عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
على مائدته العامرة كرمني الصديق عدنان العبادلة مدير عام الجسر العربي للملاحة بمجالسة أصدقاء له فيهم نائبه المصري اللواء جمال إبراهيم الذي شرح لي التجربة المصرية الجديدة في الاستثمار و ارتفاع نسبة النمو التي تمثل إنطلاقة جديدة في مصر لافتة للانتباه..
العبادلة الذي خلف الصديق حسين الصعوب الذي اصبح وزيرا للنقل قبل أن يتسلم الآن رئاسة مجلس إدارة مياه الشمال.. شرح ما الذي يجري لإعادة انطلاقة جديدة للجسر العربي الذي استطاع أن يحقق طموح ثلاث دول شريكة فيه هي الأردن ومصر والعراق و أن يملأ فراغا لهذا النوع من النقل الهام بين هذه الدول وغيرها..
الادارة الحالية تعمل كفريق واحد والحوار فيها سالك باتجاه مرجعياتها، وقد كانت منذ بداية تسلمها معنية بإعادة النظر في كثير من المعطيات، إذ أنه في السنوات الأربع الماضية حدثت متغيرات واسعة على المستوى الذاتي والموضوعي في الجسر العربي، وإذا كانت الادارة قد جددت نفسها لمواجهة المزيد من التحديات الماثلة فإنها قد واجهت ظروفا موضوعية ليست سهلة نتاج ظروف المنطقة والإقليم وتحديات الربيع العربي و جائحة الكورونا مما حدا بالشركة الدخول إلى مرحلة جديدة فيها تقييد وبعد عن المرونة التي كانت تتمتع بها دائما..
ويحاول مجلس إدارة شركة الجسر العربي المشكل من عناصر ذات خبرات طويلة في مجالاتها إعادة وضع الجسر العربي على سكة المشاركة ألأوسع ، ومن هنا كان تشكيل مجلس الإدارة القائم تموز يوليو2021 وهو المجلس الذي ضاعف من جهوده كي يعوض عن تراجع المداخيل التي تحققها الشركة، فقد ألغت الادارة خطوطا وأسست لأخرى على قاعدة الجدوى، كما جرى الاهتمام بالركاب ونقلهم في مواسم العمرة وغيرها، وكانت سياحة العبور هذه قد جلبت العدد الكبير من المتنقلين وكان أن بدأ ميناء الركاب يتغير وكذلك كيفية الاستقبال والنقل وغيرها..
العبادلة بين أن دراسات مسحية اقامها الجسر العربي شملت خطوطاً وخططأ لها علاقة بتكثيف سياحة العبور التي اشتكى من اجتهادات وارتجالات فيها تعطل وتحيل إلى مشاكل مفتعلة لابد من التخلص منها سريعا..
لقد ظل الجسر العربي كشريان اقتصادي هام يرفد العمل العربي المشترك بل يكاد يكون آخر ما تبقى من مكونات العمل العربي المشترك في الإطار الاقتصادي، فقد انفضت الكثير من الشراكات او جمدت أو افلست بتراجع العمل العربي المشترك الذي لم يجد من يسنده بما يضمن بقاءه أوتطويره..
الجسر العربي يعاود انطلاقته وعلى أسس مختلفة ومن خلال معطيات اقتصادية محضة،، وقد أثبت أن مؤسسات العمل العربي المشترك يمكنها أن تنجح إذا ما توفرت لها الإرادة والادارة الكفوءة، ويبدو أن الأيام القادمة ستعطي نتائج أفضل مع وجود فرص أحسن و توافر ارادة تكفلها الدول الثلاثة الشريكة..
أن المتتبع لمسيرة الجسر العربي يرى أنها ناجحة، بل أنها قصة نجاح، فقد أثمر الاتفاق الذي عقدته حكومات الأردن والعراق ومصر حين تأسست الشركة برأس مال مدفوع عام 1985 بقيمة 6 مليون دولار أمريكي مقسمة بالتساوي بين الدول الثلاث المؤسسة، وقد ظل رأس مال الشركة يتزايد لعدة مرات فأصبح 30مليون دولار عام 2006، و40 عليون عام 2007، وفي عام 2008 أصبح (59) مليون ليصل في عام 2010 إلى (75) مليون وبعد ذلك تجاوز ال(100) مليون دولار..
لقد بدأ الجسر اعماله ببواخر مستأجرة وحاليا يملك أسطوله الخاص، وهو يركز على ايلاء الرعاية الكاملة للركاب والموظفين على حد سواء، حيث تشكل قيم السلامة البحرية القوة المالية و النقل السياحي حجر الأساس في نجاح الشركة..
ورغم ما عصف بالجسر العربي من تغيرات وتطورات قاسية سبقت حتى مرحلة الكورونا إلا ان الجسر صمد وما زال يصمد بفضل سياسات هادئة ومدروسة و مرشحة لنقل الجسر إلى مرحلة أفضل..
في السنتين الاخيرتين بذلت جهودا كبيرة ساهمت فيها على وجه التحديد الأردن ومصر لإنقاذ الجسم وأعادة تمكينه باعتباره ضرورة للبلدين المتجاورين ورافعة أساسية من روافع العمل العربي المشترك..
لقد ظل إقامة الجسر العربي ضرورة واليوم فإن إعادة البناء والانطلاقة مجددا هي مسؤولية الدول الثلاث التي تدرك ضرورة الحفاظ عليه وهي ما تقوم به الآن..
الجسر العربي .. إعادة بناء لخدمة الضرورة!!
15
المقالة السابقة