عروبة الإخباري – عندما يرحل فيروس كورونا عن عالمنا، ويصبح أثرا بعد عين، وتطوى صفحته، -وهو ما لم يحدث بعد- فليس في العالم أحد سيحزن على رحيله، ولكنّ فراقه، لا يعني أنّ التغييرات التي قمنا بها للتكيف مع الوباء كانت أمرا سيئا!
في مقال نشرته مجلة “تايم” (Time) الأميركية، ونقلته الجزيرة نت، تناول الكاتب جيفري كلوغر 5 ممارسات فرضتها ضرورات الوقاية من انتشار وباء كوفيد-19 قال إنه سيفتقدها بعد زوال الوباء لأنها حسبما يرى ليست سيئة، كارتداء الأقنعة في وسائل النقل العام، والتسوق عبر الإنترنت، وازدياد خدمة الرعاية الصحية عن بعد، وانتهاء المصافحة باليد، ووقف المجيء للعمل مع المرض.
وفي ما يلي 5 ممارسات متعلقة بالوباء تعلمنا التعايش معها ويرى “كلوغر” أنها ممارسات مفيدة تقي من انتشار أمراض أخرى غير كوفيد-19، وقال “سأفتقدها إذا اختفت”، مؤكدا أنها ينبغي أن تستمر حتى بعد زوال الوباء:
1- ارتداء الأقنعة في وسائل النقل العام
وفقا للجمعية الأميركية للنقل العام، فإنه في عام 2019 -وهو العام الأخير قبل أن يؤدي الوباء لإغلاق جزء كبير من العالم- كان 34 مليون أميركي يستقلون وسائل النقل العام كل يوم من أيام الأسبوع، أكثر من 9 مليارات كل عام.
وقد ساعد ارتداء الأقنعة الإلزامي في وسائل النقل العام أثناء الجائحة على إبقاء كوفيد-19 تحت السيطرة في تلك البيئات، ويمكن أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة للأمراض التنفسية الأكثر شيوعا، مثل نزلات البرد والإنفلونزا في فصلي الخريف والشتاء، الآن وقد أصبح ارتداء الأقنعة في وسائل النقل عادة دعونا نحافظ عليها.
2- التسوق عبر الإنترنت
وفقا لدراسة أجرتها شركة “” (Salesforce)، قدم 39% من المديرين التنفيذيين للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة الشراء عبر الإنترنت في شركاتهم خلال الوباء، ومن بين هؤلاء يقول 74% إنهم سيواصلون هذه الممارسة بعد زوال الوباء.
وهذه نعمة ليس فقط للمستهلكين ولكن للمسوقين أنفسهم وفقا لدراسة أجرتها “” (eMarketer)، وهي شركة تحليل مستقلة، فقد قفزت ما تسمى مبيعات “انقر واحصل” إلى 72.5 مليار دولار في عام 2020، أي ضعف الإجمالي قبل الوباء، وهذا يوفر المال للبائع والراحة للمشتري دون الحاجة للاختلاط بالآخرين والجراثيم التي يحملونها.
3- تزايد خدمة الرعاية الصحية عن بعد
وفقا لدراسة أجرتها شركة (McKinsey) وشركاها زادت زيارات الرعاية الصحية عن بعد -البدنية والنفسية على حد سواء- بمقدار 38 ضعفا منذ بداية الوباء.
وفي وقت مبكر لظهور الوباء وجدت دراسة استقصائية لأعضاء الجمعية الأميركية للطب النفسي أنه قبل تفشي كوفيد-19 أفاد 2% فقط من الأطباء النفسيين باستخدامهم العلاج عن بعد مع مرضاهم معظم الوقت، وبمجرد تفشي الوباء قفز هذا الرقم إلى 84%.
وأدى ذلك إلى فتح باب الرعاية الصحية عن بعد على مصراعيه نتيجة لهذا الوباء، مما سهل الأمر على الأطباء والمرضى على حد سواء، آمل ألا يغلق بعد ذلك، يقول الكاتب كلوغر.
4- نهاية المصافحة اليدوية
وفقا لدراسة أجرتها جامعة كولورادو بولدر، فإن اليد البشرية لديها في المتوسط 150 نوعا مختلفا من البكتيريا التي تعيش فيها طوال الوقت، وهذه الدراسة أجريت قبل أن ينضم فيروس كوفيد-19 إلى قائمة مسببات الأمراض.
ويقول الكاتب “حافظوا على هذا المنحى”، إن كان كوفيد-19 أم لا فنزلات البرد والانفلونزا تنتقل عن طريق اللمس، وإذا كنت مضطرا للمس اليدين لتشعر وكأنك تبادلت تحية حقيقية فإن عيادة “كليفلاند” تنصح بضربة خفيفة بقبضة اليد، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن نقل الجراثيم “ينخفض بشكل كبير” عند الضرب بقبضة باردة وجافة بديلا للمصافحة بيد دافئة ورطبة.
5- لا ذهاب للعمل مع المرض
قبل الوباء كان مجيء الشخص إلى العمل وهو مريض بمثابة وسام شرف له، كان ينظر للموظف الذي يأتي للعمل -حتى لو كان ذلك تملقا- وهو يعطس على أنه عضو مخلص ومتميز في فريق العمل.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019 من منظمة الموارد البشرية “أكاونتامبس” أن 90% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع اعترفوا بأنهم ذهبوا للعمل حتى عندما كانت تظهر عليهم أعراض البرد أو الإنفلونزا، وحوالي نصفهم قالوا ببساطة إنه كان لديهم الكثير من العمل يودون القيام به، وقال 40% إنهم لا يريدون استنفاد أيام مرضهم ما لم يضطروا لذلك.
ووفقا لمجموعة أديكو (Adecco Group) -وهي منظمة عالمية للموارد البشرية- فإن المجيء للعمل مع المرض يكلف الشركات الأميركية والأوروبية ما متوسطه 45 مليار دولار سنويا، بسبب انخفاض إنتاجية العمال الذين يعملون حتى عندما يكونون مرضى جدا بحيث لا يمكنهم العمل بفعالية؟
هل تشعر بالمرض؟ الزم الفراش فإن زملاءك في العمل وصاحب العمل سيشكرونك.