عروبة الإخباري – كتبت وصال ابو عليا
أطلّ من عليائِه هذه الليلة وتسللَ لقلبي، رأيته يواصلُ المسيرَ نحو اتجاهٍ يعلمهُ وحده بسرعةٍ فائقة، ناديته: مناضل.. مناضل..
قال لي إنه بعجلة من أمرِه.. طلبت منه أكثرَ من مرة أن يأتي دخلَ لعتبةِ البيت؛ فرأيتُ الأمطارَ تتساقطُ من ملابسهِ المبتلة بالبَرَد.. قلت له سأبدلُ لكَ هذه الملابس بأخرى دافئة.. أشاحَ بعينيهِ نحو لونِ البيجامة التي أحضرناها وأُعجب باللون..
ارتدى ملابسَهُ.. وعادَ من حيث أتى مسرعا أيضا.. لحَحنا عليه بالبقاء لكنّه أبى..
وفي الليلةِ السابقة كذلك، رأيته لأولِ مرةٍ منذ سنوات.. وفي حلمي.. استشهدَ كما في المرةِ الأولى رأيتُ الصفاءَ والنقاء في وجههِ ولُفّ رأسُه بحطتنا الفلسطينية، قبّلته كما في يوم استشهاده.. جثيت على ركبتيّ منهارةً من البكاء.. ومن ثم وعندما حُملَ على الأكتاف.. استجمعت كافةَ قواي ونهضت بكاملِ انهياري.. مع من يسيرونَ في جنازةِ الشهيد.. لم نشيّعه وحدَه في ذاك اليوم.. شُيعت قلوبُنا معه ولم تعُد من انكسارِها.. في موكبِ التشييع كُنت أردد:
سيعودُ أخي سيعود..
ياللّه: أشعرُ وكأنّ السماوات السبع تنحشرُ في حلقي
رفقاً بقلوبنا يا رب.. واجمعنا به
#أخي_الشهيد_مناضل_نشتاقك_وأبعد