عروبة الإخباري – أعلنت السلطات الصحية إنه تم اكتشاف أربع حالات جديدة لمرض جدري القرود الفيروسي النادر في إنجلترا.
وكانت بريطانيا قد أعلنت عن حالتي إصابة في السابق .
وتقول وكالة الأمن الصحي البريطانية إن التحقيقات جارية للكشف عن وجود رابط بين الحالات الأربع الأخيرة.
ووفق موقع “يورونيوز”، فإن جدري القرود مرض فيروسي نادر يشبه مرض الجدري الذي يصيب البشر، وتم إعلان القضاء عليه عام 1980، ورغم أن أعراضه أخف كثيرا من أعراض الجدري إذ يشفى معظم المصابين في غضون بضعة أسابيع، فإنه قد يكون مميتا في حالات نادرة.
وسجلت بريطانيا أول إصابة لشخص عاد من نيجيريا إلى المملكة المتحدة قبل أقل من أسبوعين، حيث تلقى الرعاية داخل وحدة للحجر الصحي في إحدى مستشفيات لندن.
ما هي الأعراض ؟
تبدأ الأعراض عادة بمزيج من الحمى والصداع وألم للعضلات، وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق وتورم الغدد اللمفاوية. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الأعراض الأخيرة (تورم الغدد اللمفاوية)، هي التي تساعد الأطباء عادة على التمييز من جدري القدرود والجدري (جدري الماء).
فبمجرد الأصابة بالحمى، يظهر طفح جلدي هو العلامة الرئيسية لجدري القرود، ويبدأ بالتطور بعد يوم أو ثلاثة أيام، وغالبا ما تبدأ على الوجه ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وقد يتراوح عدد التقرحات من عدد بسيط إلى الآلاف، وتمر تلك التقرحات من طفح مسطح إلى طفح مليء بالسوائل ودمل، ثم بثور يليها الجرب في مرحلة أخيرة، قبل أن تسقط في النهاية.
أصل تسمية “جدري القرود”؟
اكتشف جدري فيروس القرود أول مرة سنة 1958، عندما تفشى مرض يشبه الجدري من قرود يحتفظ بها لغرض إخضاعها للبحوث العلمية، ومن هنا كان أصل الإسم.
ولكن بحسب منظمة الصحة العالمية فإن القرود قد لا تكون المصدر الرئيسي لتفشي المرض، رغم أن القوارض هي الأكثر احتمالاً للإصابة به، مثل أنواع من السناجب والقرود والجرذان، وقد عثر على أدلة لإصابات منها في إفريقيا.
أين عثر على “جدري القرود”؟
تؤدي الإصابة بجدري القرود إلى تفشي المرض لدى البشر أساسا في مناطق الغابات الاستوائية الكثيرة الأمطار وسط إفريقيا وغربها، ولا يلاحظ هذا المرض عادة في أوروبا.
وكانت جمهورية الكونغو الديمقراطية أول بلد يشهد إصابة بهذا المرض سنة 1970، حينها تم الإبلاغ عن حالات في أحد عشر بلد إفريقي، منها السودان والكاميرون ونيجيريا وإفريقيا الوسطى. واكتشف المرض أول مرة في الولايات المتحدة سنة 2003 عندما تم استيراد ثديات.
دواعي الإصابة “بجدري القرود”؟
تكون الإصابة عن طريق التقاط الفيروس عن طريق لدغة أو خدش من حيوان مصاب، أو عن طريق تناول لحوم حيوانات تعيش في الأدغال، أو لمس إنسان مصاب أو لمس فراش ملوث لشخص مصاب أو لمس ثيابه.
ويدخل الفيروس إلى الجسم عن طريق الطفح الجلدي أو الجهاز التنفسي، أو الأغشية المخاطية (العينان أو الأنف أو الفم). ويعتقد أن انتقال العدوى بين البشر يحدث أساسا من خلال القطرات المنبعثة من الجهاز التنفسي، والتي لا يمكن أن يتجاوز مداها بضعة أقدام، لذلك فإن إمكانية الإصابة واردة إذا كانت المسافة وجها لوجه قريبة جدا.
هل هو مبعث للقلق؟
تقول وكالة الأمن الصحي البريطانية إن خطر انتشار مرض جدري القرود بين الناس نادر جدا، وإذا حدث، فعادة ما تكون الإصابة خفيفة ومعظم الناس يتعافون منه خلال أسابيع قليلة.
لكن بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فإن جدري القرود يسبب الوفاة بنسبة 11% من المصابين، مقارنة بنحو 30% للمصابين بالجدري، وذلك رغم أن أعراض جدري القرود هو أكثر اعتدالا من الجدري نفسه.
ونسبة الوفيات بحسب المنظمة هي أعلى في صفوف الأطفال والشباب، ومن بين هذه الفئة فإن الذين يعانون من نقص المناعة معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالأمراض الخطيرة.
العلاج والوقاية
لا يوجد علاج محدد لجدري القرود، إذ أن المرض عادة ما يختفي من تلقاء نفسه، ولكن يعتقد أن التطعيم ضد الجدري فعال للغاية، وبما أن القضاء على الجدري قد مر عليه 40 عاما، فإن الجيل الأول من لقاحات الجدري لم تعد متاحة لعامة الناس.
لذلك تمت الموافقة على لقاح جديد طورته “بافاريان نورديك” للوقاية من الجدري وجدري القرود، وذلك في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، تحت الأسماء التجارية التالية: “إيمفانيكس، و”جينيوس”، و”إيمفامون”، كما يتم كذلك تطوير مضادات للفيروسات.