القدس عاصمة فلسطين-كما توهم العديد من الأنظمة العربية والفلسطينيين بما سمي السلام العادل والشامل مع الإحتلال الإسرائيلي، وتم التراجع التدريجي عن قرارات مؤتمر قمة الخرطوم والتي انعقدت بعد هزيمة حزيران 1967 مابين 29 أغسطس إلى 1سبتمبر/إيلول 1967، حيث إعلان “اللاءات الثلاث” لا صلح ولا تفاوض ولا إعتراف بإسرائيل” وخلقت أجواء”مصالحة عربية في ذلك الوقت، اليوم يتم إسقاط أوراق شجرة التوت، من خلال التطبيع مع “إسرائيل” والقفز عن مبادرة السلام العربية.
حركة المقاومة الإسلامية حماس ومع مرور 34عاماً على إنطلاقتها أمام إمتحان، إن تقبل طوعنا التمسك الإستمرار في الانقسام وتثبيت الفصل السياسي والجغرافي بعد إعلان سلطات الإحتلال الإسرائيلي إستكمال بناء جدار تحت الأرض على حدود قطاع غزة، أحد أفراد الأمن الإسرائيلي يلوح أثناء إفتتاح جدار تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار على جانبها من الحدود مع قطاع غزة، ويتضمن أيضًا سياجًا فوق الأرض وحاجزًا بحريًا وأنظمة رادار وغرف للقيادة والتحكم، وقال وزير حرب العدو الإسرائيلي بيني جانتس، الجدار وهو مشروع مبتكر ومتقدم تكنولوجيا، يحرم حماس من أحدى القدرات التي حاولت تطويرها، وأضاف أن المشروع الذي يدعم جدارًا حدودياً قائماً يضع جدارا حديدياً وأجهزة استشعار وخرسانة بين المنظمة “الإرهابية” وسكان جنوب “إسرائيل”، هذه هي الدويلة التي تريدها “إسرائيل” لكل تلك التداعيات على حركة حماس التي قدمت الصف الأول من قياداتها من خلال المقاومة من الشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين إلى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وإلى المهندس إسماعيل أبو شنب والشهيد المهندس يحيى عياش وتطول القائمة من القيادات والكوادر الذين استشهدوا إيماننا واحتساباً لله والوطن، حين كانت تتبنى حماس مشروع المقاومة وأن فلسطين إرض وقف.
إضافة إلى ذلك أن قطاع غزة قدم آلاف الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين وخاصة خلال العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، حيث إستهداف البشر والحجر ولم يبقى بيت أو عائلة داخل قطاع غزة لم يسقط لهم شهيدا أو جريح أو أسير، إضافة إلى تدمير منازلهم والبنايات السكنية والتجارية والمدارس والمستشفيات ودور العبادة، لكل تلك الأسباب ندعو حماس أن تتراجع عن خطواتها الحادية وعدم الانجرار وراء وهم الوعود الإسرائيلية والقبول في الهدنة طويلة الأمد مقابل إعادة الأعمار وإدخال الشركات والمؤسسات الأجنبية تحت ذريعة إعادة الأعمار، والسماح بدخول العمالة الفلسطينية من قطاع غزة للعمل في “إسرائيل” والسماح لحركة حماس في إقامة “دويلة” قد لا نراها في العين المجردة، فقد يكون ما هو قادم أسوء مما يظن البعض الذي يتوهم في إمكانية إيجاد الحلول مع الإحتلال الإسرائيلي.
والمطلوب من حماس وهي تمر بذكرى إنطلاقتها اليوم، أن تتراجع وتنتصر إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال إتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية أو أي مسما يدفعنا في القفز عن الانقسام وقد يكون إجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي سينعقد خلال الشهر القادم محطة نحو التوافق الوطني وقد يمهد ذلك في الاستجابة لدعوة الرئيس الجزائري بعقد لقاء تمهيدي للفصائل الفلسطينية يؤسس لمرحلة جديدة في مواجهة التحديات الإسرائيلية، التي تم إجهاض أي رهان على السلام بما يسمى حل الدولتين أو الدولة الواحدة أمام الموقف الإستراتيجي للاحتلال الإسرائيلي الذي يتبنا يهودية الدولة يستثني منها قطاع غزة؛ لذلك فإن الحملات الإعلامية داخل الساحة الفلسطينية وخارجها تحمل في طياتها الفتنة واستمرار الانقسام ولن يتمكن أحد من الإنتصار وهزيمة الآخر، الذي يحصد النتائج الإحتلال الإسرائيلي وشرائح المطبعين ما حدث في مخيم البرج الشمالي كان سيئ جداً والأسوء، حين يقتحم مجموعة من الغوغائيين والمدسوسين جامعة بيرزيت، وإطلاق الشعارات الاستفزازية والمسيئة والتي تحمل في طياتها الفتنة وتعزيز الانقسام ويقوم البعض منهم في تكسير وتحطيم مكاتب وأبواب الجامعة
وإطلاق الصراخ والهتافات كنما يتم اقتحام أحد مستوطنات العدو الإسرائيلي وتحريرها، وبعد ذلك يتم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي ويقتحم حرم جامعة بيرزيت.
إتقوا الله إتقوا الله من إشعال الفتنة الداخلية وزعزعة الأمن المجتمعي حيث ينتظر العدو الإسرائيلي ذلك، يقول وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون، “ليس من المتعة أو السياسية أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه أو بيد أخيه فإن المتعة أكبر!”
الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com