300 ألف من المتظاهرين للأسبوع العاشر في تل أبيب داخل الإحتلال الإسرائيلي
لم يكن مفاجئ بأن تعج شوارع تل أبيب بآلاف المتظاهرين للأسبوع العاشر، تعبير عن الشراخ والتفكك للمجتمع الإسرائيلي بحيث لا نستطيع استخدام كلمة المجتمع، حيث يتنافى مع تشكل هذا الكيان العنصري على أساس الأبرتهايد نظام فصل عنصري، ليس فقط بحق المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض وصراع مع المستوطنين الاسرائيليين القادمون من مختلف ارجاء العالم لإقامة الكيان الصهيوني الإحلالي، ورغم مرور 75 عاماً عن إعلان قيام دولة الإحتلال الإسرائيلي فقد فشل هذا الكيان في تغيب حالة النزاع داخل المكونات للكيان الصهيوني الفاشي، حيث جرا جمع اليهود من مختلف ارجاء دول العالم متعددة ومتناقضة، ومن الطبيعي يصل الأمر إلى هذا المستوى من التصعيد بخروج ما يزيد عن 300 الف من المتظاهرين في شوارع تل أبيب والمستمرة منذ عشرة أسابيع، حيث عمل نتنياهو على تبني إدخال تغيرات جذرية على النظام القضائي، وتشير تقارير بأن تل أبيب المقر الرئيسي لهذه المظاهرات كما سجلت مشاركات بأعداد كبيرة في مدن مثل حيفا، حيث وصل عدد المتظاهرين فيها إلى نحو 50 الفا.
هذا الصراع القائم قد يكون إحداث التغيير في النظم القضائية هو شرارة هذه الأحداث المتصاعدة بداية الانقلاب المدني، ولكن سوف يتحول إلى صراع دموي وحرب أهلية وخاصة مع وجود المليشيات اليمنية المتطرفة والمسلحة والتي تنتمي إلى معسكرات الأحزاب الدينية والتي تسيطر على المفاصل الأساسية للاحتلال الإسرائيلي والأهم بأن هذه الأحزاب اليمينية قد توغلت داخل مؤسسة جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصبحت نسبة المتدينين داخل ثكنات جيش الإحتلال الإسرائيلي قد تجاوز نسبة %30، لذلك عملية الحرب الأهلية أصبحت واردة بشكل كبير لذلك تصريحات رئيس دولة الإحتلال وعدد من زعماء الإحتلال لا تأتي من فراغ ولكن يؤكد وفقا للوقائع الداخلية وصراع بين مكونات المجتمع الإسرائيلي المتناقض، لذلك حتمية صراع الحرب الأهلية قائم في إطار منظومة العقائد وخزعبلات الشرائح للأحزاب الدينية، إضافة إلى التناقضات الثقافية والمكتسبة من مجتمعات متعددة جلبتهم منظمات الهجرة للوكالة اليهودية، لذلك إمكانية حدوث انتفاضة مسلحة بين المكونات المتدينين والأحزاب العلمانية أصبح قيد التنفيذ في ضل الانقلاب الداخلي للكيان الإحتلال الإسرائيلي العنصري فهو كيان يسرع في خطواتها نحو الزوال وهذا ما يدفع في الهجرة من داخل كيان الإحتلال الإسرائيلي إلى دول أكثر أمن واستقرار، لذلك فإن البحث هو الحصول على جوازات سفر من جنسيات حول العالم أصبحت من القضايا المهمة للمغادرين ” إسرائيل”، تذكرة سفر بدون عودة ويؤكد رئيس جهاز الشاباك السابق كارمي غليون أن استمرار السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى ستقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي وستقود إلى خرب “إسرائيل”، وقال رئيس الموساد الأسبق أفرييم هليفي
نحن على أبواب كارثة إنه ظلام ما قبل الهاوية، وقال رئيس الموساد العاشر مئير داغان إنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني، وقال المحلل العسكري في القناة العبرية الثانية روني دانييل، أنا غير مطمئن أن أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة ولا أظن أنهم سيبقون في هذة البلاد، هذه نماذج من آراء المسؤولين لدى الإحتلال الإسرائيلي
لذلك إمكانية الصمود وصراع وتحقيق الأهداف المنشودة لشعبنا الفلسطيني العظيم بنصر والحرية ليس مستحيل ولكن الأمر يحتاج
بلورة رؤيا فلسطينية من خارج الصندوق بمشاركة مختلف القوى الوطنية، إضافة إلى شخصيات فكرية وثقافية وأكاديميين نضع خارطة طريق للمرحلة القادمة.
عمران الخطيب
.Omranalkhateeb4@gmail.com