فصل جديد من فصول التمييز العنصري يمارس بمجلس النواب الأمريكي يتمثل بفصل النائبة الهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية في خطوة تشير إلى تصاعد التوترات داخل الكونغرس الأمريكي، وصوت نواب جمهوريون من أجل عزل إلهان بسبب تصريحاتها السابقة حول “إسرائيل” وقال الجمهوريون إن هذه الخطوة جاءت ثأر من عزل اثنين من الجمهوريون من لجان في عام 2020 عندما كان الديمقراطيون يمثلون أغلبية في مجلس النواب، ولكن من الواضح بأن “إسرائيل” خط أحمر بنسبة لي كلا الطرفين الجمهوريون والديمقراطيون داخل مجلس النواب الأمريكي، حيث ترتكب “إسرائيل”مختلف الجرائم والمجازر الإرهابية الوحشية بحق الشعب الفلسطيني دون حساب أو عقاب ويعكس ذلك الموقف الأمريكي الحقيقة الساطعة من الانحياز الشامل للأحتلال الإسرائيلي، وفي هذا السياق وعلى سبيل المثال وليس الحصر بسلسلة الجرائم اليومية للاحتلال الفاشي الإسرائيلي، فقد أعلنت قوات الإحتلال صباح الاثنين، اغتيال مجموعة مسلحة كما زعمت أنها تنتمي إلى حركة حماس في مخيم عقبة جبر بمحافظة أريحا.
وقالت القناة السابعة العبرية، إن جيش الإحتلال أكد إغتيال عدد من المقاومين خلال عملية عسكرية في أريحا، فيما قالت قناة “كان” العبرية، إن عدد الشهداء الذين تم اغتيالهم في مخيم عقبة جبر وصل إلى 7 أفراد والملفات للنظر بأن مقتل الشباب الفلسطينيين لم يلق في الحد الأدنى من الشجب والاستنكار من دول العالم، وكأن مقتلهم بهذه الطريقة الوحشية والارهابية من قبل جيش الإحتلال لا تعني غير أهالي الشهداء والشعب الفلسطيني ومن يتضامن معهم، في حين يلاحظ مقتل 7 من المستوطنين الإسرائيليين من قبل المواطن الفلسطيني خيري علقم والذي استشهد في نفس الوقت، وهو ينتقم لمقتل جده من أحد المستوطنين ونؤكد بأن العمليات الفردية من الشباب الفلسطيني الثائر وهم يرددون كفا للاحتلال الفاشي، فقد وصل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إلى “إسرائيل” ليلتقي مع رئيس الوزراء نتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية المتطرفة، وأعلن تجديد الدعم والإسناد للاحتلال الإسرائيلي وقد وصل إلى “إسرائيل” مستشار الأمن القومي الأمريكي بسبب مقتل 7 من الإسرائيليين ، فيما تم “الحجيج ” إلى رام الله وعقد اللقاءات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية والدعوة إلى ضبط النفس والعمل على منع أعمال العنف والتهدئة المجانية المطلوبة من الجانب الفلسطيني.
إعلان أمريكي بما يسمى بحل الدولتين لمجرد “ذر الرماد “ولكن سؤال المطروح أين حل الدولتين في ضل استمرار الاستيطان الإسرائيلي؟ الذي لم يبقي على مكان فارغ في القدس والضفة الغربية دون أن يخلو من الاستيطان بما في ذلك غور الأردن وشمال البحر الميت،حيث يهدد بضمه إضافة جدار الفصل العنصري الذي أقامته سلطات الإحتلال الإسرائيلي في إطار منظومة العزل العنصري في السيطرة والاحتواء ليس في المناطق المحتلة عام 1948 وكذلك في الضفة الغربية التي يطلق عليها يهودا وسامرة ورغم صدور قرار محكمة الجنايات الدولية بإزالة جدار الفصل العنصري ولكن سلطات الإحتلال الإسرائيلي لا تعير الاهتمام بقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، فكيف تعير الاهتمام بقرار محكمة الجنايات الدولية؟ وسبق وأن أكد الكنيست الإسرائيلي على يهودية الدولة بعزل مناطق الضفة والضم التدريجي على غرار ضم القدس بقرار من الكنيست الإسرائيلي، ولذلك فإن عملية القتل والاغتيالات والاعتقالات ومصادرة الأراضي الفلسطينية والاستيطان تأتي في سياق منظومة المشاريع الاستيطانية والتي تعزل الفلسطينيين ضمن محاولات ترويض وتهجير القصري من خلال “تنرنس فير”، وقد يكون توجيه الاتهام بأن الشهداء 7 الذين اغتالتهم قوات الإحتلال الإسرائيلي في مدينة أريحا، قد لا ينتمون إلى حماس، حيث ثبت بأن معضم العمليات تنفذ بشكل فردي فقد أصبح القيام بعمليات عسكرية من قبل المواطنين الفلسطينيين حالة طبيعية تنتشر وتتسع في كل يوم فلم يعد من الممكن السيطرة والاحتواء، وهذا الأمر من حسن حظى المؤمنين بمسيرة النضال والذي يتمثل في إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، الذي يمكث منذ عام 1948،
عنصرية الإحتلال الإسرائيلي
لا تنفصل عن المعايير المزدوجة في السياسة الأمريكية المبنية على المصالح وليس على القيم الإنسانية والقانون الدولي وتأتي عنصرية كتلة الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي الذين أجمعوا على فصل النائبة الهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية الأمريكية؛ بسبب انتقادات وجهتها للاحتلال الإسرائيلي، في حين ترتكب سلطات الإحتلال الجرائم اليومية وقد يذهب الموقف الأمريكي بمطالبة الجانبين بضبط النفس، ولكن الجانب الإسرائيلي والأمريكي لا يدرك بأن الإنسان الفلسطيني الذي يمضي حياته تحت الإحتلال لن يبقى في انتظار السلام المفقود؛ ولذلك أصبح في حال من الصعب على مختلف الجهات ضبط ما قد يحدث من تفاعلات وردود فعل يصعب إيقافها أو منعها لشعبنا الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى والمصابين وما يزيد عن مليون أسير ومعتقل من الرجال والنساء والأطفال في سجون ومعسكرات الإعتقال الجماعية على غرار معسكرات الجيستابوا النازية، وعلى الإدارة الأمريكية وحكومة الإحتلال الإسرائيلي بأن تدرك بأن من المستحيل تحقيق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، بدون إنهاء الإحتلال الإسرائيلي ،وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، وهذه الأهداف المنشودة ووفقا لقرارت مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية التي اقرها مؤتمر القمة العربية في العاصمة اللبنانية بيروت.
في نهاية الأمر وبغض النظر عن الموقف الأمريكي بدعم “إسرائيل” والتطبيع بين بعض الدول العربية والإسلامية و”إسرائيل” فلن يستطيع أحد أن يمنع الشعب الفلسطيني من المقاومة بمختلف الوسائل المتاحة.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmai
l.com