عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
وضعت شركة الفوسفات التي نعلق على جبين ادارتها “خرزة زرقاء” من الحسد كافة الشركات الأردنية على مختلف اعمالها ونشاطاتها خلفها، اذ واصلت اختراق الصفوف لتأخذ مقعدها الاول في الاقتصاد الأردني..
بيضت الفوسفات وجوهنا جميعا.. فمن خسائر مفجعة قبل عدة سنوات حين تبارى البكاؤون في رثائها واستعجال دفنها حتى خرج لها من ينقذها بدون ابنائها ويخرجها من الركام الى العلن..
لا اخفي اننا فخورون بهذه الشركة وبما قدمت من نتائج، وحين قرأت الخبر المنشور عن ارباحها التشغيلية والصافية قلت بصوت عال: ” الله اكبر”، لفت انتباه الجالسين معي والذين سألوا رأسا ما الامر..
قلت مرة اخرى ها هي الفوسفات ترفع اعلام الفوز وتواصل شوط الذهاب وتفي بوعد ادارتها التي قطعت عن نفسها حين كانت الارباح في السنة الماضية بأكثر من نصف مليار ان تضاعف ذلك وقد كان، فها هي نسبة الارباح تزيد لتصل الى 96% عن عام 2021. لقد كان ذلك اشبه بالمعجزة..
اما المفسرون فهم كثيرون، بعضهم قال ان هذا بفعل ارتفاع واسعار السوق للفوسفات ومشتقاتها والشركات الرديفة والشريكة والحليفة لها مما هي في اطارها ، وان ذلك له علاقة بالحرب في اوكرانيا وارتفاع اسعار الغذاء والحاجة الى الاسمدة والفوسفات، والبعض قال انه الحظ وصمت.. واخرون قالوا انه من رضى الوالدين على الادارة التي يبدو انها كانت بارّة بوالديها، وان الدعاء جلب التوفيق.. لقد سمعت ذلك وسمعت ايضا مقولات انه ربما احتسب اسعار بيع سبق عن سنوات قادمة..
استغربت التفاسير والذرائع للهروب من الاعتراف بالكفاءة الواضحة وضوح الشمس للربان او الربابنة الذين يقودون السفينة الى موانئ الربح، فلا احد من الذين فسروا على مسؤولياتهم اراد الاقتراب من الحق والحقيقة لأمر ظل من عادات كثير من الأردنيين الذين يغمطون الناجحين بحقوقهم..
الحقيقة التي رفعنا عليها الله اكبر كانت واضحة، عمل مستمر على طريق النجاح ومضي بارادة صلبة ونوايا نظيفة واساليب شفافة، فقد نجحت الادارة قبل اكثر من سنتين في احداث صدمة حين خرجت بالفوسفات من منزلة الصفر الذي كانت تغرق تحته الى مستويات الارباح العالية، وبقيت الادارة صامتة الى ان لمعت ارقام عالية في السنة الماضية فاقت نصف المليار من الارباح، لتأتي ارقام هذه السنة في هذه الايام لتشير الى ارباح غير مسبوقة وصلت الى مليار و58 مليون دينار اجمالي الربح التشغيلي لعام 2022 ، وتحديدا ارباح مجردة بلغت 964 مليون دينار قبل الضريبة وبعد الضريبة 735.682 مليون دينار صافية تماما..
النجاح يجلب الثقة ويؤسس للصدق ويطلق الالسنة بالافصاح ، “واما بنعمة ربك فحدث”.. ولذا كشف رئيس مجلس الادارة الدكتور محمد الذنيبات عن رقم 3.085 مليار دولار مساهمة شركة الفوسفات في الميزان التجاري وميزان المدفوعات الأردني، ولمزيد من التوضيح ذكر رقم 350 مليون دينار مساهمة الشركة في دعم خزينة الدولة من ضرائب وعائدات تعدين وايرادات عامة، ليكون الاداء غير مسبوق في نتائج اعمال الشركة والشركات التابعة والحليفة..
اذن يقدم اذنيبات ومعه ادارته التنفيذية وخلفهم كل العاملين في الشركة على مختلف اعمالهم وقد ذاقوا نجاح الفوز.. اوراق اعتمادهم لكل من يعنيه الامر في الاقتصاد الأردني ويثلجون صدر قيادتهم التي لم يفارقها الامل في اعادة احياء هذه الشركة وغيرها من الشركات التي سبق ان تعثرت وكثرت فيها قصائد الهجاء..
ويصدق الرجل لانه لم يكن رجل اعمال او تاجر او من ابناء البازار او السوق، وانما كان رجل دولة جاء من موقع نائب رئيس الوزراء الى قيادة الشركة، وقد راهن على قدراته وصبره و “دق على صدره ” وراح يعمل..
لقد زرته في احدى المرات زيارة سريعة ومفاجئة، ولم يمهلني بل ادخلني الى مكتبه، وكان لديه احد اكبر المقاولين في الفوسفات كما علمت فيما بعد، ويبدو ان الحوار كان صاخبا وكانت الحشرجة قد اعتلت صوت الضيف الذي لم يستطع ان يبرر موقفه كما كان واضحا، ولذا مضى رئيس مجلس الادارة في التحذير ولم يتوقف حين قال هذه اموال عامة وانا مؤتمن..
كنت احاول ان اعرف ما هي العلاقة بين الشركات المقاولة التي تقوم بالتعدين من الباطن وبين شركة الفوسفات لادرك انه في السابق وقبل ادارة الذنيبات كانت العربة قبل الحصان وان الشركة كانت تعمل عند المقاولين وليس العكس، فاعادت الادارة الحالية الامر واعادت انتاج الشركة على نحو مغاير، واسترجعت اموالا طائلة ووضعت حدودا واضحة للعلاقة، فقد اجدت المراجعة التي قادتها الادارة لسنة كاملة كان الذنيبات قد “فلّى فيها النمل” كما يقولون بالعامية، ليدرك طريقه الى النجاح..
واذكر ان احدهم قال لي: هل تعلم ان رئيس مجلس الادارة يدخل الى تفاصيل لا يدخلها حتى رئيس قسم، فيسأل عن حجم حمولة الشاحنة وعن وصولها وانزالها، وعن وعن..” ، قلت وقد رددت بأثر رجعي ان الارقام هي اكبر دليل، وها هي الفوسفات تقدم نفسها من خلالها فصمت المتحدث..
المهم ان الفوسفات في نتائجها عكست كفاءة ادارة الموارد في مجالات عديدة وبشكل متكامل ومتناغم، وتمكنت من تنفيذ المشاريع والخطط الاستراتيجية وفق النهج التراكمي للانجازات الذي يؤمن به الذنيبات، وقد تعلمه وعلمه في الجامعة، وكان قد وضع يده في وقت مبكر من توليه عمله على برنامج تطوير الاداء وتحسين وتنويع الانتاج وبناء الشراكات الجديدة التي تزايدت الان، والاخذ بصناعات تحويلية لم يسبق ان انتجت في الشركة..
لم ينس الرجل ان يتقاسم النجاح مع اعضاء مجلس الادارة الذين عملوا على قلب رجل واحد ومع الادارة التنفيذية وكذلك اعضاء النقابة العامة للمناجم والتعدين وجميع العاملين في مواقع الشركة، وهذا التعاون والجهد المشترك لخصه الرئيس التنفيذي المهندس عبد الوهاب الرواد شريك النجاح بقوله: ان النتائج اظهرت تحسنا في الاداء في الشركة والشركات التابعة والحليفة وخاصة الشركة الهندية الأردنية للكيماويات المملوكة بالكامل لشركة الفوسفات، وكذلك الشركة الأردنية الهندية للاسمدة جيفكو التي سجلت ارقاما غير مسبوقة ايضا، وكذلك اليابانية التي ارتفع انتاجها ومبيعاتها من الاسمدة المختلفة..
اما المشروع الاندونيسي الناجح فقد حقق ارباحا بلغت 20 مليون دينار وانتاجا هائلا من حامض الفوسفوريك نتاج لجهود في التطوير الذي بثته الادارة الأردنية للوصول الى هكذا نتائج..