عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
تشاغب إسرائيل على زيارة الرئيس الأمريكي بايدن المزمعة إلى رام الله ولقاء الرئيس محمود عباس بكل الوسائل ، لأن في الزيارة تأكيد أمريكي على حل الدولتين كما قالت المبعوثة الأمريكية وهي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي “باربر اليف ” ونائبها هادي عمرو..
الشغب الإسرائيلي يتنوع ويستهدف وضع العقبات في وجه الزيارة وخاصة الجزء المتعلق بزيارة رام الله .. وتهرب إسرائيل من استحقاقات الزيارة فلسطينيا بنشر اشاعات تتعلق بصحة الرئيس وبما تسربه من أخبار عن صراع في القيادة الفلسطينية ، وعن انقسامات وينشط الاعلام الإسرائيلي عشية زيارة بايدن في شيطنة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس واظهاره أنه يحرض على المقاومة والصدامات وان الاستنكار الذي يعلنه مجرد أقوال لا دلالات لها..
يدرك الرئيس عباس بحكم خبرته بانماط السلوك للمسؤولين الإسرائيليين وإدراك ايدلوجيتهم في اليمين الذي يحكم الان، ويحكم من خلاله المستوطنون هشاشة الحكومة الإسرائيلية وكذبها وتهربها وهدم كل فرصة يمكن أن تبزع منها الدولة الفلسطينية العتيدة التي أقرتها الأمم المتحدة..
ورغم سياسة “عض الأصابع” البشعة التي تمارسها إسرائيل ضد السلطة ورئيسها، وحملة التحريض التي لم تتوقف فإن الرئيس عباس يقبض على “جمر” الموقف الفلسطيني الثابت والملتزم بالسلام وحل الدولتين، ويُحمل الولايات المتحدة التباطؤ وإضاعة الوقت لصالح إسرائيل التي تسكت الإدارة عن ممارساتها التي كانت في زمن الرئيس السابق ترامب وما زالت قائمة حتى الآن ، رغم الوعود التي أطلقتها إدارة بايدن..
هناك استحقاقات ذكرها أبو مازن تحت عنوان إزالة الاحتلال ، فالفلسطينيون لا يتطلعون الى تحسين أوضاع أو مكاسب مؤقتة أو مساعدات مالية ، وإنما أنهاء الاحتلال ورحيله وإلى إقامة دولتهم المستقلة التي أقرتها الشرعية الدولية في قرارات متلاحقة ما زالت إسرائيل تصادرها وتدير الظهر لها..
طالب الرئيس عباس الوفد الأمريكي الممهد لزيارة بايدن بوقف التصعيد الإسرائيلي في القدس وفي المسجد الأقصى الذي لا ينازع الفلسطينيين فيه أحد، كما طالب بفتح القنصلية الامريكية في شرق القدس والتي عطلت إسرائيل فتحها في محاولة منها جعل السفارة الإسرائيلية المرحلة الى القدس منذ زمن ترامب هي المرجع ، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون كما رفضوا ضم القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل..
كما طالب الرئيس من الوفد فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وشطب اسم المنظمة من سجل الإرهاب والدخول في مفاوضات حقيقية على أساس حل الدولتين بضمانات دولية ، وقد دعا الى حماية الشعب الفلسطيني وصيانة مصالحه ، وقد حذر الرئيس عباس من أنه ستكون هناك إجراءات فلسطينية فورية لحماية الشعب الفلسطيني ومصالحه وصموده على أرضه ورفض اقتلاعه وكل أساليب التعامل معه التي تمارسها إسرائيل..
كان الرئيس في زمن سابق قد وضع سقفا هو شهر أيلول سبتمبر القادم لسحب الأعتراف الفلسطيني بإسرائيل ووقف كل اشكال التعامل معها، وهو وقت كاف ليتدبر المجتمع الدولي مواقفه وكذلك الإدارة الامريكية التي عليها أن تعيد النظر في مواقفها من دعم الاحتلال الإسرائيلي وجعل إسرائيل دولة فوق القانون..
إسرائيل تصعد وهي تبحث عن شريك في التصعيد يمكنها من الهروب للأمام واخفاء خططها أو تبريرها ، وهذه الخطة يقف لها الرئيس عباس بالمرصاد ويفضحها ويطالب المجتمع الدولي الالتفات إليها وعدم الكيل بمكاييل مختلفة حينما يتعلق الأمر بغير الفلسطينيين..
قد تتأخر زيارة بايدن وقد تجهضها إسرائيل بقرارات وممارسات قادمة تفضي إلى انفجار الصراع بشكل واسع، وهذه مسألة حذر منها الرئيس أبو مازن وابلغ الأردن بذلك وأطراف عربية ودولية عديدة.. فالاسرائيليون الذين يعيشون أزمة داخلية في حكومتهم وفي تركيب المجتمع الإسرائيلي الذي يهيمن عليه اليمين تعمل على تصدير ازمتها وهذا التصدير يتطلب سياقا من العدوان، وخوض حرب أو التوسع في العدوان لفرض وقائع جديدة تستهدف السلطة الفلسطينية والأردن أيضا..
سياسة “عض الأصابع” مستمرة .. فهل يصل الرئيس بايدن ليطفئ الحريق الذي تعمل إسرائيل بكل الوسائل لاشعاله؟ أم سيأتي بعد ذلك؟ ومع ذلك حين تستمر السياسة الأمريكية تتماهى مع الإسرائيلية وهو الموقف الذي عبر عنه الرئيس أبو مازن بوضوح أن لدى الشعب الفلسطيني الصامد الكثير من البدائل، وأن الانشغال يجب أن يكون في عملية سلام حقيقية وليس إشاعة صحته…
أبو مازن: إزالة الاحتلال هو الهدف!!
16