عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
واخيرا وبعد ان عادت جذوة الشعلة الملكية قامت الزيارة الملكية اليوم الثلاثاء.. لتكون اسنادا و دعما معنويا غاب لفترة طويلة حين ظلت الملكية تعاني غياب الاسناد والتفهم الحكومي..
يرسل الملك في الزيارة رسالة واضحة انه مع صعود الملكية الاردنية ومع تحفيزها واطلاق طاقاتها وتجديد هذه الطاقات مرة اخرى وبشكل فاعل..
لقد تراجعت الملكية الاردنية منذ عدة سنوات بشكل مفجع جعل الكثيرين يتوقعون بوقفها او تصفيتها ولكن الادراك الوطني بضرورة بقاء الناقل الوطني و دعمه وتشجيعه وهو ما كان يؤمن به دائما الملك الراحل الحسين الذي اولى الملكية منذ كانت “شركة عالية” جلّ اهتمامه ومكّنها واسندها.. واليوم يعاود الملك عبد الله الثاني بامساك الملكية الاردنية من يدها لتخرج من كل العقبات بعد ان جاءتها قيادة جادة..
صحيح ان اوضاع الملكية بدأت تتحرك وبدأت كثير من العقبات والحفر والعوائق تعالج او تغيب بفضل الادارة الجديدة الجادة لكن ثمة عقبات اخرى لا تستطيع الملكية معالجتها لوحدها وهي عقبات من صناعة الظروف الموضوعية المحيطة وليس من ظروف الملكية الذاتية، فقد اصبح مقدورا التغلب على كثير من المشاكل الداخلية في الملكية واصلاحها، ونجحت الخطة الموضوعة في انها بدأت في السريان وبدأت تعطي ثمارها لاحداث مغييرات بدأنا نلمسها كمواطنين، وبدأت تنعكس على العاملين وعلى المساهمين وعلى سمعة الملكية نفسها..
صحيح ان شركات الطيران العالمية في معظمها قد واجهت مآزق اقتصادية وتشغيلية نتائج اكثر من سبب وظرف ربما ابرزها انتشار جائحة كورونا وارتباك سوق النقل الجوي والملاحة الجوية والتنقل وفتح المطارات والمدن، ولكن ذلك لم يمنع الملكية من الاصرار لمواصلة دورها خاصة وان قيادة الملكية الاردنية قد صبت خبراتها في تثبيت اركان العمل الأساسية، وانشغلت بالاساسيات لإعادة انتاج الملكية على أسس ناجحة ..
وهنا اتمثل قول المتنبي في سيف الدولة حين كانت الخيل تفزع في الحرب ويقطر الدم منها ولكنه كان يثبتها ويخفف من روعها، فهل بدأ هذا الدور و هل تأتي الزيارة الملكية لتحفز هذا الدور وتتوجه لمرحلة قادمة، اما ما قاله المتنبي فهو:
وَفارِسُ الخَيلِ مَن خَفَّت فَوَقَّرَها في الدَربِ وَالدَمُ في أَعطافِها دَفعُ
الزيارة الملكية توقر الشركة وتشد على يد ادارتها وتبعث فيها الحماسة ورفع المعنويات.. فلا شيء يمنع الملكية التي يتوفر لها الان ادارة جيدة وارادة قوية وخبرة وبنية تحتية مناسبة من أن تنطلق مستفيدة من دروس الماضي ، ومعتبرة مما عاشه العالم من نكوص وتجارب في ان تواصل رحلتها لإظفاء ديونها واحداث التوازن في عملها اليوم، وفتح نوافذ استثمارية جديدة قادرة، ولذا فإنها تتطلع على مساعدة الحكومات الى ضرورة الاسناد بالقدر الذي تسمح به الظروف باعتبار الملكية ناقلا وطنيا مهماً و ضرورة اقتصادية لا يجوز ان تترك للتراجع او مواجهة المشاكل وحدها..
الملكية الاردنية ليست من شركات الطيران العربية او الدولية الباذخة التي تجد دعما كبيرا واسنادا لموازناتها اقرب الى الخيال، ولكنها بالإضافة لاعتمادها على نفسها وامتلاكها لصحة عزيمتها يمكنها ان تبني جسورا من الثقة والاعتماد على النفس في الداخل والخارج وتعود الى ألقها الذي كان لابد من الدعم المعنوي اولا ، والكف عن التجريح المجاني المغرض والقائم من الاشاعات، فقد الحقت مثل تلك الاشاعات الضرر بكثير من شركاتنا ومؤسساتنا قبل ان يثبت ان تلك الاشاعات مغرضة و مستهدفة..
نبارك لسامر المجالي الزيارة الملكية ونعتقد انه سيترجمها عملا وعهدا والتزاما وإنا المنتظرين..
الملك يزور الملكية ويباركها!!
8
المقالة السابقة