عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
لم يكن المبنى الذي فيه بنك الاسكان وهو من انجازه ذو عتبة خضراء، فقد واجه البنك بعد المشاكل التي تخلص منها الان، ولو كانت الفتوى لأناس تقليديين او بسطاء او ممن يؤمنون بالعادات والتقاليد، لقالوا للمشرفين على البنك او المقربين فيه (اذبحوا) والمقصود هنا خروف او شيء يذبح لرد العين او الحسد، وليس المقصود المدينين او الذين يرى فيهم البنك عملاء فاسدين..
عاود بنك الاسكان الاقلاع مرة أخرى في ظروف صعبة وغير مناسبة عنوانها “عام الكورونا” فقد استطاع ان يتكيف بسرعة و ان يضمد بعض الجراح، وان يواصل الاقلاع وان يعود ليأخذ مقعده الثاني بين البنوك الاردنية.. فقد مضى مرحلة من الزمن كانت انطلاقة الاسكان سريعة وخطواته واسعة وعريضة، وقد يكون في ذلك السبب، فالبنوك لا بد لها من قرون استشعار قوية ومجسات كالتي يستعملها مبطلو الالغام حين يطلب منهم ازالتها..
أتيح لبنك الاسكان ادارة لا استطيع ان اقول انها جديدة ، فقد مضى عليها زمن، لكن هذه الادارة الاخيرة هي من استطاع اقتلاع كل اشواك الاسكان واعادته الى الاحساس بالراحة، فقد اجرت تشخيصا كاملا اشبه “بالصورة الملونة” واعاد تقييم، وعكفت على الدراسة لمدة عام تقريبا، وادركت اين يجب ان تتوقف وان تغير، واين يجب ان تتخلص وان تسير بسرعة، واين يجب ان تعظم الاعمال وان تستثمر، وكان وراء الادارة مساهمين مهمين ومهتمين اسندوا وأشاروا وصبروا حتى جاءت النتائج كما يرجون وترجو الادارة التي يقودها الوزير السابق للخارجية عبد الاله الخطيب ،الذي أقال قبل عثرات الاسمنت، وجرب في أكثر من موقع في القطاع الخاص، وكانت دوراته حصيفة، كما جاء بنك الاسكان بإدارة تنفيذية لا تؤمن بالتصريحات ولا تتبجح ، وانما تعمل بصمت، وتتعلم من اي اخطاء وترى الامور بنتائجها..
التحديات الان لا ترحل وانما اصبحت وراء البنك، وقد فتح عام 2021 صفحة جديدة وسجل فيها تطورات كبيرة ستظهر في ميزانياته حين الاعلان عنها، وحين اجتماع الهيئة العامة عام 2022 كالعادة..
قد لا تكون الارقام نافرة في البنك وغيره من البنوك وحتى الكبيرة والهامة، لأن عام 2021 استغرقته الكورونا وتوقف المشاغل والاعمال الى حد كبير، ولكن ستكون الارقام مدللة ه على تكيف وعمل وصبر ونتائج ايجابية، ومن هنا كانت السياسات المتحققة للبنك وهي سياسات علمية مدروسة بعيدة عن الانفعال او المغامرة محتماً بالاسس ومقدماً بشجاعة على التغيير والاصلاح ومانعاً لأي احتمالات ان تنفذ على حرصه..
البنك في العام الماضي اخذ مجموعة من القرارات الهامة، منها انه اقتطع 88.5 مليون دينار كمخصصات خسائر، والتي كانت متوقعة وهذا كما رأينا اثر على ارقام الارباح ، اذ بلغت فقط 38.1 وهي متواضعة قياسا الى مكان يحققه، ولكن ذلك كان قبل بداية الاقلاع الجديدة، اذ بدأ البنك الان ومنذ اجتماع هيئته العامة رحلة مختلفة جديدة وجاذبة وفاعلة و مراهنة على امكانياته الجديدة القادرة على الانطلاقة به، باتجاه المزيد من الانجازات..
سياسات البنك الجديدة التي ينفذها مديرها العام -الرئيس التنفيذي افضت الى الحفاظ على جودة الاصول وعلى تمتينها وارتفاع مجمل التسهيلات المصرفية بنسبة اكثر من 1.5% وتكون بلغة النقد 4.7 مليار دينار في نهاية شهر ايلول الماضي..
وكان رئيس مجلس الادارة الدكتور عبد الله الخطيب قد علق في حينه على تلك النتائج بقوله:” ان المجموعة (البنك) تمكنت من تحقيق نتائج مالية تشغيلية متميزة خلال الفترة التي سبقت تفشي الكورونا، رغم الظروف والتحديات الصعبة”، واضاف ان “البنك واصل اداء قويا وتمكن من تحقيق نمو مستدام في اجمالي الدخل في ظل واقع اقتصادي اكثر صعوبة، وبنية مالية تشغيلية غير مسبوقة مثبتاً ان قدرته الكبيرة على التكيف والتعامل مع الوباء قد جرى بكل اقتدار وكفاءة وبقدرته الموروثة..
اما الرئيس التنفيذي السيد عمار الصفدي فقد جاء تصريحه انذاك على النحو التالي:” ان البنك واصل سياساته الملتزمة بالحفاظ على سلامة اصوله وجودتها ومتانة مركزه المالي”..
الصفدي اهتم بالكفاءة التشغيلية واحكام السيطرة على التكاليف، الرئيس التنفيذي بدوره أثنى على سياسات البنك المركزي وميز بنك الاسكان في الحفاظ عليها ومراعاتها وانفاذها حين قال ان نسبة كفاية رأس المال 16.9%، و نسبة السيوله 121% وهي ما تعكس الحد الادنى للطلبات من البنك المركزي ولذا جاءت علامات بنك الاسكان المقروءة ومريحة..