مقالي الذي منع من النشر اليوم في جريدة الراي
• فكرة
الصراع في فتح ودم عرفات !!
• رجا طلب
منذ عدة اسابيع بدات عملية ” ممنهجة ” في تسريب وثائق التحقيق باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وانا شخصيا وصلتني وثائق لاكثر من عشرين مسؤلا فلسطينيا و قياديا و شخصيات فلسطينية عامة كانت على صلة مباشرة مع الشهيد ياسر عرفات ، وكان من الملفت ان هذه التسريبات جاءت في اعقاب احتدام الخلاف داخل القيادة العليا لحركة فتح وتحديدا بين عضوي اللجنة المركزية حسين الشيخ وتوفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق باغتيال عرفات منذ تشكيل اللجنة عام 2010 .
وفق المعلن ان الرئيس ابو مازن ساند وبقوة حسين الشيخ في هذا الخلاف الذي بدا على خلفية تسريبات صوتية للطيراوي يتحدث فيها عن مسائل خاصة تتعلق بعائلة حسين الشيخ وكشف خلالها بعض الاسرار الخاصة بها ، وقتها تساءل الكثيرون عن كيفية تسريب هذه التسجيلات ، ومن هي الجهة التى سربتها ، اما الجواب وباجتهاد مني ان الهدف منها هو اشعال الفتنة والعداء بين الشيخ والطيراوي وان الذي سرب هذه التسجيلات حقق عمليا هدفه ونجح في زرع العداء بين الطيراوي والشيخ بل وحوله الى صراع ، واليوم مع الذكري الثامنة عشر لاغتيال عرفات نجد ان حركة فتح التى اسسها ” الختيار ” ومعه عدد من رفاق السلاح والنضال في دولة الكويت الشقيقة في خمسينيات القرن الماضي ، نجد ان هذه الحركة تمر في ظروف صعبة وتجاذبات حادة وصراع غير مسبوق في ظل تفرد كامل للرئيس عباس وتحكمه بكامل خيوط المشهد الفلسطيني والفتحاوي وادارته بطريقة سمحت وتسمح بمزيد من اعادة انتاج هذه التجاذبات .
من الواضح تماما ان الجهة التى قررت تسريب هذه الوثائق الصامدة ” منذ اكثر من عقد في عالم ” السرية التامة ” هي جهة امنية وفي الاغلب جهة تريد بالدرجة الاولى الاساءة لتوفيق الطيراوي وافشال جهوده المستمرة منذ عام 2010 للوصول الى الايدى الفلسطينية المتعاونة مع الاحتلال في اغتيال عرفات ، ومنعه من الاعلان عنها رسميا ، كما تريد خلق المزيد من التشرذم والصراع داخل فتح ، وبكل تاكيد فان الاحتلال هو احد الاطراف المؤهلة للقيام بهذا الدور و الذي يملك مصلحة مباشرة في ذلك كله .
في تحليل المشهد الفتحاوي وبعد ان وصلت الامور الى تحويل وثائق التحقيق في جريمة اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الى وثائق مبعثرة على قارعة الطريق بما يعنى ” تسخيف التحقيق وتحقير نتيجته ” ، يمكنني القول ان الجهة او الجهات التى اغتالت عرفات قامت وبالذكرى السنوية لاستشهاده ، قامت باغتياله مرة اخرى ولكن هذه المرة فان الاغتيال افظع واعمق وابشع ، فهو اغتيال لحركة فتح نفسها ، الحركة التى تمثل رافعة النضال الوطني الفلسطيني ، وبالتالى فان ” تسخيف ” فكرة النضال ضد الاحتلال ، وتاطير الصراع مع المحتل اما بفكرة ” السلام الاقتصادي ” حسبما عبر عنها مرارا وتكرارا حسين الشيخ ” الخليفة المنتظر ” للرئيس عباس ، او بالتنسيق الامني ” المقدس ” الذي بات يركز وبشكل اساسي ومنذ قرابة العام على مواجهة الانتفاضة المسلحة للشباب الفلسطيني المقاوم وتحديدا ” عرين الاسود ” وبالتالي فان النتيجة المطلوبة هي ايجاد مناخ رطب ” للتفاهم والتناغم ” مع التحالف الخطير والمرعب بين نتنياهو واليمين المتطرف وعلى راسه الارهابي ايتمار بن غافير ، هذا التحالف اليميني الذي بات على قادرا على تشكيل اكثر حكومة متطرفة في تاريخ دولة الكيان ، والذي لا يؤمن بوجود لا ارض اردنية ولا ارض فلسطينية .
السؤال الاهم ماذا يعنينا نحن في الاردن هذا المشهد وهل يؤثر علينا ام لا ؟؟؟
في مقابلة تلفزيونية اجريتها مع المفكر السياسي الكبير المرحوم عدنان ابو عودة عام 2019 وعندما كان نتنياهو على راس السلطة في دولة الاحتلال ودوناد ترامب في البيت الابيض وكانت ” صفقة القرن ” العنوان الابرز لمشهد الشرق الاوسط برمته قال لي ما يلي ( اخشى ما اخشاه ان تاتي قيادة فلسطينية ” تشرعن ” وتسوق مشروع الوطن البديل !!!
هل من الممكن ان يحدث هذا الامر ؟
ومن هي تلك القيادة التى كان يعنيها ” ابو السعيد ” رحمه الله ؟؟؟
Rajatalab5@gmail.com