عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
التقى الزعيمان الأردني والفلسطيني في قصر الحسينية العامر اليوم.. كان اللقاء حميماً ومميزاً وجاء على حاجة و تناصح و محاولة لقراءة مشتركة للتوأم الاردني الفلسطيني …
اللقاءات الملكية مع الرئيس عباس من مهماتها مسح اي شيء يمكن ان يعلق بالعلاقة المقدسة الفلسطينية الاردنية، هذه العلاقة الاخوية النابتة من بطون التاريخ والتي حافظ عليها النهر لتبقى خالدة بين غربه وشرقه..
حين التقيت الرئيس عباس اخر مرة في مكتبه، قال لي في اجابة على جملة من الاسئلة:” انا احرص ان اضع اخوتي الاردنيين في ادق التفاصيل و في صورة مآلات القضية، و لا يشغلني عن ذلك شيء، ولذا فإنني اضع جلالة الملك والمخابرات ووزير الخارجية في الصورة في تقارير دورية.. كما ان اخواني في الاردن لا يبخلون عليّ في معرفة تصوراتهم وخطواتهم التي تمس القضية الفلسطينيه وشعبها”..
فالاردن له قضية مركزية تشغل اتصالاته الدولية ودبلوماسيته، وهي القضية الفلسطينية التي يتحدث فيها في المحافل الدولية باستمرار، فلقد ظل وفياً لها ولعنوانها الذي يعترف به العالم، ولذا فإن إدامة الاتصال يمنع تراكم اي تصورات او مواقف ممكن ان تعتم العلاقة الشفافة او تؤثر عليها ..وقد علمت ان الرئيس عباس في اجتماعات المجلس الثوري لـ”حركة فتح” وجه تحية خاصة للاردن رغم ان اجتماعات المجلس سرية ولا يكشف عنها ،كما حذر من أي مس بالمصالح الاردنية او التعرض لها بالقول او الفعل..
فالرئيس عنده لغة واحدة في العلاقة الاردنية الفلسطينية ،وكل شيء فوق الطاولة و قابل للنقاش والحوار والتناصح ،وهذا سرّ قدرة هذه العلاقة على المنعة التي تمنع اي عدوى مهما كان مصدرها ، خاصة تلك التي تحاول الصيد في مياه الطرفين سواء من الداخل او الخارج..
كان الرئيس عباس مرتاحا لمحادثاته مع الملك عبد الله الثاني سواء التي جرت على انفراد معه، او تلك التي انضمت لها الطواقم الفاعلة التي بحثت قضايا هامة عشية زيارة جلالة الملك الى الولايات المتحدة الامريكية قريبا ،وسعي جلالته بالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية وخاصة الامريكية..
لقد تحمل جلالة الملك الكثير في سبيل هذه القضية الاولى عند جلالته، وظل وفياً لها ممسكاً بثوابتها ومدافعاً عن حل الدولتين و عن المقدسات ، وهو الامر الذي جلب كثيرا من المتاعب للاردن عند الإدارتين السابقتين الامريكية ادارة ترامب والاسرائيلية زمن نتنياهو..
ما زالت القضية في مخاضات صعبة وما زالت بحاجة الى كل الجهود الاردنية الفلسطينية الخروج بحل تقبله الاجيال ،خاصة وان الاشهر الاخيرة التي حملت متغيرات واضحة منها العدوان على غزة، وتغيير الحكومة الاسرائيلية بأخرى لم يعرف خيرها السياسي من شرها بعد، قد احدث متغيرات لابد ان يلتقى فى حوارها وتوزينها وقراءتها الجانبان الاردني والفلسطيني لتكون مهماتها اسهل..
منذ البداية ظل الاردن لصيقا بالقضية الفلسطينية، وظل يستوعب حاجاتها وضروراتها ويبني الايقاع المناسب في الخطو باتجاه حلها والدفاع عن حقوق شعبها ..
ما علمته ان اللقاء كان ناجحا وانه تناول كل القضايا في جردة قيمت ما تم، واستشرفت ما سيكون وهو الأهم، فقد كان وزير الخارجية الاردني والفلسطيني قد اعدا لهذا اللقاء الذي تشعبت موضوعاته بين السياسي وهو الاوسع، والأمني الذي تصدى له متخصصون وكان التوجيه الملكي لكل الجهات المشاركة بالعناية القصوى بالعلاقات واسنادها وجعلها في مستوى تطلع الشعبين الشقيقين، وهو الامر الذي تكرر ووجدنا نتائجه الايجابية في التعاون الوثيق في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والصحية لمواجهة جائحة الكورونا، وقد نشط السفيران هنا الفلسطيني وهناك الاردني في رام الله لجعل الاشياء نافذة وقابلة للتداول والتطبيق..
لا تستطيع أي جهة مغرضة أو كارهة ان تيث سموما تصيب هذه العلاقات او تدق “أسافين” فيها مهما حاولت ، فقد كان الجانبان يحرصان على نزع فتيل ذلك والخروج بالعلاقة الى وضعها الطبيعي والخاص..
يمكن للفلسطينيين الآن بأن يستانسوا بان ظهر قضيتهم في الاردن محمي ومخدوم ،وان يشعر الاردنيون ان دولة فلسطين هي على ارض فلسطين مهما طال الزمن!!
الرئيس عباس.. زيارة مباركة..
10