لم يرشح الكثير عن نتائج عملية لزيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للسعودية والمحادثات التي عقدها مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. والحقيقة، بحسب مصادر ديبلوماسية عربية مواكبة، ان المحادثات التي بدأت بين اوباما والملك عبدالله في حضور عدد محدود من المسؤولين السعوديين حفلت بمناقشات مستفيضة لواقع العلاقات الاميركية – السعودية، وللسياسة الاميركية في المنطقة، ولا سيما في ما يتعلق بالقضايا التي تهم المملكة العربية السعودية، وأهمها: عملية السلام الفلسطينية – الاسرائيلية ثم تطور المفاوضات بين ايران والاميركيين بالتوازي مع المفاوضات المعلنة الدائرة مع مجموعة ٥+١، والموقف الاميركي من الصراع الدائر في سوريا، فضلاً عن الموقف من النظام المصري الجديد. اما الملف اللبناني فحضر في سياق البحث في الوضع السوري.
ولعل العنصر المهم في المحادثات ان تفاصيل التفاهمات التي تمخضت عنها بقيت طي الكتمان وفقاً لاتفاق الطرفين. وبحسب المصادر الديبلوماسية، لم يتطرق الحديث عن لبنان الى الاستحقاق الرئاسي إلا سطحياً، لكن الطرفين اتفقا على أن تهدئة الأوضاع اللبنانية الداخلية، وإن بتسويات يبقى أفضل من الانزلاق المتدرج.
بالنسبة الى ايران، عرض الطرف الاميركي تفاصيل المفاوضات الدائرة حول البرنامج النووي الايراني على قاعدة ان عدم الاتفاق يبقى أفضل من اتفاق سيىء مع طهران. من هذا المنطلق شدد الاميركيون على انهم لن يقبلوا باتفاق يؤدي الى تحول ايران دولة نووية بقدرات عسكرية مقنعة.
على صعيد السياسة الايرانية في المنطقة، تشير المصادر الديبلوماسية العربية نفسها، الى ان الاميركيين يدركون حجم المخاوف العربية من تغلغل ايران في المشرق العربي من العراق الى لبنان وفلسطين، لكنهم لم يقدموا اجابات صريحة عن سياسة الولايات المتحدة في العراق، واسباب استمرار دعمهم لحكومة نوري المالكي المتحالفة مع ايران في شكل شبه علني. وهنا كانت اسئلة سعودية الى فريق الرئيس الاميركي عن استعداد واشنطن للضغط بهدف قيام حكومة وحدة وطنية في العراق بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة. ولم يقدم الاميركيون اجابات حاسمة وتنفيذية.
بالنسبة الى سوريا، يبدو أن الفريقين اتفقا على زيادة دعم المعارضة وبالتحديد “الجيش السوري الحر” بقدرات عسكرية اكثر فاعلية، وبالفعل انتزع السعوديون من الرئيس أوباما موافقة مبدئية على تزويد المعارضة وسائل دفاع جوي على ان تقترن برقابة مشددة. وهذا بالفعل تطور نوعي.
بالنسبة الى مصر اكدت المصادر نفسها ان اوباما وافق على مباشرة حوار معمق مع القيادة المصرية الجديدة من أجل اعادة العلاقات الى عهدها السابق.
بناء على ما تقدم تستنتج المصادر الديبلوماسية العربية ان العلاقات الاميركية – السعودية شهدت نقلة نوعية في ساعات قليلة. فهل يَصدُق الأميركيون؟
ali.hamade@annahar.com.lb