عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
لسنا بحاجة الى خبراء لنعرف ان التصعيد قد بدأ في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وقد أخذ اشكالا عديدة مختلفة، وانه تجاوز الخط الاخضر فالتنبؤات صدقت واسرائيل تعلم ذلك وقد حذرت وكذلك الفلسطينيون الذين حذرت قيادتهم من ان الأمر قد زاد عن حده، وان الممارسات الاسرائيلية الاستفزازية لم تترك مسارب آمنة يمكن ان يسلكها الفلسطينيون حين ضيّقت عليهم اسرائيل اسباب العيش بالاستيلاء على اموالهم المتأتية من الضرائب التي يدفعونها، و حين بلغت ذروة ممارسة اعمالها يوم اطلقت النار في وضح النهار على الشباب في الشارع في نابلس واردتهم على مشهد من الناس وبشكل سافر و دم بارد..
نعم التصعيد يزداد ولم يعد يفيد في مواجهته الكلام ولا المؤتمرات العربية التي يجري اخراجها بإتقان اسرائيلي في النقب وشرم الشيخ واماكن اخرى لتظهر اسرائيل انها مؤيدة من حزام عربي..
الجديد الخطير الذي دخل على الخط في العمليات الاخيرة المتعددة هي نسبة بعضها الى “داعش” وهذا الأمر قد يريح اسرائيل لأنها تريد استثماره والاختباء خلف هذا الاسم لتوهم العالم ان الذي يقاومها هي “داعش” وان الذي يجري هو ارهاب وليس مقاومة، حتى لا يدينها العالم ويدين احتلالها وممارساتها، فالعالم الذي يدعم المقاومة في اوكرانيا مازال يستنكرها في فلسطين وهذه الحلقة المفرغة لا بد من كسرها اخيرا فإلى متى تستطيع اسرائيل ان تبقي احتلالها دون مقاومة او حتى اي نقاش او مفاوضات جادة لإزالته، فهي تريد من المفاوضات تكريسه وتريد من الوساطات ابقاؤه واحتواء المقاومة وحتى ادانتها ولصقها لغير عناوينها ..
اسرائيل تقوم من خلال قادتها بزيارات مكوكية وخاصة للاردن حيث زيارة وزير الحرب ووزير الخارجية ورئيس الوزراء وحتى رئيس الدولة.. وقد قام جلالة الملك بلقاء القادة الاسرائيليين كما زار رام الله والتقى الرئيس عباس في محاولات لاحتواء التصعيد الذي قد يزداد في شهر رمضان و قد تنفجر له ساحات اوسع و اشمل… فهل ستنجح الزيارة الملكية امام التصنيف الاسرائيلي لها في ان تخدم الزيارة رؤيتها رغم ان هدف الزيارة مختلف، وهو مساعدة القيادة الفلسطينية وتأكيد مواقفها..
الزيارة الملكية تجهض اسرائيل هدفها وتقفز على معطياتها، فالاردن لن يلتحق بالتحالف العربي الابراهيمي الاسرائيلي لاعتبارات عديدة وطنية وداخلية واردنية ولطبيعة الموقف الاردني الداعي بجدية لحل الدولتين وليس لمجرد التسمية، والرافض لصفقة القرن والمحذر من استمرار نهج ترامب في الصراع.. التحالف العربي الاسرائيلي ذهب بعيدا والتصعيد يأتي ردا عليه وعلى المواقف الاسرائيلية المستهدفة بحقوق الشعب الفلسطيني والتي تعمل على تهميش ودحر القضية الفلسطينية..
ما يقدمه الرئيس عباس مهم وما يقوله الآن اكثر أهمية، فهو أهم وآخر المعتدلين الذين يرون كيف يمكن ان يبدأ الحل فلماذا لا يجري دعمه؟ ولماذا لا يستمع اليه؟ وهل يستطيع اسرائيل ان تجد غيره حريصا على السلام؟.
انه يمثل شعبه ولا يجوز لإسرائيل ان تغفل ذلك او ان تفكر في حشر القيادة الفلسطينية في جوفة القيادات العربية التي تقرّ العمل الاسرائيلي ولا تجرؤ على نقده او الوقوف في وجهه..
ان لقاء النقب و كل المحاولات الاحتوائية التي تتم برغبة اسرائيلية او بغيرها لن تخلص الفلسطينيين من الاحتلال، ولذا لم يبق أمامهم إلا المقاومة وهم يعلمون كلفة ذلك وخطورته.. وعلى الذين لا يريدون ذلك من العرب، سواء عرب اسرائيل او غيرهم ان يلقوا بعصاهم لترى ماذا هم فاعلون أمام ارهاب الدولة الاسرائيلية وتزويرها للحقائق..
ليس هكذا يحتوى التصعيد..
8
المقالة السابقة