عروبة الاخباري_كتب سلطان الحطاب
انا من الذين يعتقدون ان أداء مجلس الاعيان على اصعدة كثيرة افضل من اداء مجلس النواب رغم انني اعلم ان مجلس النواب هو الاهم لجهة الرقابة والتشريع وهو الذي يعول عليه في تمثيل الشعب…
تميز اداء مجلس الاعيان وقد لاحظت تميز مالية الاعيان أي اللجنة المالية والاقتصادية التي عَقدت اكثر من جلسة وحركت اكثر من جانب في الاقتصاد الوطني من خلال اللقاءات المتتالية والاستماع وطرح الاسئلة وقد جاء ذلك بعد ان اصبح العين جمال الصرايرة رئيسا للجنة المالية والاقتصادية في المجلس، وقد حمل اليها خبراته التي راكمها من خلال عملة الطويل رئيسا لمجلس ادارة شركة البوتاس التي غادرها وهي في ذروة نجاحها بعد ان حافظ على هذا النجاح مع فريق كبير متخصص من اداريين ومشرفين وفنيين وخبراء مكنهم من العمل معه وحفزهم وظل يترجم من خلال القرار الصائب ما يجعلهم يؤدون عملهم على اكمل وجه حتى غدت البوتاس اكبر الرافدين لموازنة الدولة وأكثر المستجيبين للتبرع في الاوقات الصعبة خاصة مع وباء الكورونا،،ورئيس اللجنة المالية في الاعيان ايضا يأتي الى موقعة وقد كان من قبل في مقدمة السلطة التنفيذية حيث عمل نائبا لرئيس الوزراء في الحكومة التي رئسها الدكتور هاني الملقي وقد تحمل المسؤولية حين مرض الملقي وكان اداءه مميزا..
يتميز الصرايرة بالدقة والمتابعة كما يتميز بعدم الغرق في التفاصيل ويؤمن باللامركزية، فهو ينيط العمل بكل ذي اختصاص ويقوم هو بعمل المايسترو ليكون الفريق موحدا متناغما مؤديا عمله كالفرقة…
في الاسابيع القليلة التي تولى فيها الصرايرة مهمتة تناول قضايا مهمة تتعلق بانعاش الاقتصاد الوطني وقد جاء لقاؤه مع رئيس وأعضاء من سلطة العقبة الاقتصادية شاهدا ومثمرا من خلال ما استمع اليه وما وجه اليه في اللقاء مع رئيس السلطة المهندس نايف البخيت وبحضور صاحب الخبرة في المنطقة الاقتصادية الخاصة العين عقل بلتاجي وعدد من الخبراء المختصين… وكان جرد حساب لفترة 20 سنة هي فترة صعود المنطقة الاقتصادية في العقبة التي وضع حجر الاساس لها الملك عبد الله الثاني في احتفال تشرفت بحضوره ومن يومها واجهت المنطقة حالات مد وجزر تحملت الحكومات المتعاقبة التي لم يؤمن بعضها بفكرة المنطقة الاقتصادية ووضع عصياً في دواليبها وهي مسؤولة عن مراحل الجزر التي عاشتها منطقة العقبة و كادت ان تودي بالفكرة والمشروع، ولكن قيادات في السلطة جاءت وحافظت على الفكرة وزخم تطبيقها حتى عاد المشروع ليقف على اقدامه ويواصل اقلاعه، لولا الظروف الاخيرة التي تعيشها البلاد برمتها نتاج جائحة الكورونا ،و هي الظروف التي ضربت القطاع السياحي الذي كان موقع تشخيص ومعالجة العين الصرايرة، ورئيس السلطة واعضائها من الذين حضروا اللقاء الأسبوع الماضي..
الصرايرة في التوجيه اعطى دفعة معنوية بإسناد الفكرة وتحفيز قيادة السلطة ومباركة عملها وحثها على مواصلة العمل والاستمرار في ترجمة الرؤية الملكية التي راهنت على المنطقة الاقتصادية ومازالت تراهن اذ لابد من اقامة مناخ استثماري ناجح يدفع بعجلة الاقتصاد الوطني الى الامام ويضع الاردن الذي لا تنقصه الكفاءات والإرادة في المقدمة..
الصرايرة الذي يتفائل الكثيرون بإدارتة في المؤسسات شدد على ضرورة انقاذ قطاع السياحة في منطقة العقبة الاقتصادية وضرورة وضع استراتيجية للتعافي من اجل هذا القطاع وما يتبعه من قطاعات اخرى هامة..
المطلوب للعقبة الاقتصادية من اجل العقبة والاقتصاد الوطني كله خطط طوارئ سريعة تحرك النشاطات السياحية والاقتصادية الاخرى، وهي خطة ذكرها رئيس السلطة باعتبارها تستجيب وبشكل سريع لمتطلبات الحالة والمرحلة وتجلياتها وتتمثل في تنويع المنتج السياحي للعقبة كواجهة بحرية بالإضافة الى منتجع وادي رم والى اعادة بث الحياة في قطاعات فرعية كالسياحة العلاجية والبيئية وسياحة المغامرات..
فمنطقة العقبة التي وجه الملك الى ضرورة تطويرها قبل 20 سنة وصناعة نموذج اقتصادي وتنموي فيها تحاكيه مناطق اخرى من المملكة بعد ان ينجح ما زالت الفرصة فيه قائمة وقد مضت سنوات كانت المنطقة نموذجا يضاهي افضل النماذج العالمية، ولذا لا بد من العودة لإعادة انتاج المنطقة الاقتصادية في العقبة وتوفير كل المستلزمات والاشتراطات والحوافز والدعم والخطط والكفاءات للعودة الى فكرة المشروع وروحه وانطلاقته وتخفيف بل واجتثاث كل المعوقات والتداخلات والرطانة الجانبية التي ظلت تعتري المشروع و تعرقله لمصالح وأفكار متخلفة وتقليدية ظل يتمسك بها نفر من المسؤولين ويزايد على الفكرة او يناقص عليها بأساليب مكشوفة هدفها رهن المشروع، وقد نجحت هذه الفئة في مراحل عدة ولها شخصياتها ورموزها التي ظلت تجاهر بمواقفها…
الحكومات في عمان بعضها من امتلك رؤية واسعة وبعضها من امتلك رؤية ضيقة تجاة المنطقة الاقتصادية التي حان الوقت ان تتقدم وان تُمكن من التقدم و ان يستند القائمون عليها الى الارادة الملكية صاحبة الفكرة، وان يجري فضح الذين اوهنوا المشروع او سلبوا بعض صلاحياته…
اعاد العين الصرايرة في اللقاء التأكيد على ذلك ولدى الرجل الذي قاد شركة البوتاس العربية لسنوات طويلة خبرات عريضة في العقبة حان الوقت ان تترجم وان تلتقط وان يستفاد منها…