عروبة الإخباري – ناقشت ندوة نظمها مركز الدراسات المستقبلية في جامعة فيلادلفيا اليوم السبت في فندق الريجنسي الآفاق المستقبلية للأحزاب والحياة الحزبية في الاردن واسباب تعثرها، وسبل تحقيق التوافق بالعمل الحزبي بمشاركة نخبة من السياسيين الحزبيين والباحثين الأردنيين.
وقال رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور محمد أمين عواد ان مسألة تداول السلطة والحياة الحزبية الفعالة هما الاكثر تعقيدا في المنطقة العربية والاقل نضوجا اذ ان مسالة الاحزاب عموما لا تخص بلدا عربيا بعينه وانما هي مشكلة عربية عامة .
وأكد أن البوابة الرئيسية لخروج الدول العربية من حالة عدم التقدم والتشتت والانقسام تبدأ بإدارة الدولة التي تشمل فصولا أساسية هي سيادة القانون والمشاركة في صنع القرار ووضع الخطط الرصينة لنهوض الاقتصاد وتفعيل دور الشباب ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية وتداول السلطة واصلاح القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة .
وتحدث أمين عام حزب الإصلاح الدكتور كليب الفواز عن تعثر الحياة الحزبية، موضحا ان العمل الحزبي يشكل إحد مرتكزات الحياة السياسية بمعناها الشامل لافتا الى ان احدى الاشكاليات التي واجهت نشوء الحياة الحزبية في بدايتها هي اشكالية مرجعية الفكر والتي ما زالت واضحة في الحياة الفكرية الحزبية في الوطن العربي والتي أوجدت حالة من عدم وضوح الرؤية وخلط الأمور.
وبين ان الاحزاب كانت تفتقر منذ البداية وما زالت الى عنصرين هامين وهما الافكار والتمويل فالأفكار مهمة لتشكيل العقيدة الفكرية وبالتالي الابداع لخلق منهجية يمكن اتباعها واقناع الناس بها اما التمويل فقد حرمت منه به بعض الاحزاب واعتمد في مجمله على اشتراكات وتبرعات الاعضاء مع قلة عددهم.
وتناول ممثل حزب التيار الوطني الدكتور حمدي مراد التوافق الوطني في العمل الحزبي، معتبرا ان الديمقراطية لا تتحقق الا بالعمل الحزبي مطالبا بضرورة عدم ايجاد عقبات تتناقض مع القرار السياسي ودعم الاحزاب وايجاد حوار جاد بين الاحزاب واختزال العدد الكبير من الاحزاب انما بالاندماج او التحالفات وقبول الدولة الجاد للأحزاب والاعتراف العملي بها وافساح المجال للعمل الحزبي دون مضايقات وايجاد سياسة مشتركة بين الدولة والاحزاب.
وتحدث ممثل حزب جبهة العمل الاسلامي محمد البدور حول البرامج الوطنية المشتركة مشيرا الى ان الاحزاب تتفق في برامج عملها على الاصلاح ومحاربة الفساد وارساء قواعد الحرية والعدالة الاجتماعية.
وقال ان التحديات التي تواجه الاحزاب هي التحديات ذاتها التي تواجه الدولة من تحديات اقتصادية واجتماعية وامنية وتربوية مشيرا الى ان المشكلة التي تواجه الاحزاب هي وجود قوى شد عكسي تتهمها بعدم القدرة على الوصول الى الجماهير .
وقدم مشاركون في الندوة اوراق عمل ناقشت قضايا تتعلق بالرؤية الجديدة والتعاون مع الدولة ، والوصول الى الجماهير، اضافة الى الاعتدال في الرؤى وتجميع القوى السياسية.
وتأتي الندوة استكمالا لندوة “الآفاق المستقبلية للأحزاب والحياة الحزبية في الأردن” التي أقامها مركز الدراسات المستقبلية في شباط الماضي لمعالجة الجوانب البارزة للحياة الحزبية الأردنية.