عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
لو نظر الى المال فقط فإنه لن يفعل، ولو نظر الى قوى التشكيك والتأجيل والمغالطة فإنه لن يفعل، ولو وافق قوى السلبية فإنه لم يفعل، لقد اعجبني ثقة الأمين بنفسه وما يقول وتفاؤله ووضوح رؤيته..
أمين عمان يواصل عمله ومبادراته ورؤيته خارج الصندوق الجاهز من الافكار النمطية، ويرى ان الطريق واضح لمن يريد العمل، وان التذرع بالصعوبات والعراقيل لا يفيد ولا يوصل الى نتائج..
كان الأمين يتحدث في ليلة مميزة بداية الاسبوع وقد اولم له السيد عبد الحي المجالي في خيمته في الشميساني، وقد دعا مجموعة من الشخصيات المهتمة التي حضرت الحوار الذي تشرفت بادارته حين كلفت بذلك..
الأمين كان واسع الصدر محاورا تقبل الاسئلة وحتى المداخلات الناقدة، وذهب الى السرد والاستنتاج وجعل مع حديثه كثير من التحليل والفكر وما يصيب الابعاد الاجتماعية والنفسية والسلوكية للمواطنين..
توقف الأمين عند قضية النقل في العاصمة وهي القضية المزمنة التي سببت الصداع للكثيرين وما زالت تنزف ولم يأت احد ليضع حدا لها او حلا ناجزا او كافيا لها ولاعراضها التي تعيشها..
الأمين الدكتور يوسف الشواربة “ابو فراس” لا يرى في النقل معجزة لا تحل، ولا يرى انها ضرب من السحر، مؤكدا انه يدخل الى خريطتها بايمان ومعرفة، وهو لا يملك عصا موسى او وعودا خيالية، وانما رؤية اراد ان يشاركه الكثيرون فيها بالحوار وبما تفرضه الضرورة..
نحن بلد ما زال متخلفا في النقل العام وما زال يلجأ الى اساليب الترقيع والتدرج الذي يلغي بعضه، ولذا لابد كما يرى الأمين من انطلاقة قوية موصولة ومتصلة تفتح على القطاع الخاص والعام واشكال من التعاون تكون رؤية الامانة في صدارتها، وان ما تم حتى الان ليس هين ولا قليلا وانما ما زال في البدايات، حتى مشروع الباص السريع الذي ما زال لم يتكامل وما زالت اضافاته تحتاج الى عمل ووقت وصبر ليعطي الثمار المرجوة..
لن تحل مشاكل النقل بين عشية وضحاها، والأمين يدرك ذلك ويدرك المعوقات التي تؤدي الى الازدحامات المرورية والتي هي صناعة ايدينا جميعا، وافرازات لتفكير فردي وتقليدي ومتخلف يميل الى المخالفة وعدم الانتظام والانصياع الى القوانين والاجراءات، واذا كنا نعيش ذلك في العديد من اساليب ومكونات حياتنا فإن ذلك يتبدى في النقل والمرور بشكل لافت لابد من معالجته، ويرى الأمين ان اساليب المعالجات السابقة وعلى مدار عقود اتسمت بالترضية والطبطبة وتجاوز القانون، وتعطيل الاجراءات والتعليمات تحت ضغوط فئات او لارضاء فئات.
ان الامر لم يعد يحتمل ذلك وانه لابد من الحسم باجراءات وقوانين نافذة لاعادة انتاج حياة سلوكية تتصدى لازمات المرور والنقل داخل العاصمة، وقد يكون اخر العلاج الكي حين تتعطل الحياة العامة اللائقة .. وتشل الحركة الاقتصادية الفاعلة بسبب السلوكيات الخاطئة..
يرى الأمين الذي يتفق معه الكثيرون انه لابد من اللجوء الى اساليب جديدة وفاعلة بعضها جرى البدء به ثم التوقف والتراجع على حساب المصلحة العامة والمجاملة والارضاء..
ويرى بضرورة اعادة نظام سلوكي تاديبي يوقف المخالفات الاعتباطية والمفتعلة والهمجية عن طريق زرع كاميرات في الشوارع الاساسية والفرعية والدخلات والميادين ليوفر محصلة عملها فوائد مهمة للدارسين لمختلف النشاطات السكانية لسكان العاصمة الوافدين اليها.. ومعرفة تحركهم وهذا يفيد الاقتصاد والاجتماع والأمن ويقدم تشخيصا مناسبا لمجالات عديدة قد تكون غائبة عن اذهان الكثيرين، وهذا التشخيص هو وسيلة العلاج ومكافحة الكثير من المشاكل على اصعدة ومستويات عدة..
الأمين في الحقيقة حلّق في التحليل واصاب الكثير من المواجع واراد ان يتعلم المواطن من اخطائه ايضا، وان تكون المصلحة العامة هي النافذة، والحقيقة ان ما ذكره الأمين كان مفيدا وكاشفا لكثير من المسلكيات السلبية التي لا تنتهي الا بحزم القوانين والتشريعات..
وهو يرى ان الله يزع بالقانون ما لا يزع بالقرآن ، انسجاما مع مقولة “يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران” وان التشريعات الدقيقة النافذة وان بدت قاسية عند البعض الذي لا يريد ان يتروّض ويصر على الاحتفاظ بسلوك فردي او بدائي هذا السلوك لا يطوع الا بالقانون مهما كانت المعاناه..
ادركت ان الجميع مع الأمين مع شرط العدالة الواجبة ومع ضرورة توفر الامكانيات التي تجعل من النقل في الاردن حالة قريبة من دول متطورة ولو بعد حين..