عروبة الإخباري – سيطرت امس القوات النظامية السورية بعناصر من الدفاع الوطني، على بلدة الزارة القريبة من قلعة الحصن في ريف حمص، والتي تشرف على الطريق بين دمشق والساحل السوري، بحسب ما اعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.
وقالت القيادة العسكرية “بعد عملية نوعية دقيقة بسطت وحدات من الجيش العربي السوري صباح اليوم (امس) بالتعاون مع الدفاع الوطني والاهالي الشرفاء، سيطرتها الكاملة على بلدة الزارة ومحيطها في الريف الغربي لمدينة حمص”، في بيان بثه التلفزيون الرسمي.
واضافت ان هذا التقدم يكتسب اهميته “من الموقع الجغرافي الذي تتمتع به بلدة الزارة، كونها تشرف على الطريق الدولي الذي يربط بين المنطقتين الوسطى والساحلية، فضلا عن اتخاذها ممرا رئيسيا للعصابات الارهابية القادمة من الاراضي اللبنانية”.
وتقع الزارة في ريف تلكلخ الحدودية مع لبنان. ويتهم النظام السوري مقاتلي المعارضة باستخدام مناطق سنية متعاطفة معهم في شمال لبنان، قواعد خلفية لهم.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات قال انها من الزارة، تظهر انفاقا وضعت فيها بعض الفرش للنوم والاغطية المصنوعة من الصوف. كما اظهرت اللقطات جنودا يقومون بإزالة عبوات ناسفة، في حين بدت بعض الجثث لرجال بملابس عسكرية يرجح انها تعود لمسلحي المعارضة.
وكان مصدر ميداني في “جيش الدفاع الوطني” الموالي للنظام اكد في وقت سابق السيطرة على الزارة، مشيرا الى ان عناصره يقومون “بتمشيط بيوت بلدة الزارة للتأكد من خلوها من المسلحين”.
واشار الى ان القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني “دخلوا البلدة من محوري الغرب والجنوب” وسيطروا على وسطها، قبل التقدم نحو شمالها.
واشار بيان الجيش الى مقتل “اعداد كبيرة من الارهابيين” في المعارك.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته في بريد الكتروني، سيطرة القوات النظامية على هذه البلدة التي تقطنها غالبية من التركمان “عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جند الشام ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان “عشرات المقاتلين من الطرفين قضوا في المعارك”، مشيرا الى ان القرية “كانت معقلا للمقاتلين الاسلاميين، لا سيما عناصر تنظيم جند الشام”.
واوضح ان هذه القرية “محاطة بقرى ذات غالبية علوية ومسيحية” واقعة تحت سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وسيطرت القوات النظامية في الايام الماضية على التلال المحيطة بالزارة، وتقدمت في اتجاه البلدة بهدف “تطهير” ريف حمص الغربي من المقاتلين.
وبدأت قوات النظام معركة الزارة منذ أكثر من شهر. وتشكل البلدة الواقعة على بعد 53 كيلومترا غرب مدينة حمص مع ثلاث بلدات أخرى صغيرة وقلعة الحصن التاريخية، المساحة الوحيدة المتبقية في ريف حمص الغربي تحت سيطرة مسلحي المعارضة.
ويسعى النظام من خلال استعادة هذه البلدات، الى تأمين الطريق الدولية من دمشق الى الساحل، مرورا بحمص.
والى الشمال من دمشق، اشار المرصد الى “تواصل الاشتباكات بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني ومقاتلي “حزب الله” من جهة، ومقاتلي “جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام” وعدة كتائب اسلامية مقاتلة في محيط مدينة يبرود”، آخر معاقل المقاتلين المعارضين في منطقة القلمون الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان.
وافادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان القوات النظامية قامت “بتدمير مستودع للذخيرة والعبوات الناسفة والقضاء على أعداد من الارهابيين في المنطقة الصناعية ودوار الصالحية وفي المداخل الشمالية والشرقية لمدينة يبرود”.
وتقدمت القوات النظامية مدعومة بـ”حزب الله” في الايام الماضية في اتجاه يبرود، وسيطرت على مناطق محيطة بها. وتحاول هذه القوات السيطرة على التلال المحيطة بيبرود لتصبح المدينة تحت مرمى النيران.