عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
لن أكتب عن غرفة تجارة الأردن التي تحتاج الكتابة عنها الى كتاب كامل وليس مقالة، لرصد قيامها منذ البداية حتى الآن وما انجزت ومن جاء الى قيادتها، ودورها على المستوى الوطني ومع المنتسبين اليها، وعلى مستوى المحافل العربية والدولية الشبيهة لها..
ولكني اردت ان أكتب عن الغرفة الآن وعن نشاطها في زمن هذه الادارة التي يقودها العين نائل الكباريتي، وعن دور هذه الادارة المتكررة لأكثر من دورة، حيث اعطاها موقعاً مميزاً ودوراً ظلت بحاجة اليه، و اصبحت عنواناً لدى التجار الاردنيين وحتى من يتعاملون معهم ممن عرفوها وزارها وسهلت الكثير من معاملاتهم..
أعطى الكباريتي جهداً كبيراً وقتاً طويلاً على امتداد سنوات عديدة، ومنذ انتخابه رئيساً للغرفة حتى تكون غرفة تجارة عمّان بيت خبرة مميز وحافظة لذاكرة التجارة والتجار الاردنيين، واطار لحفظ مصالحهم وربطهم مع الادارة الرسمية الحكومية و مع القطاع العام، و وجهة عربية تستقبل مبعوثين غرف التجارة العربية وتحتفي بهم..
لقد كان الاحتفاء بالغرفة ودورها أحد ما تقوم به الوفود الزائرة وخاصة اثناء انعقاد المؤتمرات والندوات وغيرها من النشاطات الاقتصادية..
قبل هذه السنوات الاخيرة لم يكن نشاط غرفة تجارة الاردن بهذه السعة او العمق.. ولكن مجلس ادارة الغرفة وعلى رأسه العين نائل الكباريتي استحدثت اساليب جديدة، وفعل النظام الداخلي وتبنى انفاذ اتفاقيات او راجعها او أعاد تأهيلها مع كثير من الدول بحيث يعود النفع على الاردن…
لقد قامت غرفة تجارة الاردن في السنتين الماضيتين من انتشار الكورونا على المستوى العالمي والوطني بالكثير من العمل، وتصدت للكثير من المواقف والاجراءات المتعلقة بالتجار و اعضاء الغرفة والمنتسبين اليها.. كما كان للغرفة دور ملموس في الكشف عن كثير من الاجراءات الخاطئة وتصحيحها او التصدي لها، وكانت مواقف رئيس غرفة التجارة الجريئة في هذا المجال قد سجلت له في دفاعه عن قطاع التجار، وهو الذي ظل يحرص ايضا على توجيه التجار الى ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يبعث المخالفات او يشي بالاحتكار او التحكم في الاسعار، وكانت الغرفة خير رقيب ومؤشر يوثق به على التعامل مع الاخرين بالمثل، وعلى رفع العقبات عن انسياب البضائع او النقل فيها..
لقد ظلت غرفة تجارة الاردن تشكل دوراً في الرأي العام، وهو دور مهم باعتبار جزء من المجتمع المدني، و إحدى مؤسساته الفاعلة في خدمة قطاع عريض هم التجار وحتى المستهلكين ، وقد كانت الغرفة وما زالت تتابع كل الخطوات السياسية التي ينجزها الأردن ، ولذا فإنها رأت في افتتاح معبر جابر قراراً في الاتجاه الصحيح، يمكن البلدين الاردن وسوريا من اعادة التواصل لإعادة البناءات الاقتصادية المعطلة..
لقد ظلت الغرفة بكل استطاعتها في شجب قانون قيصر الامريكي الذي وضع ليعاقب من يقومون بالتجارة بين سوريا والاردن على مستوى الافراد والجماعات، وكان لها موقف من ذلك خاطبت فية اكثر من جهة وهي ترى الان أن الاردن بقيادته وحجم صلاته قادر على ازاحة الكثير من جوانب هذا القانون الضار..
كما تراى الغرفة ان الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك في تعزيز الاقتصاد من خلال زياراته للعديد من البلدان، ولقاء المسؤولين ورجال الاعمال، وكذلك اصطحاب رجال اعمال اردنيين كل ذلك تفهمته الغرفة وترى فيه مساحات اضافية لكسر اي حصار، فقد حان وقت عودة تدفق التجارة البينية بشكل كثيف مع العراق ومع سوريا ومع دول عديدة اخرى..
الكباريتي يعتقد ان الغرفة او قطاع التجارة ينتظراه مستقبل مشرق لما تم من انجاز يمكن الركون اليه.. لقد تخطت غرفة تجارة الاردن ما استطاعت الاعراض السلبية الناتجة عن جائحة الكورونا، وظلت صامدة وفاعلة كواحدة من مؤسسات المجتمع المدني الاقتصادية الهامة في دور ريادي في قيادة القطاع التجاري الذي تحمل الكثير من الاعباء، ونهض ايضا بمسؤولياته في توفير السلع وتدفقها وعدم غيابها..
لقد عقدت غرفة تجارة الاردن العديد من النداوات على المستوى العالمي وشاركت ايضا في العديد منها وطرحت العديد من القضايا الجديرة بالاهتمام على المستوى الوطني والدولي..
وتتمتع غرفة التجارة بمواقع الكتروني فاعل، والديها ملفات غنية من العديد من الفرص والاتفاقيات والأدلة الكاشفة..
غرفة تجارة الأردن.. دور ريادي
9
المقالة السابقة