عروبة الإخباري – انطلاقاً من أن وحدة الشعب الفلسطيني هي الركيزة الأساسية لمجابهة الاحتلال، وصولاً إلى حقوقنا المشروعة وفي مقدمتها حقنا في تقرير المصير والعودة والاستقلال. وانطلاقاً من أن استمرار الانقسام، وحالة التشرذم القائمة في الساحة الفلسطينية هي المعيق الأساسي والأول نحو هدفنا في دحر الاحتلال، واستناداً إلى وثيقة الاستقلال الصادرة في العام 1988، في دورة المجلس الوطني المنعقدة في الجزائر، وايماً منا بأن الجزائر هي أم البدايات وهي الحاضنة التي انبتت بدايات الثورة الفلسطينية الحديثة، وأن الجزائر هي القادرة على اخراجنا من حالة الانقسام الذي نعتبره “إعلان بلفور 2” في تبعاته القاتلة على المشروع الوطني الفلسطيني، فإننا وفي هذا اليوم الأثنين الموافق 23 من شهر أيار/ مايو من العام 2022، قد اجتمعنا في “بيت فلسطين” في مدينة نابلس، وأطلقنا هذا النداء من أجل إنهاء الانقسام، طالبين فيه أن تقدم الشقيقة الجزائر كل ما تستطيع من جهد لإنهاء الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني.
إننا في فعاليات محافظة نابلس، ومعنا ممثلين عن جميع المحافظات الفلسطينية، وأيضاً ممثلين عن التجمع الوطني للمستقلين، وممثلين عن هيئة النوايا الحسنة لإنهاء الانقسام، وفعليات حزبية وأهلية عديدة، ومن هذه المدينة التي كان لها شرف قيادة الاحتجاجات الأولى ضد إعلان بلفور في الثاني من نوفمبر من العام 1917، وكانت وما زالت تقود النضال الوطني الفلسطيني منذ ذلك التاريخ، ومن بيت فلسطين المقام على أهم كنيسة بيزنطية عمرها لا يقل عن 1800 عام، تؤكد حقنا في هذه الأرض، ونحن في بيتنا “بيت فلسطين” من على قمة جبل جرزيم الشامخ، حيث يسكن منيب رشيد المصري، صاحب أول قضية تم رفعها ضد حكومة بريطانيا في المحاكم الوطنية، على إصدارها لإعلان بلفور المشؤوم ، نقول بأننا، ومع كامل تقديرنا لكل الجهود العربية والإقليمية الهادفة إلى لم الشمل الفلسطيني وإنهاء الانقسام، نفوض دولة الجزائر الشقيقة للعمل على هذا الملف الوطني بامتياز مدركين أن الشقيقة الجزائر ستنجزه بما يضمن الوحدة الوطنية، بحكم أنها لا يمكن لها أن تعتبر القضية الفلسطينية ورقة للمساومة من أجل تحقيق مكتسبات على حساب قضية العرب الأولى.
نحن مطلقي هذا النداء نناشد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، بناءً على ما تم الاتفاق عليه في اتفاق مكة الذي كان قبل الانقسام في شباط 2007، مروراً بكل الاتفاقيات التي اعقبته مثل الورقة المصرية 2009، واتفاق القاهرة 2011، واتفاق الدوحة 2012، واتفاق الشاطئ 2014، واتفاق القاهرة 2017، واجتماعات القاهرة 2021.
وأيضاً وبمناسبة زيارة المحامي البريطاني بن أمرسون وهيئة المحامين المساعدين له لبيت فلسطين، من أجل استكمال الملف لرفع قضية أمام المحاكم البريطانية لإبطال إعلان بلفور، والطلب من حكومة بريطانيا تقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني على ما الحقته من ضرر مادي ومعنوي لعموم الشعب الفلسطيني أساساً، ولكل من تضرر من هذا الإعلان، فإننا نؤكد على أهمية مواصلة هذا العمل الوطني والأخلاقي الذي يقوده السيد منيب المصري لما له من أهمية في خلخلة الأساس الذي قامت عليه دولة الاحتلال.
وإذ نعي تماماً أهمية إنهاء الانقسام وأهمية خلخلة الأساس الذي قامت عليه دولة الاحتلال تأسيساً على إعلان بلفور الغير أخلاقي والغير قانوني، فإننا نؤكد مرة أخرى في ندائنا هذا على بارقة الأمل وطاقة الفرج الجديدة التي فتحتها لنا الجزائر الشقيقة بسعيها لإنهاء الانقسام. وفي ذات الوقت نؤكد على أهمية مواصلة الجهود الهادفة إلى مقاضاة بريطانيا لإصدارها إعلان بلفور، ونعتبر أن إنهاء الانقسام وإلغاء إعلان بلفور مهمتان يحملان دلالات وطنية كبيرة ويشكلان أساساً لإعادة الانطلاق نحو تحشيد كل تناقضاتنا الداخلية باتجاه التناقض الرئيسي مع الاحتلال ومن يقف بصفه ومن يدعمه ويطبع معه.
نداء نابلس لإنهاء الانقسام وتفويض الجزائر بهذه المهمة الوطنية
4
المقالة السابقة