عروبة الإخباري – كرم سمو الامير الحسن بن طلال رئيس المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا اليوم الخميس الفائزين بجائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي بحفل نظمته الجائزة في المركز الثقافي الملكي .
وحضر الحفل سمو الاميرة ثروت الحسن رئيسة لجنة الجائزة والامير رعد بن زيد كبير الامناء، وسمو الأميرة سمية بنت الحسن ورؤساء وزراء سابقون وعدد من الوزراء وشخصيات وطنية وعلمية واكاديمية واعلامية وسياسية.
وفازت مؤسسة التدريب المهني بالجائزة الاولى عن مشروعاتها الثلاثة وهي 🙁 تأسيس برنامج شهادة وتدريب ميكانيكي عام تمديدات صحية) و (تطوير وتنفيذ وتقييم برامج التدريب الفندقي والسياحي) و(تعزيز مشاركة المرأة في العمل المهني).
ويهدف المشروع الاول الى تدريب وتأهيل فنيين مهرة وشبة مهرة في مجال التمديدات الصحية ومنحهم شهادات معتمدة بحيث يلبي احتياجات سوق العمل المحلي والاقليمي .
اما المشروع الثاني فانه يهدف الى تطوير البرامج التدريبية في المجال الفندقي والسياحي وبناء شراكة فاعلة وحقيقية مع القطاع الخاص والتدريب وفق احدث المناهج والاساليب المعتمدة عالميا .
ويسعى المشروع الثالث الى زيادة مشاركة الاناث ببرامج التدريب المهني المختلفة ورفع كفاءة وتطوير المرأة داخل المؤسسة .
وحصلت كلية الحصن الجامعية على الجائزة الثانية عن مشروعها( مركز الحصن للتطوير الوظيفي – عنقود ابتكار في مجال التعليم التقني والمهني).
يهدف المركز الى تعزيز القدرات العلمية والمهنية والشخصية للطلبة والخريجين في مجال التعليم التقني والفني ويوفر للطلبة التدريب العملي لاكسابهم المهارات اللازمة التي تؤهلهم للانخراط في سوق العمل .
وحازت كلية وادي السير – الاونروا على الجائزة الثالثة عن مشروعها (تأسيس تخصص جديد في التعليم والتدريب المهني : تركيب وصيانة المصاعد).
ويهدف البرامج الى تدريب وتاهيل فنيين في مجال تركيب وصيانة المصاعد الكهربائية ومنحهم شهادات معتمدة بحث يلبي هذا البرامج احتياجات سوق العمل المحلي والاقليمي .
ودعا سمو الامير الحسن بكلمته قبيل حفل التسليم الى تطوير التعليم المهني مما سينعكس ايجابا على عملية التنمية المستدامة في الاردن .
واضاف سموه ان المعرفة حق انساني وهي ضرورية تنموية لاستدامة التنمية الشاملة واستدامة العطاء والتفاعل الانساني.
ودعا الى الاهتمام بالانسان العربي المتميز وعدم التركيز على الشأن السياسي منفصلا عن السياسات والبرامج وتشجيع الابداع العلمي والاكاديمي والبحثي والتقدم والتميز التي تساعد على تطوير الاوطان، مؤكدا ان المصلحة الوطنية تتطلب تعاون المكونات الثلاث السياسية والاقتصادية الاجتماعية مع المكون الاخر مؤسسات المجتمع المدني.
وقال سموه ان الانجازات تراكمية وعلى كافة الصعد حيث تم انجاز الميثاق الاجتماعي العربي والعمل جار على الميثاق الاقتصادي العربي مشيرا الى تقريرُ التنمية الإنسانيّة العربيّة لعام 2012 المعنْون “الشعب يريد… التمكين” وهو خطة لتمكين الأفراد والمجتمعاتِ المحلية في البلدان العربيّةِ حيث يدعو الى الانتقالِ لمنظومات حكْم أكثر فاعليّة وعرضة للمساءلة.
واكد سموه ان الحلول السريعة لا تعالج مشكلاتنا ولا بد من الاستثمار الذي يركز على التعبئة الوطنية والى الحوار الوطني الذي ينتج اتفاقا يحدد الاولويات الوطنية بين اطراف المعادلة الثلاثة .
وقال سموه أنّ للتعليم دورًا أساسيًّا في تحقيق الازدهار الفرديّ والنموّ الاقتصاديّ والتلاحُمِ الاجتماعيّ والتغلبِ على الفقر وتأمين التنميةِ المستدامة.
وقال ان الأردن يعد من أفضلِ الدول العربيّة في مجال التعليم؛ فقد بلغ معدّلُ الأمية فيه 7ر6 بالمائة في عام 2011، ومن المتوقّع أنْ تنخفضَ هذه النسبة إلى النصف بحلول العام 2015، وأن يتمّ القضاء عليها نهائيًّا بحلول العام 2020، كما خضعَ النظام التعليمي في الأردن إلى مراجعة من حيث مستوى التعليم ومواكبته لاحتياجات سوق العمل.
واضاف لقد ظهرت العديدُ من المبادرات التي تشجّع على استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية. فمبادرة التعليم الأردنية، تشجّع على إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم ممارسات جديدة في التعليم من خلال استخدام التكنولوجيا في التعليم.
واشار الى إننا بحاجة إلى النظر إلى التعليم من منظور عالمي كي نوجِدَ نظامًا تفاعليًّا متصلاً يشكّل نموذجًا للتنميةِ الاقتصادية القائمة على الحاكمية الصالحة والتمكين الذاتي بهدف تحسين البنى التحتية والخدمات العامة للجميع وتطوير الأنظمة التعليمية في المدارس والجامعات، اضافة الى فتح المجال أمام الطلاب في المناطق النائية والأرياف والفقراء من كلا الجنسين للحصول على الفرص التعليمية.
واستعرض سموه نتائج الدراسة التي اعدها المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية لطلاب في الاختبار الدولي والذي اظهرت تراجعًا في أدائهم في مبحثي العلوم والرياضيات. معربا عن امله في أن يكون هذا التراجع أمرًا طارئًا.
وقد كان تراجع أداء طلبة الصف الثامن الأساسي، على سبيل المثال، في الاختبار الدولي لعام 2011 بمقدار 33 درجة و21 درجة على التوالي،مشيرا الى ان الأردن أحرز المرتبة الأولى في مبحث العلوم في عام 2007 على الدول العربية المشاركة وعددها (14)، واحتلت المرتبة الثالثة في عام 2011 ، وفي الرياضيات حصلت على المرتبة السادسة بعد أن كان ترتيبها الثاني.
واكد سموه ان النجاحُ في تطبيق استراتيجيات النهوض بالتعليم يستند الى المجتمع الديمقراطي الذي يؤكد مفهومي المشاركة والتمكين للمواطن، فيتمّ تدريبه على ممارسة هذه الحقوق في سياق تشجيع التفكير الحر القائم على المعرفة.
وقال ان التعليم المهني والتقني ينهض بدور محوري في تحقيق التنمية المستدامة، فهو محرّك أساسي للتنمية الاقتصادية والصناعية، حيث يزود سوق العمل بالكوادر البشرية المؤهلة والمدرّبة، وقد حقق الأردن إنجازاتٍ مهمّة في مجال التعليم المهني والتقني بما يمكّن الخريجين من الحصول على فرص عمل مناسبة.
وقد أظهر “تقريرُ مسح فرص العمل المستحدثة السنوي 2010، الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، أن صافي فرص العمل المستحدثة خلال عام 2010 بلغ 66 ألف فرصة عمل مقارنة مع حوالي 69 ألف فرصة عمل خلال عام 2009.
واكد سموه إنّ الإدارةَ الفاعلةَ لمواردنا الطبيعيّة والبشريّة والبيئيّة تتطلبُ جعل التنميةِ المستدامة الإطار الذي نطبّقُ فيه الحاكميّة, تكاتف المساريْن الحكوميِّ وغير الحكوميِّ من أجل تحقيقِ التنميةِ بأبعادِها المختلفة والتمسك بمبدأ المسؤوليةِ المشتركةِ فيما يتعلّقُ بمستقبلِ الموارد بأنواعِها،اضافة الى ترسيخ مفهوم المواطنة في الأذهانِ وتأكيد مفهومِ الاستقلالِ المتكافل فيما بيننا ومع الآخر، الذي يقومُ على نظرةٍ فوق قطريّة في التعاملِ مع التحدّياتِ التي تواجهُنا.
ودعا سموه الى بناء التحالفاتِ القوية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي من أجلِ تكثيفِ المعرفة وتدعيمِ البحث العلمي ووضعِ السياسات التي تعكسُ المواقفَ والرؤى التي نتبنّاها، ويتضمنُ ذلك التشبيكَ مع الخبراء في الخارج، وتعميقَ التعاونِ على المستوييْن المحليّ والعالميّ مع الجامعات والمؤسسات البحثيّة في ضوءِ رعايةِ الإبداع وتشجيعِ الريّادة.
وعبر سموه في نهاية كلمته عن اعتزازه وتقديره للمؤسسات الفائزة التي لامست بمشروعاتها الاحتياجات الوطنية في اكثر من مجال.
وتجول سموه ترافقه سمو الاميرة سمية والدكتور نضال قضامين وزير العمل والنقل في المعرض الذي يتحدث عن انجازات المشاريع الفائزة.
وبين الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد الشريدة ان الجائزة التي قرر المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا انشاءها في عام 1995، تهدف الى تحفيز مؤسساتنا التعليمية على تجذير التميّز العلمي في مستوياتها ونشاطاتها المختلفة، ومشاركتها الفاعلة في العملية التنموية القائمة على اقتصاد الإبداع.
واشار الشريدة الى ان الجائزة مُنحت منذ إنشائها وحتى العام الماضي لسبعة وستين مؤسسة بمستوياتها المختلفة ثلاثة وعشرين منها لمؤسسات التعليم العام وخمسة وعشرين منها لمؤسسات التعليم العالي وتسعة عشر منها لمؤسسات التعليم المهني والتقني .
وبلغ عدد الطلبات التي قدمت الى مكتب الجائزة في الامانة العامة للمجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا 12 مشروعا من قبل ست مؤسسات معنية بالتدريب المهني والتقني.