عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
شركة الفوسفات تسند المجتمعات المحلية .. هذا الامر ليس غريباً بل انه مألوف والجديد الذي جعلني أتوقف عنده ذلك هو ان الفوسفات في عهدها المتميز الان اعادت النظر لصالح ان تكون المسؤولية الاجتماعية صائبة ومدروسة وان تخدم الرؤية الوطنية للشركة، وتحافظ على اموالها ، وفي نفس الوقت تدشن علاقات مميزة مع المجتمعات المحلية و خاصة في الجنوب، حيث ميدان عمل الشركة ونشاطها وتنميتها ..
سآخذ مقطعا مما انجزته الشركة اخيراً واتوقف عنده.. فالدعم الاول هو انشاء طريق يربط الشيدية بمدينة معان ويستهدف اعادة تأهيل الخط واختصاره ليكون على مسافة اقصر، اذ ان معظم الشارع يتم تأسيسه مجددا بطول 17 كم ليصل الى مثلث معان وهو يختصر المسافة المستهدفة بنحو 20 كم، ويمكن السكان المحليين في اطراف معان وبواديها ونجوعها ومضارب البدو حولها من التواصل معها بسلاسة وامان وسرعة، وقد تعهدت الشركة بعد اطلاع رئيس مجلس الادارة البروفيسور محمد ذنيبات والرئيس التنفيذي المهندس عبد الوهاب الرواد على المخططات واقرارها تغطية الكلفة الكاملة وبمواصفات وزارة الاشغال..
ظلت الادارة الجديدة تؤمن بالمشاريع التي يستفيد منها العموم والاغلبية، وليست المساعدات التي تأخذ الطابع الخاص او الضيق، فالطريق هذا كان ضروريا للسكان ولخدمة اهداف التنمية، ولذا لم تتردد الادارة في المتابعة وطلب التنفيذ وطرح العطاء الذي بدأ..
وهذا المشروع ليس الوحيد فقد جاءت قائمة عدة مشاريع اخترت ان اذكر ما اعتقد انه الاهم خاصة مساعدة البلديات المحلية وأولاها بالمساعدة بلديتي الحسا والسلطاني.. اذ جرى توقيع اتفاقيتين مع البلديتين والفوسفات من اجل تحسين الخدمات فيهما، ومع وجود البلديتين في منطقة عمل الشركة الا انهما ظلا يعانيان تراجع الخدمات ومن المامول الآن ان تسد ثغرات عديدة في الخدمات، كما صرحت ادارة الفوسفات.. وكما اكد رئيس بلدية الحسا خالد الحجايا وبلدية السلطاني عيد الحجايا الذين قدما الشكر واثنيا على مبادرة الفوسفات التي قال عنها الدكتور الذنيبات انها تأتي في سياق تحقيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية وترجمة هذه المسؤولية بمسؤولية على ارض الواقع لتعميم النفع لكل المواطنين في البلديتين ..
وخدمة مفهوم التنمية الشاملة في منطقة البادية الجنوبية، الذنيبات كشف ان الفوسفات اعادت بناء تصوراً اكثر ايجابيا وشمولا ونفعا لمفهوم المسؤولية الاجتماعية التي تقوم به الشركة لتلمس قطاعات من المواطنين اثار ذلك.. فالمساعدات لم تعد تصرف ارتجالا او لدوافع محددة او ضيقة، بل انها تقوم على أسس من الشفافية والتعميم والحوار مع القطاعات التي يتم دعمها..
لعل هذا النموذج مع بلديتي الحسا والسلطاني يقدم نموذجا على رغبة شركة الفوسفات بتطوير وتعزيز شراكاتها على البلديات في المملكة وخاصة في الجنوب باعتبار البلديات وحدات اجتماعية اساسية في بناء المجتمعات..
اما النموذج الثالث الذي استوقفني ويشير الى التنوع في المسؤولية الاجتماعية في الشركة فهو اسناد الفوسفات لجمعية الاغاثة الطبية العربية بيومين طبيين مجانيين في الجفر والشيدية، وهي مهمة ناجحة تدعوني للمطالبة بتعميمها بشكل اوسع في بلديات اخرى في الجنوب وغيره، وان تعم الخدمة محافظة معان التي تنتشر حولها كثير من المواقع والتجمعات السكانية وخاصة في مجال الخدمات الطبية التي قد لا تتوفر في المراكز الصحية الموجودة، وفي تخصصات كطب الاسنان والعيون والنسائية وطب الاسرة والطب العام وتقديم انواع من الادوية المجانية واجراء الفحوصات المخبرية اللازمة ذات الكلفة او التي لا تتوفر..
هذه المهمة امتدحها واثنى عليها الوزير السابق عوني البشير رئيس الجمعية الانمائية الطبية العربية واعتبرها نموذج يجب تعميمه وتوسعة دورها، وهي تصب في صلب المسؤولية الاجتماعية التي ترفد جهود القطاعين العام والخاص ليكون توزيع التنمية عادلا ودائما ، واعتبر ان ذلك عملا رياديا يسجل لشركة الفوسفات في اطار ما وصفه بالمستوصف الجوال للمناطق النائية ، وهو بذلك يفتح مشروعا رياديا يمكن ان تنخرط فية شركات وبنوك ومؤسسات ليعم قرى المملكة والاماكن النائية فيها، والتي هي بحاجة الى مثل هذه الخدمات لتصل بها الى بيوت المواطنين وحيث تجمعاتهم..
المشروع الذي اكتب عنه تضمن الآن حافلتين طبيتين مجهزتين بأحدث المعدات الطبية وباشراف فريق طبي متكامل ومميز وفي مختلف الاختصاصات وقد غطت شركة الفوسفات كل الكلف والنفقات ، وقد عكس المجتمع المحلي المخدوم في الجفر والشيدية الشكر والتقدير لهذه المبادرة على السنة الكثيرين منهم ممن استفادوا والاخرين الذين رأوا التجربة وعاشوها لأول مرة..
الفوسفات التي انجزت الكثير في سنواتها الاخيرة على صعيد الارباح والتوسع وعقد الاتفاقيات مع الشركات الاجنبية وفتح الافاق لصناعة اشتقاقية واضافية اخرى تنقل الفوسفات الى مرحلة جديدة من الانجاز والتصنيع واغناء منتجات الشركة وشركاتها، “فالنجاح يقود الى النجاح دائما” هذا هو الشعار الجديد الذي ترفعه الفوسفات الآن وهي تعد بالكثير من المكاسب القادمة..