عروبة الإخباري – يعتبر الاسلام وباقي الديانات السماوية الاخرى مفهوم العمل التطوعي يعد ركيزة مهمة وأساسية في ايجاد علاقة بناءة ما بين الفرد والمجتمع ، فليس من المستغرب ان نجد الآيات القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة التي تسلط الضوء على فلسفة ذلك المفهوم بل وتحض عليه لما له من اثار ايجابية على جميع افراد المجتمع الواحد فالله عز وجل يقول في محكم تنزيله “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”ويقول جل جلاله “وآتي المال على حبه ذوي الفربى واليتامى والمساكين وابن السبيل” صدق الله العظيم . ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” أن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم ، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة” ويقول أيضا “لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من ان تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة “.
بناء على ما سبق فان العمل التطوعي يعتبرا مدخلا اجتماعيا وسليما نابعا من ذات صادقة لا تبحث عن حضور او اعلام او نفاق اجتماعي وهو مدخل ايضا لعمل انساني تطوعي يتبلور بصورة حضارية تعكس عظمة الاسلام في بناء مجتمع متماسك.
تتعدد أوجه العمل التطوعي الانساني وتتعدد مخارجه وممارساته خاصة حينما يتجرد صاحب الفكرة أو المبادرة عن روح الانانية تنطلق من رغبة ذاتية إنسانية ثلاثية الابعاد من خلال المساهمة في العدالة في بناء مؤسسات المجتمع المدني كي تكون رديفا ورافعة للمواطن كي يسد عوزه ولا يمد يده لسؤال الناس مبتغاه دائما رضى الله عز وجل.
ما دفعني لكتابة مفهوم العمل التطوعي تلك المبادرات التي يمارسها ويقدمها النائب هيثم ابو خديجة ابتداءاً من مبادراته (عمان الأولى….غير) التي جاءت لتحسين واقع المدارس الحكومية, ثم كانت مبادرته الثانية من خلال تخصيص وانشاء حساب خاص لمساعدة المرضى والمحتاجين في مستشفى ابن الهيثم يرصد لمساعدة وعلاج الفقراء والمرضى والمحتاجين, ناهيك عن تبرعه الشخصي براتبه الذي يتقاضاه من مجلس النواب منذ اول شهر اصبح فيه عضوا بالمجلس بدورته الحالية للعائلات المستورة والفقيرة, دون اعتبار لجغرافيا او دائرة انتخابية, بل تجسيدا لقول الرسول الكريم ” المؤمن للمؤمن كالبنيان الرصوص ” وهي المبادرات التي نتمنى ان تنتشر عدواها عند اغلب فئات المجتمع تصديقا لقول الرسول الكريم “خير الناس أنفعهم للناس” وهذا يشير إلى نفع الناس أجمعين على الإطلاق, وليس مقتصرا على نفع المسلمين فقط.
بقلم /منى صالح