عروبة الإخباري – نضال برقان
ضمن برنامجها «فصول ثقافية» أقامت رابطة الكتاب أمسية شارك فيها الشعراء: رشاد أبو داود، وعلي طه النوباني، ومحمد خالد النبالي، هشام عودة، وأدار الأمسية وشارك فيها الدكتور حسام العفوري، وذلك يوم أمس الأول في مقر الرابطة/ الدوار السابع.
القراءة الأولى كانت للشاعر رشاد أبو داود، الذي قرأ مجموعة من القصائد القصيرة المكثفة والوامضة، والتي انطوت على بعد تشكيلي وتصويري في تمرير محمولاتها الشعورية، ومما قرأ:
«افتحُ لكِ بابَ يومكِ
وأعودُ إلى حُلمي
حيثُ أنتِ نورسةٌ
وأنا مسافرٌ
يحطّ على كتفِ
فكرتكِ المَنقوشة بطراوة تعيد تشكيلي».
وفي قصيدة أخرى يقول:
«يسيرُ على صخرِ اللّيلِ خطواتٍ
العتمةُ صلبةٌ
المعاناةُ صعبةٌ
يهطلُ مطركِ.. يذوبُ الظّلامُ
يسيلُ الحبرُ على الورقِ
يكتبُ … كمْ كُنتُ قبلكِ مُعتماً!».
ومما قرأ أيضا: «الخامسةُ فَجراً وخمسونَ تَنهيدةٍ
الشّباكُ يَستيقظُ
يَحطُّ على الفجرِ الحمامُ
أقلبُّ الرّسائلَ التّي لم تأتِ
أقرؤُها كلمةً كلمةً».
وفي قصيدة أخرى يقول:
«يا قمرُ..
سأضعُ لكِ في كلِّ ركنٍ حُضناً
وسريراً من قَصَبٍ
دفئاً على دفءٍ
يهزمُ حُشودَ التّعبِ
ولتضيءَ أَصابعكِ عتمةَ الغيابِ!».
ومما قرأ كذلك:
نومُكِ ياسمينٌ .. صباحيَ قهوةٌ
كتابٌ وبابٌ، مفتوحٌ على البقيةِ
لم تتركي في البيتِ أثراً لقدمكِ
تركتِ سَطراً في الكتابِ، وبيتاً يسكُنني».
تاليا كانت القراءة للشاعر علي طه النوباني، فقرأ غير قصيدة، ارتكزت على البعد الرمزي، ومنها قصيدته «الأشجار المهاجرة»، وفيها يقول:
«مَنْ قالَ بأنَّ القلبَ إناءٌ ذَهَـبِـيٌّ؟
والأشـجارُ تَـلُـمُّ الأَوراقَ
وَتَـحـزِمُ كُـلَّ حَـقائِــبَـها للـهِجْرَةْ
مَنْ قالَ بِـأَنَّ الـصَّحراءَ مَـدائِـنُ لـلعِـشْـقِ
وأَهـدابُ الـنَّـخْـلِ تُـغالِـبُ دَمعَـتَـها الـمُرَّةْ».
وكذلك قصيدة «وطن السبات»، وفيها يقول:
«بَـيْـنَ الـمَعاوِلِ صَـخْـرَةٌ وَردِيَّـةُ الـتَّـكـويـنِ
أَعـشَـقُها
وَأَقـرَأُ كيفَ تَـهْـتِـفُ للـحياةْ
هذا الـعـَبـيـر مُـحَـدَّبٌ
تِلكَ الأَغاني موحِشاتْ
تَـتَـوَهَّـجُ الأَحـجارُ عِشـقًا
بَـيْـنَـما
تَـتَـسكَّـعُ الأَحلامُ في وَطَنِ الـسُّـباتْ».
تاليا كانت القراءة للشاعر محمد خالد النبالي، فقرأ مجموعة من القصائد، منها «مَلْحَمَةُ عَكَّا»، وفيها يقول:
«فِي مَشْهَدٍ للسِّحْرِ والإبْحَارِ
باتَ التَّجَلِّي في السَّمَاءِ مَدَارِي
وَيُرَتِّلُ الإسْراءُ وِرْدَ قَداسةٍ
مِعْرَاجُ عَكَّةَ في َسما أشْعَارِي
حورِيَّةٌ والبَحْرُ يـَحْضِنُ جِيدَهَا
يُهْدي إليْها لُؤْلُؤًا بِمَحَارِ
الآنَ أسْرُدُ للأنامِ حِكَايَتِي
وَأنَا الغَرِيبُ بِمَنْطِقِ الفُجَّارِ».
كما قرأ قصيدة بعنوان «حِيفَا عَرُوسُ البَحْر»، وفيها يقول:
«إنْ يَبْلُغِ البَحْرُ كُلَّ الأرْضِ تَجْرِيفَا
تَظَلُّ شَمْسُكِ فَوْقَ البَحْرِ يَا «حِيفَا»
مَا ضَرَّ ضَيَّكِ يَا حَيفَاءُ ظُلْمَتُهُمْ
سُبْحَانَ مَنْ وَهَبَ المَسْلوْبَ تَشْرِيفَا
هذا الجَمَالُ بِتِلْكَ الأرْضِ خَضَّبَني
حَتَّى عَزَمْتُ على التَّحْرِيرِ تَكْلِيفَا
عَرُوسَةَ البَحْرِ إنَّ الليلَ مِفْتانٌ
شَلالُ شَعْرِكِ فَاقَ الَّلْيلَ تَوصِيفَا
أوْجَزْتِ حُبَّ فَلَسْطِينَ على جَبَلٍ
أرْثَى الحَدِيقَةَ وَالمِينَاءَ تَجْوِيفَا..».
الشاعر هشام عودة قرأ مجموعة من القصائد، منها الوطنية تارة والغزلية تارة أخرى، على غرار قصيدته «بلادي»، وفيها يقول:
«بلادي التي أطعمتني نشيد بيادرها
سوف تبقى مكلّلة بالنهار
وتبقى الجبال على حدّ صخرتها واقفة
بلادي التي لم تنم منذ ألف مضين
تضيء الدروب بوهج الندى
توقظ النهر
والطرقات العتيقة
تمشي الهوينى
تكحّل جفن السماء بزيتونها
تفتح الباب للعاشقين
وترمي بمنديلها
كي تجرّ النجوم
إلى وطن يزرع الشهداء بصمت
ويمضي وحيداً بلا أسئلة..».
وقرأ قصيدة أخرى قال فيها:
«الليلة اصطدم القطار
بغيمة حبلى
فأمطرت القصيدة جلنارا
قرب نافذتي
وقفتُ أشدّ أزر الريح
أمسحُ دمعة
سقطت على خدّ الحديقة
حين قام الليل يمشي
مثل عاشقة
يفتش عن صباه
الليلة افترشت طريق النار
أسئلتي
فأورقت الوسادة
ألف حلم غامض المعنى
وشيئا من سبات خطيئتي
لا النار تكويني
ولا ليل الجنازات الرؤوم يضمني
ما زلت أحمل راية المعنى
وأبحث عن سواي..».
كما قرأ قصيدة أخرى قال فيها:
«أحتاج ممحاةً
فهذا القول فاضْ
أحتاج ذاكرة جديدة
أحتاج أحيانا لأنسى
أنك امرأتي البعيدةْ
أحتاج بعضي
كي أراكِ
كما رسمتُكِ في القصيدةْ».
وأدار الأمسية وشارك فيها الدكتور حسام العفوري، فقرأ قصيدة بعنوان «بروج الوهم»، من ديوانه «مداد الروح»، وفيها يقول:
«ما بالُ بُلبُـلِنا بُحّـتْ مَعازِفُـهُ!!
ومربَعُ الفكرِ قيـدٌ فـي فيـافينا
أصختُ للصوتِ إذْ يشجو بلا أمَلٍ
والحالُ بعـدَ رحيلِ العـزِّ يُدمينا
حتى إذا سُمِعَتْ أشجانُ عازفِنا
شَجَتْ رحى اليأسِ أفراحَ الصِّبا فينـا
بغـدادُ من بَقَرَ الأحشاءَ مستَعِراً
أو ساقَ مقدِسَنا للذبحِ في سينا
بغـدادُ يا جبـلاً دُكّتْ معاقلُهُ
في لحظةٍ قـد تداعى النصرُ مغبونا
ليسقِنا الأُفْقُ قيظاً في مراجِلِنا
من غيظهِ حمماً تُرمى وغسْلينا
…
يا راقـداً في بروجِ الوهمِ منتشياً
الذبحُ آتيكَ لو تدري وآتينا..».