بقلم جاسمينا الكلوب “فتاة وسط ذئاب_بشرية”
من رحم الألم تولد السعادة
كانت تعلم ومتأكدة بأن خروجها من ذلك المكان مؤكد ولاكنها لم تكن تعلم كيف ستكون طريقة الخروج فقد نفذ صبرها من تلك القضبان البشرية التي تحوطها من جميع الإتجاهات عاشت فترة طويلة تعاني وتتألم وتصرخ بصمت بالرغم من الأذى النفسي والجسدي والمعنوي التي لحق بها ولاكنها كانت تعانق شوك الصبر المؤلم لتداري على نفسها مر الحياة وقسوة البشر كانت البداية مؤلمه فقد خلقت أنثى وتشوهت روحها منذ ميلادها بسبب إسوداد وجه والدها عندما بشروه بها فحاول التخلص منها منذ أسابيعها الأولى فأخذها وقرر رميها ولاكن ضميره وقلبه لم يطاوعه فهل حن فهل رأف قلبه ومال وإمتلأ حبا لها
فغمرها بلهفت آن ذاك فشد على ذراعها ليترك علامة أبدية دائمة تشبه الوحمة تذكرها حينما تكبر بأنه حاول التخلص منها ولاكن قلبه لم يطاوعه
فكبرت قليلا وأصبحت تدرك وتفهم كانت في صغرها فتاة قاسية عصبيه وخجولة بسبب عدم إنخراطها وإنخلاطها مع الناس فقد كان والدها لا يحب خروجها من المنزل هل هو خوف عليها أو خوف منها
خاف عليها من المجتمع من خارج جدران منزله ولاكنه لم يخف عليها من داخل الجدران من السجن الذي فرضه عليها منذ الطفولة فقد ماتت طفولتها عندما تجرأ ذوي النفس المريضة على التحرش بها وخدش برائتها لم يكن أحد من الشارع بل كان أخوها من والدها الذي يكبرها بخمسة عشر عام ليزيد الطين بلة ويدمر نفسيتها عاشت طفولة قاسية ومدمرة بكل معانيها وتفاسيرها ما بين خوف وكوابيس وحزن ولم تستطيع إخبار أحد خوف من ردت الفعل وبسبب التعنيف فالسكوت كان رفيقها طيلة هذه السنين ليدفن بداخلها كسر مميت
فتاة وسط ذئاب_بشرية #بقلم جاسمينا الكلوب
9
المقالة السابقة