالم وما نشهد من انخفاض قيمة الدولار الأمريكي وإفلاس عدد من البنوك الأمريكية والعجز في الميزان الإقتصادي جميعها تدفع في الإدارة الأمريكية العيش بقلق على مستقبل “إسرائيل”، وهذا يدفعنا في الجانب الفلسطيني بدرجة الأولى عدم إعطاء فرصة للأحتلال الإسرائيلي من تصدير التطورات وتصعيد إلى داخل المناطق الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة أي تصعيد قد يضعف ما يحدث في تل أبيب، لذلك على الجانب الفلسطيني عدم إمكانية حصول نتنياهو وفريقه على مخرج
مما هو عليه، بل هناك فرصة لدى الجانب الفلسطيني من البحث حول الإجراءات العملية التي تؤدي إلى توافق فلسطيني ضمن المصالح الوطنية الفلسطينية وليست المصالح الذاتية في رؤية فصيل بحد ذاته. وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية
وأقول بأن كيان الإحتلال الإسرائيلي
قد أمضى 75 عام من إقامة( دولة إسرائيل ) على رغم بأن هذا الكيان لا يمتلك صفت الشعب ذات صلة مشتركة فيما بينهم ومع ذلك إستمرار هذا الإحتلال، بسبب بأن الجبهة الداخلية الفلسطينية تعيش حالة النزاع السلطوي الفصائلية والأنقسام ونحن لا نزال تحت الإحتلال رغم أننا شعب واحد نعيش نفس المعاناه في الشتات، لذلك علينا أن نستفيد مما يحدث ونبحث عن المخرجات التي تدفعنا إتجاه التوافق الوطني الفلسطيني، وعلى الصعيد العربي بشكل خاص فأن المطلوب وقف كل أشكال التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، حيث يشكل التطبيع طوق نجاة لنيتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة، لذلك علينا بأن ندرك بزول الإحتلال الإسرائيلي الذي يشكل خنجر مسموم في الخاصرة للأمة العربية والإسلامية.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com