عروبة الإخباري -دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، تل أبيب إلى وقف جميع الإجراءات التي من شأنها “إشعال المنطقة”، وأكد التزام بلاده بأمن إسرائيل وحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
جاء ذلك في تصريحات له عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مكتبه بالقدس الغربية، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية على موقعها الإلكتروني.
وشدد بلينكن على التزام رئيس بلاده جو بايدن بأمن دولة الاحتلال، مذكرا بالتمويل الأمريكي لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية (القبة الحديدية).
وأضاف: “نحن واثقون ومتحدون في قضية التهديد الذي تمثله إيران، وخاصة برنامجها النووي”.
وتابع: “ليس هناك خلاف بيننا (واشنطن وتل أبيب) على الهدف الرئيسي، وهو عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا”.
وتمتلك إسرائيل ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية، وتتهم إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية.
وقال بلينكن إنه أطلع بينيت على وضع المحادثات النووية الجارية في فيينا مع إيران.
وأردف: “باتفاق أو من دون اتفاق، سنواصل العمل مع الشركاء الآخرين للتصدي لمساعي إيران لزعزعة الاستقرار”.
ومنذ أشهر، تجري إيران والقوى الكبرى محادثات لإعادة إحياء اتفاق جرى توقيعه عام 2015، لكن انسحبت منه واشنطن في 2018 وأعادت فرضت عقوبات اقتصادية على طهران.
ووجه بلينكن الشكر لبينيت على ما قال إنها جهود يبذلها لـ”إنهاء العدوان الروسي” في أوكرانيا، وإرسال مساعدات إنسانية وإنشاء مستشفى ميداني في مدينة لفيف غربي البلاد.
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تنفذ روسيا عملية عسكرية في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم عديدة، بينها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية على موسكو.
وقال بلينكن إن واشنطن ملتزمة تجاه الفلسطينيين أيضا.
وتوقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/ نيسان 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن أسرى قدامى وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967.
وأكد أن “الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون المستوى نفسه من الحرية والأمن والاحترام”.
وتابع: “ملتزمون بحل الدولتين. نود أن نرى المزيد من الخطوات مثل تصاريح العمل الممنوحة لحوالي 20 ألف عامل فلسطيني في إسرائيل”.
والأحد، أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان موافقة الحكومة على إصدار نحو 20 ألف تصريح عمل داخل إسرائيل لفلسطينيين من قطاع غزة.
وفي غزة يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في أوضاع متدهورة للغاية؛ بسبب حصار بدأته إسرائيل صيف 2006 وشددته عقب عدوانها الأخير على القطاع في مايو/ أيار 2021.
وأردف بلينكن، الذي سيزور رام الله في وقت لاحق الأحد، أن الإدارة الأمريكية متشجعة لرؤية الوزراء الإسرائيليين يجتمعون مع القادة الفلسطينيين.
وزاد بقوله: “تريد إدارتنا إقامة علاقات مع الشعب الفلسطيني وقيادته.. نعمل على زيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بأكثر من نصف مليار دولار منذ أبريل 2021”.
وقال إنه تحدث مع بينيت حول “سبل السماح بعيد فصح (15-22 أبريل) و(شهر) رمضان (يبدأ أوائل أبريل) هادئين في جميع أنحاء إسرائيل وغزة والضفة الغربية، وخاصة القدس (المحتلة)”.
وشدد على ضرورة وقف إسرائيل جميع الأعمال التي من شأنها “إشعال المنطقة”، بما فيها “بناء المستوطنات وعنف المستوطنين وهدم منازل عائلات المدانين بهجمات وترحيل العائلات وغير ذلك”.
ومساء السبت، وصل بلينكن إلى إسرائيل للمشاركة في قمة هي الأولى من نوعها تجمعه مع نظرائه من إسرائيل ومصر والإمارات والبحرين والمغرب.
وتُعقد القمة الأحد والإثنين في أحد الفنادق بكيبوتس (قرية تعاونية) “سديه بوكر” في صحراء النقب (جنوب)، وتركز على “التهديد الإيراني”، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وتتهم واشنطن وتل أبيب وعواصم عربية إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، وهو ما تنفيه طهران وتقول إنها ملتزمة بعلاقات حُسن الجوار.