عروبة الاخباري _ كتب سلطان الحطاب.
يصل الرئيس محمود عباس إلى عمان اليوم مجدداً وهي الزيارة التي سيضعه فيها الملك عبدالله الثاني في صورة اجتماعاته مع ولي العهد السعودي قبل وصول الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة ، حيث يلتقي العديد من القادة العرب وغيرهم في السعودية كما أعلن..
كنت التقيت يوم الجمعة الماضي الرئيس محمود عباس في مكتبه بالرئاسة في رام الله، وقد أثنى الرئيس عباس على الموقف الأردني واعتبره أوضح المواقف َاصلبها في التمسك بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني فيما يتمثل في حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين العتيدة،..
الرئيس عباس لم يخف امتعاضه من السياسة الإسرائيلية والأمريكية حيث جرى مصادرة كل أفق سياسي ولم تترك هذه السياسات المتماهية اي فرصة او شريك للسلام، فقد اغرت السياسات الأمريكية غير الحاسمة والمؤيدة لإسرائيل اليمين الإسرائيلي لمواصلة نهجه المدمر دون رادع..
الوعود الأمريكية التي جرى الحديث عنها بعد رحيل ترامب لم يتحقق منها الكثير.. بل بقيت الأوضاع كما كانت عليه ، فمكتب المنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية لم يفتح حتى الآن، وما زال الكونغرس يدرج اسم المنظمة في قوائم الإرهاب رغم أن الإدارة الامريكية تتعامل مع القيادة الفلسطينية ومع الرئيس محمود عباس الذي يلتقي الرئيس الأمريكي بايدن في بيت لحم حين وصوله إلى المنطقة كما هو مقرر..
الرئيس الذي وجدته بصحة جيدة وعافية وبمزاج رائق اطمئن على الأوضاع في الأردن وأثنى على السياسة الأردنية ، وقال أننا نقارع السياسة الإسرائيلية والأمريكية والكورونا حتى الان، وأن المنطقة ما زالت متوترة جداً بفعل نهج اليمين الإسرائيلي وسياساته التوسعية والعدوانية..
تحدث الرئيس عباس عن اهتماماته بالشؤون الدينية المسيحية أيضا في سياق تذكيره بإنجاز كتابي عن القدس العربية المسيحية بعد انجاز كتاب القدس الإسلامية ، وقال أنه مهتم بذلك وأن السياسات الإسرائيلية تستهدف عرب القدس الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ، وأنه يعمل على تعزيز صمودهم في وطنهم والتصدي للسياسات الاقتلاعية الإسرائيلية ، وفي السياق كان الدور الملموس للسلطة الوطنية وتوجيه الرئيس محمود عباس لاعمار كنيسة المهد في بيت لحم، وهو الاعمار الذي شارف على الانتهاء وأقرت الهيئات والمنظمات الدولية بما فيها اليونسكو بدقته وأهميته ، وبالتالي اخراج كنيسة المهد أهم الكنائس المسيحية المشتركة حيث ولد المسيح في المغارة من قائمة الأماكن ذات الحالة الخطرة إلى قائمة الأماكن ذات الوضع الجيد ، وقد تابع الرئيس ولسنوات اعمار هذه الكنيسة وسقفها الذي أعيد ترميمه بعد أن كانت المياه تتسرب منه، كما جاءت اسهامات السلطة المادية عالية من أصل مبالغ ترميم بلغت (15) مليون دولار ، وساهمت فيها جهات كنسية ودولية ، وأشرف عليها فلسطينيون لديهم خبرات جيدة أقرت بها هيئات دولية، لتعود مواقع الكنيسة إلى ما كانت عليه من قبل حيث أكد الرئيس أنه كان دائما في الحوار يبين الكنائس العديدة الشريكة ككنيسة القيامة وقد كانت ترتضي تدخله ودوره في الوئام والمصالحة وتشكيل الهيئات المشرفة أثناء عملية الترميم التي لم تكن سهلة..
وفي هذا الامتداد كانت مساهمة الرئيس عباس باسم السلطة الوطنية ومنظمة التحرير والصندوق القومي الفلسطيني في ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة، حيث ساهمت اطراف دولية وكنسية في الأردن أيضا من خلال ما قدمه الملك عبدالله الثاني .. وأثنى الرئيس عباس على الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية ، وقال أنها قامت بتشجيعنا وتجددت بموافقتنا أيضا حيث وقعت على اتفاق مع الملك عبدالله الثاني في اذار عام 2013 على تجديد الوصاية ، ونحن نريد ذلك ونرغب، ولا علاقة للآخرين الذين حاولوا أن يحشروا أنفسهم في هذا السياق ويطالبوا أن يكون لهم الدور في ذلك..
وقال أننا نثق بالأردن ومواقفه الواضحة وحرصه المستمر أن نكون في الصورة المشتركة دائما، مذكراً بأن للأردن الفضل أن يكون الفلسطينيون مستقلون في وفد التفاوض منذ مفاوضات الكرادور في واشنطن حيث كان الاصرار أن يكون وفدان أردني وفلسطيني وليس وفداً واحداً ذاكراً دور الدكتور عبدالسلام المجالي في هذه القضية تحديداً، وبذله جهوداً ملموسة لتحقيق ذلك..
زيارتي للرئيس عباس جاءت على خلفية تكريم المناضل الراحل سعد المجالي حيث استقبل الرئيس نجله تميم وقريبه عبد الحي المجالي حيث جرى تسمية شارع في مدينة أريحا باسم سعد المجالي ابو تميم بحضور محافظ اريحا ورئيس البلدية وجمع غفير..
وكانت القيادة الفلسطينية قد أقامت موقع للعزاء في رام الله حيث أمّ العزاء رئيس الوزراء الدكتور اشتية وقادة الأجهزة الأمنية المدنية والعسكرية، ووزراء وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، كما أقام وزير الداخلية الفلسطيني الجنرال زياد هب الريح مأدبة للمعزين شملت ثلاثمائة شخص..
لقد كان لاهتمام بالراحل كبيراً وكان قذ أشغل رتبة وزير وعمل محافظا في الداخلية الفلسطينية، ويجدر انه كان قد التحق بصفوف الثورة الفلسطينية منذ أكثر من ثلاثين سنة بعد أن تخرج من الكلية العسكرية في الباكستان ليعمل في إدارة مطار غزة، ويكون في تأسيس وزارة الداخلية الفلسطينية بداية ..
غادرت رام الله وأنا أستغرب التهافت الإسرائيلي الكاذب الذي كان يدس الاشاعات حول صحة الرئيس عباس حيث تعمل الماكنة الاعلامية الإسرائيلي على شيطنة القيادة الفلسطينية وبث الاشاعات الكاذبة عن صحة الرئيس، والادعاء بعدم وجود شريك في حين أن اليمين الإسرائيلي هو الذي يهرب من أي استحقاقات لعملية السلام، ويذهب باتجاه تفجير الأوضاع ، وقد أقدمت حكومة (بنيت) أخيرا على حل الكنيست باستقالة بنيت نفسه وما قد تحمله الأيام القادمة من مضاعفات ما زال الشعب الفلسطيني وقيادته تتصدى لها بعنفوان ووعي وبتجنيد لمقاومة شعبية فاعلة وواسعة..
مع الرئيس عباس في مكتبه
12
المقالة السابقة