احتيال بهدف تمويل الحرب. بقلم/روبرتو تروباجو هيرنانديز
إنه من القسوة أن تقوم بطلب المال من أبناء بلدك وتتظاهر بأنك تساعد شعبك بتوفير الطعام لهم وتقديم المساعدة، في حين أنك تطلب هذا المال لتمويل شراء المعدات والأسلحة لتدفع بشعبك إلى الموت عن طريق حرب عقيمة!!
وفي الحقيقة فإن هذا ما يقوم به دعاة الحرب الأرمن من خداع لملايين الأرمن الذين يعيشون خارج وطنهم لدفعهم للتبرع بالمال من أجل مساعدة أبناء وطنهم في أرمينيا والإدعاء بالمساهمة منهم بتوفير الطعام والبطانيات لحمايتهم من قساوة البرد، إلا أن اما يحصل في الحقيقة هو غير ذلك تماما، وإن ما يجري فعليا هو أن الحكومة الأرمنية تخصص تلك الملايين من الدولارات والتي حصلت عليها من المواطنين الأرمن المقيمين بالشتات خارج بلادهم ، لتقوم بتسليح القوات المسلحة والمرتزقة والإرهابيين لمهاجمة جارتها جمهورية أذربيجان.
إن ما يلزمني على قول ذلك هو إظهار الحقيقة والوقوف عليها لمكافحة الفساد وما يتبعه ولهذا السبب فإنني أجد أنه من الضروري بالنسبة لي أن أخبر العالم بهذه الحقيقة وهي أن أكثر من ثمانية ملايين أرمني يقيمون خارج بلادهم ولديهم طموحات كثيرة لإنعاش بلادهم الا أن حكومتهم كذبت عليهم وخدعتهم بتواطؤها مع “قادة” الأرمن في الشتات الذين لا أعرف أهدافهم من وراء تلك الحيل الكاذبة التي يخدعون بها شعبهم ولصالح من يعملون ..؟
لقد تم جمع أكثر من 170 مليون دولار، من 73 دولة خلال فصل الشتاء الماضي، ولهذا الوقت فهم ما زالوا يطلبون المزيد من المال … الاحتيال!
وعلى مر السنين، وبسبب انتشار الفقر وتدني مستوى الظروف المعيشية وتدهور الاقتصاد في أرمينيا، فقد اضطر الكثيرون من المواطنين إلى الهجرة باحثين عن العيش كرامة، وهناك بالفعل حوالي ثمانية ملايين أرمني يعيشون في مختلف أنحاء العالم، وهم في حالة قلق من أجل الثلاثة ملايين الآخرين الذين ما زالوا يعيشون في بلد تتدهور حالته من سيئ إلى أسوأ.
وفي غضون ذلك، كانت أرمينيا قد قامت باحتلال 20٪ من أراضي أذربيجان، وفرضت عليها ما يسمى “بجمهورية أرتساخ” ، وهي نظام دمية بحكم الأمر الواقع ولم يعترف به أي شخص في العالم ؛ حيث عاش مئات الأرمن في الأراضي التي شردوا منها مليون أذربيجاني .
وخلال العقود الثلاثة الماضية أبان الاحتلال الأرميني للمناطق الأذربيجانية، فقد ازدادت الاستفزازات ضد أذربيجان بشكل كبير لدرجة أن هذه الممارسات في نهاية سبتمبر من العام الماضي، أجبرت الأذربيجانيين على الدفاع عن أنفسهم والدخول في حرب مع أرمينيا ، وقد نتج عن ذلك هزيمة الجنود الأرمن والمرتزقة المستأجرين ، وتحرير الأراضي الأذربيجانية المغتصبة ومنطقة كاراباخ وسبع مناطق متاخمة ، والتي كانت تدعى بالجمهورية .
وفي الوقت الذي كانت الحرب التي شنتها أرمينيا على أذربيجان مستمرة، والتي استمرت 44 يومًا، من تاريخ 27 سبتمبر إلى 10 نوفمبر 2020، والتي انتهت بهزيمة فادحة للأرمن واستسلامهم، إلا أن حكومة أرمينيا كانت متواطئة مع زعماء الأرمن الموجودين في الشتات لتنظيم حملة دولية لجمع الأموال من خلال التلاعب بمشاعر ملايين الأرمن الذين يسعون لإعادة بناء حياتهم بعيدًا عن البلد الذي سبب لهم الألم الكبير.
وقد كان لصندوق Hayastan All-Armenian) (، ومقره الولايات المتحدة الأمريكية ، دور بالتنسيق مع جميع منظمات الشتات الأرميني الموجودة في جميع أنحاء العالم لجمع الأموال تحت شعار “نحن حدودنا – الكل من أجل آرتساخ”. وتمكنت من جمع 170 مليون دولار تبرع بها أرمن يعيشون في 73 دولة.
كما أنه يوجد هناك فئة من الناس أي من الأرمن المتضامنين مع أهلهم وشعبهم، ممن يقومون بجمع المال وإخبارهم بأن هذه التبرعات ستؤول لصالح الشعب لمساعدتهم في شراء الطعام والبطانيات للتدفئة ودعم ومساعدة النازحين بسبب الحرب التي اندلعت. ومع ذلك، إلا أنه قد أصبح ظاهرا للعيان بأن تلك الأموال التي يتم جمعها تذهب في مجملها لمخصصات القوات المسلحة الأرمنية، ولتنظيم الجماعات الغير شرعية من المرتزقة والإرهابين الذين كانوا ينتشرون في المناطق المحتلة ، ومن الجدير بالذكر فإنه قد تم تحويل حوالي 110 ملايين دولار إلى ميزانية الدولة الأرمنية “للأغراض العسكرية أي لشراء الأسلحة.
لقد أكد نيكول باشينيان ، رئيس وزراء أرمينيا ، خلال خطابه أمام البرلمان بشأن الموافقة على التقرير السنوي عن تنفيذ ميزانية الدولة لأرمينيا – 2020 ، وتحويل المبلغ الذي تم تحصيله من خلال “صندوق الشتات” إلى موازنة الدولة ، مشيرا بذلك إلى أن هذا المبلغ يشكل قرابة نصف إجمالي الإنفاق البالغ 230 مليون دولار ، مما يؤكد بأن الحكومة الأرمينية قد قامت بتمويل الحرب ضد أذربيجان مستخدمة 110 ملايين دولار من أصل 170 مليونًا من مجمل تبرعات الأرمن المقيمين بالشتات استجابة لطلب قادة الشتات بهدف التضامن مع أبناء شعبهم وتقديم المساعدة الإنسانية لهم ، في حين أن هذه المبالغ قد تم تحويلها للحكومة الأرمنية بهدف تمويل الحرب ضد الأذربيجانيين.
ويبقى التساؤل قائما عن مصير الـ 60 مليون دولار المتبقية الذي لم يعرف بعد أين تم صرفها وفي أي اتجاه؟، وهل تم استخدام هذا المبلغ أو جزء منه كمخصص لتقديم المساعدات الإنسانية للأرمن الذين عانوا من الحرب، وكم قيمة المبلغ المستخدم بهذا المجال؟ أم هل تم تحويل كامل المبلغ الى خزينة موظفي الخدمة المدنية.
غير أنه من الجدير بالذكر وتحديدا في شهر يوليو 2018، قامت أركان الشرطة الأرمينية بإلقاء القبض على آرا فاردانيان، الأرميني، المدير السابق لصندوق Hayastan All Armenian ، بتهمة الاختلاس ، (اختلاس من الأموال التي تم جمعها كتبرعات وإنفاقها بالمقامرة)
وفي حقيقة الأمر فإنه قد أصبح هناك العديد من التساؤلات التي تجعل المواطنين الأرمن يضعون أمام أعينهم مسؤولية مراقبة الوضع والشك بالأمر خاصة بالنسبة لـ “قادة” الشتات، لا سيما مع غياب النزاهة والشفافية، وما صار يتبعه من سوء لأداره الأموال التي يتم جمعها تحت مسمى مساعدات إنسانية مما يستوجب بأن يوضع هذا الأمر تحت طائلة الشك .
والغريب بالأمر بأن الحرب بين الجانبين انتهت ولكن ما زال “قادة” الأرمن في الشتات مستمرون في طلب الأموال، وتكديسها: حيث قاموا بجمع 30 مليون دولار في Telethons كما هو الحال في الولايات المتحدة وفرنسا.
وإنني لا أستبعد أنه بالنظر إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها أرمينا خلال الحرب مع
أذربيجان، فإن الحكومة تقوم بصرف تلك الأموال لإعادة بناء الجيش الأرمني وتنظيم الجهات الإرهابية الأخرى التي تبيت الانتقام.
وفي هذه المرحلة يجب على البنوك أن تتحقق بشكل رسمي حول المصادر الأصلية التي ترد منها الأموال، وتؤخذ على عاتقها مسالة الحذر من عمليات غسل الأموال لتمويل الإرهاب، والذي تلجأ له الحكومة الأرمنية خلال عملية استئجار المرتزقة والإرهابيين، كما أنه من المهم جدا معرفة المستفيد النهائي من هذه الأموال، ومتابعة هذا الأمر ومراقبة الأرمن في الشتات ممن يقومون بنقل وتحويل الأموال.
Banks (Chase Bank, Deutsche Bank, HSBC Bank, Republican Bank Armenia, Allianz Bank Bulgaria, DSK Bank Bulgaria, Westpack Bank, St George Bank).
هذه الدولارات التي تم إدخالها من خلال: MasterCard, Paypal, and VISA,
وتم تحويلها من خلال الحسابات التالية :
IBANDE96 100708480483381000 of
Deutsche Bank PGK Berlin JPM Chase Bank NA
في نيويورك برقم: 001-1-010782 ، HSBC Bank plc ،ورقم No.35768988
هذه هي بعض الحسابات التي يجب تحليلها والتحقق منها، لأنه من الواضح أن هناك المزيد.
كما وأوصي جميع القائمين على هذه البنوك بالتحقق ودراسة جميع الحسابات التي تمتلكها مؤسسة : Hayastan All Armenia Fundación ؛ وقد يكتشفون مفاجآت أخرى ، وبالتالي فإنني أنصح هذه البنوك بعدم الدخول في مشاكل خطيرة خاصة إذا وضعت السلطات التنظيمية للشؤون المالية في البلدان نظارات مكبرة على منع غسل الأموال لتمويل الإرهاب المرتبط بأرمينيا.
إن المواطنين الأرمن، سواء أولئك الذين يعيشون في أرمينيا أو أولئك الذين يعيدون بناء الحياة للعالم، أنصحكم بعدم الاستمرار في ملء خزائن دعاة الحرب والانتهازيين الفاسدين الذي يعيثون الفساد والإرهاب.
يجب أن يفزع الأرمني ويغضب من أجل بلاده، لأنه في الوقت الذي تواجه فيه أرمينيا من صعوبات مرحلة ما بعد الحرب، بالإضافة الى ما تعاني منه من ويلات جائحة كوفيد، إلا أن هؤلاء الذي يأتون من الشتات يطلبون أموالًا للحصول على مساعدات إنسانية ولكنهم في الحقيقة يستخدمونها للدمار والموت من خلال شراء الأسلحة التي يضعونها في أيدي الأرمن الذين هم فعليا جائعون ويعانون من صعوبة الحياة ومرارة العيش.
هل سيسمح الأرمن لهؤلاء الفاسدين في الشتات الذين لا روح لهم من الاستمرار في الخداع والتواطؤ مع حكوماتهم الفاسدة التي تسعى للقتل من خلال التسليح، بدلا من حراسة الأرواح وإعادة بناء مجتمعها التي تسببت له بالهزيمة الفادحة.!؟